شح الفوارغ يستحدث «بيزنس» الاستثمار في الحاويات «الخردة»

استخدام فوارغ الحاويات التى فقدت صلاحيتها للإبحار على السفن

شح الفوارغ يستحدث «بيزنس» الاستثمار في الحاويات «الخردة»
أماني العزازي

أماني العزازي

9:16 ص, الأحد, 17 يوليو 22

تسببت تداعيات نقص فوارغ الحاويات، وتراجع المعروض مقارنة بمعدلات الطلب المتزايدة، وارتفاع أسعار الجديد منها إلى اتجاه بعض الشركات، للعمل فى تجارة إعادة تدوير الحاويات الخردة للعمل بها مرة أخرى، وفقًا للاشتراطات والمعايير المحددة من قبل الخطوط الملاحية والجهات الرقابية.

قال الدكتور تامر أنور، مدير عام اللوجستيك بمصنع كابسى للدهانات، أن عدة متغيرات اقتصادية أظهرت نشاطًا جديدًا فى منظومة تداول الحاويات، وهو تجارة شراء الحاويات الخردة وإعادة تدويرها مرة أخرى لاستخدامها فى بعض الأنشطة المحلية، أو التخزين دون الإبحار، إذ قام عدد من الكيانات بإضافته باعتباره نشاطًا مربحًا إلى حد ما فى الفترة الحالية.

وأضاف لـ«المال»، أن ارتفاع الطلب على الحاويات الفارغة التى خرجت من خدمة الإبحار، تتسبب عنها أيضًا قفزة فى الأسعار إلى الضعف، لافتًا إلى سعر الحاوية 40 قدمًا كان سعرها لا يتعدى 38 ألف جنيه، لكن بعد زيادة الإقبال على شرائها أصبح الآن يتراوح بين 60 و70 ألفًا.

وأشار إلى ظهور هذا النشاط فى الفترة الحالية، يعود إلى عدة أسباب منها، استخدام فوارغ الحاويات التى فقدت صلاحيتها للإبحار على السفن، فى الأعمال التى تخص العاملين فى مشروعات المقاولات بشكل، والاعتماد عليها مقرات إدارية متنقلة فى المشروعات، واستراحات مبيت، ومواقع تخزين آمنة.

وأوضح «أنور» أن الحاوية عبارة عن وحدة صلبة قابلة للتداول، ولأنها غير خالصة الرسوم الجمركية فلابد قبل تدويرها من سداد كافة الرسوم الجمركية عليها، لافتًا أن الموانئ الجافة يمكن أن تمثل حلقة وسيط فى بيزنس تجارة الحاويات المستعملة، وذلك لتعاملها مع كافة الخطوط الملاحية، ويمكنها الاتفاق معها على شرائها، وإعادة تدويرها للتداول بالسوق المحلية.

من جانبه، أشار أشرف خليل، وكيل أحد الخطوط الملاحية العاملة فى ميناء الإسكندرية، أن المشروعات الميدانية خاصة المتعلقة بالطرق والكبارى ومشاريع الصرف الصحى وغيرها، تمثل سوقًا رائجة للحاويات المستعملة، وهناك العديد من شركات الملاحة بالإسكندرية، بدأت تمارس النشاط بأرقام فلكية.

وتابع: العمل فى هذا النشاط لا يمكن تطبيقه على وكلاء الخطوط، لأن مكتب الخط الرئيسى يتولى عمليات تكهين وطرح الحاويات بالمزاد، ويقوم كيان آخر متخصص لشرائها وبيعها لشركات المقاولات أو غيرها.

وأكد محمد غالى، مدير شركة ديجو للشحن الدولى، أن كثيرًا من الأراضى بالمدن توقفت بها استصدار رخص المبانى الجديدة، وهذا الأمر جعل بعض المواطنين التفكير فى استغلال الحاويات القديمة البديل الأسهل لإقامة مشروعات الشبابية، إذ تعتبر أقل تكلفة فى حالة فشل المشروع مقارنة بتكلفة المبانى.

وأوضح أن الحاوية تخرج من الخدمة بعد مرور 15 عامًا فى المتوسط وهناك خطوط ملاحية تنفذ عملية التكهن بعد 10 سنوات، وأخرى أصبحت بعد 20 سنة، لاسيما بعد النقص الحاد فى الفوارغ، لكن وفق شروط محددة تحت إشراف جهات دولية رقابية.

وأشار غالى إلى أن بيع الحاوية يبدأ بقيام الخط الملاحى بحصر الحاويات المتهالكة وعرضها للبيع، ومنح الشركة العقد الذى بموجبه يتم سداد الرسوم الجمركية والضرائب، حتى تتمكن من بيعها فيما بعد.