■ حال فوزها بانتخابات الرئاسة المقبلة
– خالد بدر الدين
تعهدت السناتورة إليزابيث وارين فى الحزب الديمقراطى عن ولاية ماساشوستس التى تنوى دخول الانتخابات الرئاسة الأمريكية العام المقبل بتفكيك كبرى شركات التكنولوجيا ومنها أمازون وفيس بوك وجوجل إذا أصبحت رئيسة الولايات المتحدة.
وذكرت وكالة رويترز أن إليزابيث وارين التى تنتقد دائما شركات وبنوك وول ستريت بسبب ضخامتها وهيمنتها على الأسواق تطالب بتشجيع المنافسة العادلة ومنع المؤسسات الضخمة من ممارسة الاحتكار عبر صفقات الدمج والاستحواذ التى تمتلك فيها كيانات صغيرة تساعدها على تعزيز وزيادة التطبيقات التى تستخدمها وتسيطر بها على أكبر عدد من المستهلكين.
ورغم أن البيت الأبيض يدرس أيضًا اقتراح تفكيك الشركات الضخمة إلى كيانات أصغر فإن معظم الجمهوريين الذين يديرون مجلس الشيوخ والبيت الأبيض يرون أن هذا الاقتراح غير واقعى ويستبعدون تحقيق ذلك فى المستقبل القريب.
ومع أن السناتور جو نوسيرا يؤيد إليزابيث فى تعهدها، لكنه لا يريد فوزها بالانتخابات ويحبذ بقاءها فى الكونجرس الذى يحتاج لذكائها وجرأتها وخبرتها السياسية لمساعدة الرئيس الديمقراطى المرتقب لتحويل هذه الفكرة إلى قانون
وأكدت اليزابيث أثناء خطبة لها فى لونج آيلاند سيتى أن تحجيم قدرات عمالقة التكنولوجيا وتقليص هيمنتها المتزايدة وليس تقسيمها أو تفكيكها يكفيان لتعزيز المنافسة العادلة، مضيفة أنها لا تريد حكومة تساعد شركات التكنولوجيا الضخمة التى يعتقد رؤساؤها أنهم يديرون ويسيطرون على كوكب الأرض وإنما ترغب فى حكومة تعمل من أجل الشعب.
وتخلت شركة أمازون خلال فبراير الماضى عن خطة بناء فرع ضخم لها فى إحدى المدن الأمريكية بسبب اعتراض زعماء الإدارات المحلية رغم أنها ستوفر أكثر من 25 ألف فرصة عمل للسكان بعد أن زعمت اليزابيث أن شركات التكنولوجيا الضخمة تغزو المدن والقرى والولايات وترغم سكانها على تنفيذ سياستها ما يهدد أعمال الكيانات الناشئة ويعرضها للاختفاء.
وقالت المحامية كيت أوفسيس إنها لم تحدد اختيارها للمرشح الرئاسى حتى الآن لكنها تتفق مع اقتراح إليزابيث التى تريد ترشيح مؤيدين لها فى الهيئات الرقابية لرفض صفقات ضخمة مثل استحواذ فيسبوك على واتس اب وانستجرام، وأيضا ضم أمازون شركتى هول فودز وزابوس وكذلك امتلاك جوجل كلا من ويز ودابل كليك.
وتأثرت أسعار أسهم الشركات الكبرى سلبا فى ختام تعاملات نهاية الأسبوع الماضى بعد انتشار اقتراح إليزابيث فى وسائل الإعلام لدرجة أن شركة جوجل هبطت %0.8 وفيسبوك وأمازون أكثر من %0.3 لكل منهما، لأول مرة هذا العام حتى الآن.
واقترحت إليزابيث مشروع قانون يرغم شركات التكنولوجيا الكبرى على تقديم أسواق أونلاين تؤكد فيها امتناعها عن الدخول فى منافسات على منصاتها وهذا يعنى مثلا أن أمازون لن تتمكن من بيع منتجات على منصات أسواقها التى تملكها.
ويرى محللون أنه من النادر أن تسعى الحكومات الأمريكية المختلفة لفسخ صفقات مكتملة وتم إبرامها بالفعل وإن كانت أشهر قضية فى هذا السياق عندما حاولت وزارة العدل عام 2000 فسخ صفقة استحواذ أبرمتها مايكروسوفت وحققت الوزارة فوزا فى المحكمة الابتدائية، لكنها خسرتها فى الاستئناف.
وعقد أيضا الكونجرس جلسات استماع خلال العام الماضى للنظر فى هيمنة عمالقة التكنولوجيا ودورها فى التهام شركات صغيرة من خلال الاستحواذ عليها أو تضخم كيانات أخرى من خلال الاندماج معها كما حدث عندما استولت أمازون على مئات المتاجر الصغيرة وإرغام العاملين على قبول أجور ضعيفة وإلا الاستغناء عنهم.
وتسببت فيسبوك فى فوضى قانونية عندما لم تتمكن من التحكم فى بيانات المستخدمين ولم تبذل الجهود اللازمة لمنع أطراف أجنبية من التدخل والعبث فى إجراءات ونتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.