◗❙ نقبل خريجى الثانوية العامة وما يعادلها والطالب يحصل على راتب سنوي
◗❙افتتاح مشروع توشكى يعد أكبر حافز لإنجاح تنمية الصحراء
◗❙نستهدف قطاعات استصلاح الأراضى والزراعات وتنمية الثروة الحيوانية والداجنة
سيد تونسى مالك جامعة 6 أكتوبر
يخطط رجل التعليم سيد تونسى محمود -مالك ومؤسس جامعة 6 أكتوبر- لإقامة عدة جامعات مبتكرة فى مدن عمرانية جديدة خلال الفترة القادمة، تعتمد فى الأساس على إنشاء الجامعات المتخصصة فى مصر، أولها متخصصة بتطوير نظم التعليم الطبى فى مصر، وإنشاء جامعة طبية متخصصة مزودة بمستشفى متكاملة، وأخرى لجامعة تنمية المجتمعات الصحراوية وشبه الصحراوية.
«المال» التقت د.سيد تونسى محمود مالك ومؤسس جامعة 6 أكتوبر، للحديث عن رؤيته لإنشاء الجامعات التخصصية، وكيفية تنفيذ تلك الأفكار على أرض الواقع، وتناول كافة خطط تطوير الجامعات.
بداية قال د. سيد تونسى إن الجامعات المتخصصة تعتبر مستقبل التعليم الجامعى فى مصر من أجل البحث العلمى ولتخريج خريجين خبراء فى المجال، وزيادة نسبة الدراسة العملية عن الدراسة النظرية، والاستغناء عن فكر الجامعات التقليدية، وتكرار التخصصات وجامعات الكشكول.
وأوضح أن النموذج الأول للأفكار الجديدة هو الجامعة الطبية المتخصصة، فخلال الحقبة الأخيرة من الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة، حدثت طفرة كبيرة فى نظم التعليم من خلال التحديث والتطوير والمحافظة على الجودة، وشمل هذا التحديث والتطوير والجودة جوانب كثيرة فى نظم التعليم الطبى فى كلياته المختلفة، من (كلية الطب البشرى، وكلية طب الأسنان، وكلية الصيدلة، وكلية العلاج الطبيعى، وكلية العلوم الطبية التطبيقية).
كذلك شمل العديد من التقنيات الحديثة والمستحدثة فى مجالات وفروع الكليات الطبية التى تخدم قطاعا علميا متخصصا فى التشخيص والعلاج.
وتابع أنه من هذا المنطلق تولدت فكرة إنشاء الجامعة الطبية المزودة بالمجمع الطبى الخدمى، ذى طابع تعليمى وتدريبى خاص، تنهج منهجًا غير نمطى، وذلك باتباع أحدث الطرق المستحدثة فى التعليم الطبى والصحى والعلاج، كى تساير المناهج المستخدمة والمستحدثة التى ظهرت فى آفاق التعليم الطبى والصحى بالخارج، والتى شهدت كمًّا كبيرًا من التطوير والتحديث والتقدم التكنولوجى فى خدمة المرضى والبحوث الطبية، لتطوير العلاج والأداء، وإعداد خريج يتميز بمستوى فهم عالٍ وفكر متقدم ومعرفة تطبيقية، يُساهم فى رفع مستوى الخدمات الطبية والصحية محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، ويكون إعداده مساير للتطوير العلمى السريع الذى يشهده العالم.
وأضاف تونسى أن فكرة إنشاء الجامعة الطبية مزودة بالمجمع الطبى الصحى الخدمى، لرؤية مستقبلية يتم من خلالها دمج التعليم الطبى والصحى فى منظومة موحدة، كفيلة بإعداد خريج مزود بأصول المعرفة الحديثة، وطرائق البحث المتقدمة ليساهم فى تدعيم الوطن، وصنع مستقبله، وخدمة الإنسان.
وانتقل للحديث عن نموذج آخر من الجامعات خاص بجامعة مشروع جامعة تنمية المجتمع الصحراوى بالواحات البحرية، مؤكدا أن افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى لمشروع توشكى؛ أكبر مشروع استصلاح زراعى، وأحدث المشروعات القومية العملاقة، والتى نجح الرئيس فى إعادة الحياة إليها، يُعَد أكبر حافز لإنجاح مشروعات تنمية واستصلاح الصحراء، مشيرًا إلى أنه يقترح إنشاء جامعة تنمية المجتمعات الصحراوية وشبه الصحراوية بالواحات البحرية.
وأكد أن مشروع إنشاء جامعة تنمية المجتمع الصحراوى بمنطقة الواحات البحرية والوادى الجديد تم إعداد كافة الدراسات التفصيلية لكل أجزاء ومراحل تنفيذه.
وأوضح مؤسس جامعة 6 أكتوبر أن فكرة المشروع تتماشى مع مساعى الدولة لتنمية المدن الجديدة وتعمير الصحراء، إذ نجحت الدولة فى خلق مجتمعات جديدة وغير مسبوقة جعلت الصحراء تعج بالعمران، وهو ما يتطلب توفير مؤسسات تعليمية على أعلى مستوى من النظم والمناهج الدراسية لتنشئ جيلًا من المتخصصين فى العلوم الخاصة بطبيعة الصحراء لاستزراعها وتنميتها والصناعات القائمة عليها، وهو ما يُعرف بـ”التصنيع الزراعي” لسد الاحتياجات الأساسية من الغذاء، وأيضًا تنمية الثروة الحيوانية والداجنة و”تصنيع اللحوم”، كما يتضمن برامج لتنمية الزراعة السمكية والصناعات الريفية وبحوث الهندسة الوراثية.
