منذ عرض فيلم الممر السينمائي العام الماضي، الذي تحدث عن ملحمة وطنية وقت حرب أكتوبر وقدمه الفنان أحمد عز إخراج شريف عرفة وإنتاج هشام عبد الخالق.
لم يظهر أي فيلم سينمائي جديد حربي يتحدث عن هذه المعركة التي يحتفل بنصرها المصريون كل عام في هذا التوقيت لتكلفة هذه الأفلام الإنتاجية.
ونرصد في هذا التقرير مطالب السينمائيين في هذه المناسبة من صناع السينما المصرية وكيف تنفذ هذه المطالب .
ماجدة موريس: الأفلام الحربية مكلفة إنتاجيا لكنها تترك أثرا عظيما في نفوس الجمهور
في البداية، أعربت الناقدة ماجدة موريس عن كون فيلم الممر الذي قدم العام الماضي وشهد نجاحا جماهيريا، ظهر بصورة مشرفة عن الأفلام الحربية منذ 30 عاما تقريبا لأنه كان مخدوما من القوات المسلحة المصرية، إضافة لاستخدام أعلى التقنيات الحديثة في تصوير المعارك الحربية في الكثير من مشاهده.
وتابعت يجب أن يتم وضع جدول وبرنامج سنوي لتقديم أفلام حربية عن نصر أكتوبر جديدة يتم إنتاجها سنويا بتقنيات حديثة وإمكانات مادية عالية ، لان تلك الأعمال السينمائية هامة جدا بالنسبة لأي مواطن مصري لمعرفة ما حدث في هذه المعركة والانتصار الذي تحقق وكواليسه.
وأضافت أن الأفلام الوطنية الحربية برغم تكلفتها الضخمة إنتاجيا مثل الممر، لكنها تعيش لسنوات في ذاكرة المشاهدين وتترك أثرا نفسيا عظيما إيجابيا بصورة كبيرة لذلك لا يجب الأحجام عن تقديمها للجمهور .
أحمد سعد الدين: فيلم الممر كان مفاجأة والفترة المقبلة ستشهد وجود أفلام حربية
قال الناقد الفني أحمد سعد الدين، إن فترة السبعينات قدمنا حوالي 6 أفلام ولا تعتبر إفلام حربية لأنها أفلام روائية بها بعض مشاهد الحرب.
وأضاف أن ذلك كان كافيا في هذا الوقت لأن الحرب كانت جديدة ولم يكن هناك أسرار يمكن أن تظهر للنور، لافتا إلى أن بعض الدول تضع قانونا أن هذه الأسرار تظهر بعد 15 عاما بمعنى أدق من سنة 90 المفترض كان يجب علينا نفرج عن بعض الأسرار لتقديم أفلام عسكرية عن حرب أكتوبر.
ولفت إلى أنه قدم فيلم الطريق إلى إيلات إنتاج التلفزيون وقبلها ببعض الوقت حكايات الغريب، برغم إننا كنا نحتاج لأكثر من فيلم سينمائي يحكي إنجازات الحرب وبطولات أبناء القوات المسلحة.
وأشار إلى أن هناك أكثر من مشروع سينمائي عسكري توقف لأن منتج القطاع الخاص اتجه للأعمال الكوميدية التي تدر عائد وربح مادي سريع وظلت هذه المقولة موجودة لأكثر من 15 عاما حتى جاء فيلم الممر العام الماضي، وتم تنفيذه بشكل سينمائي جيد وتم طرحه في موسم العيد وكانت مفاجأة كبيرة أن يذهب له جمهور الشباب اكثر من مرة وحقق حوالي 75 مليون جنيه كإيرادات وقام بعمل شيء هام بأنه زكى الروح الوطنية للشباب المصري.
وأكد أنه يمكن أن نرى الفترة المقبلة أفلام حربية مثل الممر كثيرا ولن يكون هناك مخاوف من عدم تحقيقها إيرادات عالية.
نادر عدلي: القوات المسلحة ساهمت في فيلم الممر فظهر بصورة مميزة ونحتاج لتكلفة إنتاجية كبيرة لتقديم المزيد
وأعرب الناقد الفني إنه شيئا جيدا أن فيلم الممر كان العام الماضي، لأن أفلام حرب أكتوبر كانت عام 74 قدم وقتها 4 أفلام وبعدها قدم 3 أفلام بحوالي 7 سنوات وبعدها بـ7 سنوات أيضا قدم فيلم الطريق إلى إيلات، وذلك هو رصيد الأفلام التي قربت عن حرب أكتوبر من 67 حتى هذه الفترة منذ الثمانينات لم يأت فيلم حربي جديد حتى جاء فيلم الممر بعد هذه السنوات الطويلة .
ويضيف أن فيلم الممر كان يتحدث عن حرب الاستنزاف بشكل كبير، وكانت السينما تفتقد بشدة لهذه النوعية من الموضوعات الحربية، مشيرا إلى أن كل الأفلام العسكرية عن حرب أكتوبر لم تشارك فيه القوات المسلحة باستثناء فيلم العمر لحظة لماجدة والطريق إلى إيلات ويوم الكرامة لعلي عبد الخالق كانا فيهما مباشرة حقيقية القوات البحرية والمعدات التي تستخدم في الحرب عكس الأفلام الأولى التي قدمت عن أكتوبر فظهرت فيها مجرد مشاهد عن الحرب فقط.
وقال أيضا أنه حينما ساهمت القوات البحرية والمسلحة والاعتماد على متخصصين في إدارة المعارك، فظهر الفيلم بهذا الزخم والارتياح في المشاهدة وتقديم مشاهد فيها ثقل فني، لذلك حتى يتم تقديم أفلام سينمائية حربية يتطلب ذلك مساهمة من القوات المسلحة حتى يتم تاجي طيارة أو دبابات لاستخدامها في المعارك فذلك مكلف إنتاجيا جدا ولاتوجد قوى تستطيع تحمل هذه التكاليف أو يتم تسجيل أفلام مثل الصعود للهاوية لكمال الشيخ ووكر الجواسيس ومسلسلات دموع في عيون وقحة ورافت الهجان لكن لم تكن هذه الأعمال مكلفة إنتاجيا مثل الممر لذلك جاء ترحيب كبير به لأنه قدم معارك حربية بعضها حدث بالفعل في الواقع وجيل كامل لم يعش لحظات هذه الحرب ونقلت له صورة عما كان يحدث.