«سويس ري» : «كورونا» يسبب حالة من الإجهاد الصحي والمالي الناجم عن الانكماش الاقتصادي العالمي

كشف استطلاع سويس رى المخاوف المتزايدة بشأن المخاطر المتعلقة بالصحة العقلية والاهتمام المتزايد بقنوات التوزيع غير التقليدية إلى ظهور المزيد.

«سويس ري» : «كورونا» يسبب حالة من الإجهاد الصحي والمالي الناجم عن الانكماش الاقتصادي العالمي
الشاذلي جمعة

الشاذلي جمعة

5:08 م, الأثنين, 14 يونيو 21

أجرت شركة سويس رى للتأمين استبيانين سنويين للمستهلكين عبر الأسواق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ؛ الأول في أبريل 2020، والثاني في يناير إلى فبراير 2021؛ لمساعدة شركات التأمين على فهمٍ أفضل لمعنويات المستهلكين في المنطقة، وتوفر النتائج رؤى قيّمة حول كيفية تأثير وباء فيروس كورونا المستجدّ “كوفيد- 19” على سلوك المستهلك، والآثار المترتبة على صناعة التأمين، وكيف يمكن لشركات التأمين الاستجابة بشكل أفضل للاحتياجات المتطورة.

وتم توسيع استطلاع هذا العام ليشمل 7000 مستجيب في 12 سوقًا، ويشمل أستراليا ونيوزيلندا والصين وهونج كونج والهند وإندونيسيا واليابان وسنغافورة وتايلاند وماليزيا وفيتنام وكوريا الجنوبية.

زيادة الطلب على التأمين الطبى بعد وباء كورونا

ووضعت شركة سويس ري الاستطلاع في إصدارها الافتتاحي لمعهد سويس ري بعنوان “عام واحد: كيف أثر فيروس كورونا على آراء المستهلكين بشأن التأمين في آسيا والمحيط الهادئ”.

قال راسل هيجينبوثام، الرئيس التنفيذي لإعادة التأمين بفرع الشركة فى منطقة آسيا، إنه من الواضح أنه رغم بدء إطلاق اللقاحات في جميع أنحاء المنطقة، فإن مستوى القلق المالي لا يزال مرتفعًا بما يتفق مع ما سمعناه عندما أجرت الشركة هذا المسح لأول مرة في ذروة الوباء.

وأشار إلى أوجه القصور في حماية التأمين للمستهلكين، حيث تُرجمت المخاوف الصحية المتزايدة إلى نمو قوي في أقساط التأمين الطبى بالعديد من الأسواق مثل تايلاند وسنغافورة والصين.

كما يبرز تقرير معهد سويس ري أن أحد المجالات التي تثير القلق بشكل مباشر هو الإجهاد الصحي والمالي الناجم عن الانكماش الاقتصادي العالمي الناجم عن الوباء.

ودفعت تجربة فيروس كورونا المستهلكين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى إعادة التفكير في احتياجات التأمين الخاصة بهم.

قالت إيرينا فان، رئيسة تحليل سوق التأمين بمعهد سويس رى للتأمين، إن الوعي المتزايد بمخاطر الصحة والوفيات من العوامل الرئيسية التي تدفع النمو القوي في أقساط التأمين ضد المخاطر والتأمين الصحي، حتى في منتصف الركود الاقتصادي الذي تسبَّب فيه وباء كورونا المستجدّ “كوفيد- 19″، وأنه، على سبيل المثال، في عام 2020، حافظت أقساط التأمين الطبي على نمو مزدوج الرقم بنسبة 10.5% في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، على عكس الأزمة المالية العالمية السابقة عندما تباطأ نمو الأقساط المتعلقة بالصحة بشكل حاد.

ويظل التأمين الصحي في مقدمة اهتمامات المستهلكين، مع سداد التكاليف الطبية وتصنيف الأمراض الحرِجة كمجالات يحرص المستهلكون على الحصول على مزيد من الحماية في المستقبل.

كما أن ضغوط الوباء جعلت عملاء التأمين أكثر حساسية للسعر. في جميع الأسواق قال 80% من المشاركين إن السعر هو أهم عامل في قرارات شراء التأمين (بزيادة 5% على عام 2020).

