الأزمة الكبيرة التي واجهتها السينما فى دول معينة مع تطبيق قيود الحجر الصحي في الكثير من بلدان العالم، على خلفية الإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، جعلت الكثيرين يفكرون فى حلول للخروج من الأزمة أو حتى الخروج بأقل الخسائر، فكانت أبرز تلك الطرق سينما السيارات فشرعت الدول فى تنفيذها بالفعل.
فى 06 يونيو 1933 تم افتتاح أول دار عرض لـ سينما السيارات الأولى من نوعها بأمريكا فى كامدن، نيوجيرسى وكان الصوت يصدر من ثلاث سماعات كبيرة بجانب الشاشة، وبالأربعينات تمت تحسينات على دور العرض، منها استخدام السماعات داخل السيارة.
فكرة دور عرض السيارة تم ابتكارها من قبل ريتشارد هولينجشهيد Richard Hollingshead فى سنة 1933، وحصل على براءة اختراع لفكرته فى سنة 1933، ولكن تم إلغاء البراءة فى 1939، لكن ذلك لم يمنع انتشار دور عرض السينما للسيارات بجميع أنحاء الولايات المتحدة.، وفى عام 1963 وصلت إلى 3,502 دار عرض تعمل بالولايات المتحدة.
وتم افتتاحها أيضا في المملكة العربية السعودية العام الماضي لأول مرة ، وشهدت أٌقبالا كبيرا من الجمهور السعودي.
صفوت هلباوي: فكرتها مميزة كبيزنيس في السينما وتحتاج لجهاز تشغيل وشاشة عملاقة
قال الموزع السينمائي صفوت هلباوي لـ«المال»: إن سينما السيارات كانت موجودة في الساحل الشمالي بالإسكندرية العام الماضي في أحد المولات التجارية “أو سينما”، لافتا إلى أنه تم افتتاح 2 لسينما السيارات وتم تشغليهما في فترة الصيف فقط وأغلقا.
وأضاف أنه لم يتم افتتاحها في القاهرة منذ فترة التسعينات، لافتا إلى أنها تحتاج لمساحات كبيرة لأنه يجب أن تتواجد فيها حوالي 100 أو 200 سيارة على الأقل وتكون شاشتها عملاقة ويتم تشغليها بجهاز صوت من الخارج بحيث يتم رمي الصوت من الجهاز لكاسيت السيارة لسماع الفيلم.
وأشار هلباوي أيضا إلى أنه تم استخدام نسختين من هذا الجهاز العام الماضي، ويجب أن يتم استخراج تراخيص قانونية لهذا الجهاز وكل شيء مستخدم في هذه النوعية من السينما .
أوضح أن وجودها مكسبا للسينما المصرية لأن فكرتها مميزة وكبيزنيس لمنتجي السينما هي مربحة ولو تم تنفيذها في القاهرة ستحقق رواجا كبيرا، لأن تذكرتها مرتفعة وتصل إلى 300 أو 400 جنيه مثلما حدث العام الماضي في الساحل الشمالي وكانت ناجحة جدا، وقام بتنفيذها المهندس عز غنيم وأحضر الأجهزة من الخارج وقام بتخطيط المكان أيضا، لكن أغلقت بسبب مواعيد الحظر والساحل الشمالي لم ينجذب له الجمهور حتى الآن.
محمود عبد الشكور: عودتها شيء محبب ونتمنى وصول السينما للجمهور في كل مكان
وأعرب الناقد الفني محمود عبد الشكورعن كون سينما السيارات حينما افتتحت في فترة التسعينيات كانت فكرة الفنان الراحل مصطفى متولي لكن لم تكتمل وقتها كثيرا برغم أنها كانت تشهد إقبالا وتم عمل دراسة جدوى لمدى أهميتها للسينما حينها.
ولفت إلى أنها شكل جديد في السينما المصرية وعودتها شيء محبب، خاصة أنها تحتاج لاماكن مفتوحة نظرا لوباء كوورنا فذلك سيكون جيدا للغاية.
ويضيف أنه ما المانع في أن تكون عروض للأفلام السينمائية الجديدة من خلال هذه النوعية من السينما بدلا من الانجذاب طيلة الوقت للمنصات الرقمية وغيرها من الوسائل .
وتابع أنه مع وصول السينما لكافة الناس في المحافظات من خلال سينما السيارات، أو سينما في الجامعات التي قام بعملها المخرج الراحل يوسف شاهين سابقا، بدلا أن نحصر أنفسنا في دور العرض السينمائي فقط، علينا أن نستخدم الأماكن المكشوفة في القاهرة والمحافظات لعمل سينما السيارات مرة أخرى وأي أفكار مميزة من شأنها تطوير السينما ووصولها لفئات الجمهور المختلفة.
أمير أباظة: قد لا تكون مربحة لصناعها لكونها مكلفة ماديا وتحتاج لجمهور معين
بينما يرى أمير أباظة رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي أن سينما السيارات كانت مشابهة لدور عرض الصيف كانت في قاعة مكشوفة وتعتبر تطورا للعصر وفرصة لأصحاب دور العرض للتسويق بصورة أكبر وإعطاء شكل رفاهية لجمهور معين تحاول جذبه للسينما، لاسيما أنه خلال السنين الأخيرة لم يعد الإقبال الجماهيري كبيرا على الأفلام .
ويضيف أن معظم الأفلام يتم قرصنتها قبل طرحها بالسوق ولاتوجد حماية حقيقية لها، وأي وسيلة تساهم في وصول السينما المصرية والأفلام بصورة مميزة للمشاهد فذلك شيء مميز.
ونوه أباظة أن جمهور سينما السيارات يختلف تماما عن جمهور دور العرض في السينما، لأن تذاكر سينما السيارات مرتفعة نوعا ما ماديا ويشاهدها فقط من يمتلك سيارات فارهة مثل بي إم وغيرها أما النوعيات البسيطة من السيارات لا تستطيع التمتع بهذه السينما كصوت وصورة للفيلم.
وأكد أن سينما السيارات باهظة التكلفة لذلك قد لاتكون مربحة بصورة كبيرة للقائمين عليها.