وبسؤاله عن كيفية توفير المياه لتنمية الزراعات والثروة الحيوانية والداجنة، أجاب الدكتور سيد تونسى بأن المشروع تضمن دراسات تفصيلية عن مصادر المياه، وكيفية استخراجها من باطن الأرض، إذ سيتم حفر الآبار بطريقتين “يدوية وميكانيكية”، فالحفر اليدوى يمكنه استخراج المياه من بُعد يبدأ من 7 أمتار إلى 14 مترًا يخدم المنطقة لمدة 50 عامًا، أو الحفر الميكانيكى للآبار فيكون على بعد 100 م إلى 150 م ويكون مخزون المياه لمدة 120 عامًا.
وأشار إلى أنه يمكن استخدام وإعادة استخدام المياه المستخرجة من الآبار فى الزراعات واستصلاح الأراضى، مؤكدًا ضرورة اتباع أساليب ترشيد الاستخدام وأنظمة معالجة التبخير، وتثبيت الكثبان الرملية للاستفادة المثلى من كل قطرة مياه، ويتم تدريس كل تلك البرامج والنظم للطلاب لتخريج خبراء فى مجال تنمية المجتمعات الصحراوية وشبه الصحراوية.
وعن نظام الدراسة، قال إن الجامعة تقبل الطلاب الحاصلين على الثانوية العامة أو ما يُعادلها، بواقع 700 طالب سنويًا، بنظام الإقامة الكاملة، وتستهدف تخريج أكثر من 3500 خريج متخصص خلال 5 سنوات، وتكون الدراسة فى الجامعة بنظام الإعاشة الكاملة، ونظام المنح الكاملة للطلاب، بل يمنح الطلاب منحًا مالية سنوية مقدارها 2400 جنيه فى السنة الدراسية الواحدة بشرط النجاح، على أن يقوم الطلاب بالعمل خلال فترة الدراسة، وبشرط العمل بعد التخرج لمدة 5 سنوات فى مشروعات الجامعة طبقًا لهيكل الأجور المعمول به فى الدولة.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يشارك فى هذا المشروع عدد من الشركات الأجنبية بغرض الخبرة والتصدير، إلى جانب شركات أجنبية أخرى بغرض تدوير المخلفات، وتصنيع الأسمدة الطبيعية.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبى يدعم هذه المشروعات بتقديم منح للدول النامية التى تعمل فى الزراعة والتصنيع الزراعى بشرط عدم استخدام أية كيماويات (BIO) بغرض استيرادها.
ونوه الدكتور سيد تونسى إلى تفاصيل مشروعات تنمية البيئة الصحراوية وشبه الصحراوية، بأنه لا يقتصر على الجامعة فقط، بل يضم دار حضانة للأطفال، ومدرسة لجميع المراحل التعليمية، ومستشفى على أن تكون المؤسسات التعليمة التى ستقام مزودة بالتكنولوجيا المرتبطة بأنشطتها وغيرها من الاحتياجات والخدمات اللازمة لخدمة المقيمين فى المناطق الصحراوية.
ورأى أن ما افتتحه الرئيس من مشروعات قومية أعادت تنظيم الحياة داخل المحافظات المختلفة، وأبرزها مشروعات الطرق التى قللت معاناة الطلاب فى التنقل بين المؤسسات التعليمية، مؤكدًا أن وسائل النقل الحديثة المقرر انطلاقها خلال الفترة القادمة مثل المونوريل والأتوبيسات الترددية والقطارات السريعة، ستزيد من سهولة التنقل وخاصة لطلاب الأقاليم، وستُسهم فى إنجاح مشروعات تنمية المجتمع الصحراوى والجامعة الطبية.
وفى ختام الحوار تطرق سيد تونسى محمود للحديث عن أزمة ملكية جامعة 6 أكتوبر، وقال إن الأمر بالكامل لدى القضاء، وهناك أكثر من قضية منظورة، وخلال الأسابيع القليلة المقبلة من المتوقع إسدال الستار عن هذا النزاع.
ولكنه أشار لعدة نقاط جوهرية فى ملف النزاع، منها صدور أحكام قضائية تؤكد أن مَن قام بتمويل الصرف على الجامعة هم عائلة الدكتور سيد تونسى، كما أن العلاقة بين جامعة 6 أكتوبر وشركة قناة السويس للخدمات التعليمية هى علاقة تأجير تمويلى فقط.
ولفت إلى بطلان عقد إنهاء النزاع، والتى كانت الشركة تزعم ملكيتها للجامعة بموجبه، وذلك لمخالفتها للحقيقة والواقع، ومخالفته للنظام العام والأحكام الآمرة، وأن هذا العقد باطل بطلانًا مطلقًا، وما ترتب عليه من آثار، وهو والعدم سواء، وكان من ضمن أوراق الدعاوى التى صدر فيها حكم ضد الشركة.