تعرف على نتائج استطلاع سويس ري

وأثار فيروس كوفيد- 19 أيضًا اهتمامًا أكبر بتغطية وثائق التأمين، صنف 33% من المشاركين في المنطقة اتساع التغطية باعتباره أهم عنصر تأمين- وهذا له أهمية خاصة للمشترين في البر الرئيسي للصين وهونغ كونغ وماليزيا.

بالإضافة إلى ذلك يرى العملاء، الآن، الوصول الرقمي للمعاملات وسرعة معالجة/ دفع المطالبات كعرض قياسي عند البحث عن السياسات.

يبرز استطلاع سويس رى أيضًا كيف عزَّز الوباء إدارة أكثر استباقية للصحة الشخصية وزيادة التركيز على الصحة العقلية.

وفي جميع أنحاء المنطقة أشار 71% من المشاركين إلى أنهم يمارسون عادات نظافة شخصية أكثر صرامة، و50% يطبقون أنظمة غذائية صحية، و48% يمارسون تمارين رياضية أكثر، و40% يمارسون عاداتِ نوم أفضل.

قال مايكل رولف، رئيس حلول المجموعات بشركة سويس رى لتأمينات الحياة والطبى فى منطقة آسيا: نرى دليلًا واضحًا على أن عوامل نمط الحياة تؤثر على صحتنا، وتلعب شركات التأمين دورًا مهمًّا في تعزيز الرفاهية، وتم تسليط الضوء على الرفاهية العقلية والنوم والتمارين الرياضية والتغذية، في الاستطلاع.

هذه بعض عوامل نمط الحياة التي نشير إليها باسم “The Big Six”؛ لأنها تقدم العديد من الفرص لصناعتنا- استخدام البيانات البديلة ورحلة أفضل للعملاء والمشاركة والقدرة على تحسين صحة العملاء وإمكانية الاكتتاب بطريقة جديدة تمامًا.

زيادة استخدام التطبيقات التكنولوجية الحديثة

يعدّ الاستخدام المتزايد للتطبيقات الصحية مجالًا يمكن لشركات التأمين أن تلعب فيه دورًا أكثر أهميةً في إشراك المستهلكين، ومنذ بداية تفشي وباء كورونا شهدت الأسواق قبولًا أعلى بشكل ملحوظ للتفاعلات الرقمية مع شركات التأمين ونقاط اتصال رقمية أكثر تكرارًا للإدارة الصحية ومشتريات التأمين، خاصة في آسيا الناشئة.

ويُظهر الاستطلاع أنه في الأشهر الستة الماضية تم إكمال 39% من إجمالي مشتريات وثيقة التأمين باستخدام منصات شركات التأمين عبر الإنترنت أو عبر أحد التطبيقات، ومن الآن فصاعدًا نتوقع أن تستمر مشتريات التأمين الرقمي في رؤية زيادة طفيفة بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.

حيث يهتم 50% من المستجيبين بالشراء من خلال موقع الويب أو التطبيق الخاص بشركة التأمين في المستقبل، وعلى هذا النحو ستحتاج صناعة التأمين إلى الاستمرار في تطبيق الرقمنة بجميع أنحاء سلسلة قيمة التأمين لتبقى ملائمة ومتصلة بالعملاء.

أظهر استطلاع هذا العام أن الكثير من الناس حريصون على العودة إلى بعض مظاهر الحياة الاجتماعية الطبيعية، رغم أن ثلث المشاركين لا يزالون حريصين على الحفاظ على التباعد الاجتماعي وتجنب التجمعات الكبيرة مثل الحفلات الموسيقية والمهرجانات بسبب حالة عدم اليقين حول وباء كورونا وتطور السلوكيات الاجتماعية، هناك فرص لشركات التأمين لتصميم حلول جديدة وأكثر مرونة لتلبية احتياجات العملاء المتطورة- على سبيل المثال حماية معاملات المستهلكين المتزايدة عبر الإنترنت.

أدّت المخاوف المتزايدة بشأن المخاطر المتعلقة بالصحة العقلية والاهتمام المتزايد بقنوات التوزيع غير التقليدية إلى ظهور المزيد من عروض المنتجات المبتكرة في جميع أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وتتمتع صناعة إعادة التأمين/ التأمين بمكانة فريدة لتوسيع عروضها ومساعدة الأفراد والعائلات على تعزيز قدرتهم على الصمود الآن؛ لضمان استعدادهم للمستقبل.