من المرجح أن تبلغ الخسائر المؤمن عليها ملياري دولار على الأقل، المتخلفة عن الفيضانات الأخيرة بالإمارات، ما يجعلها الكارثة الطبيعية الأكثر تكلفة في البلاد على الإطلاق، في حين من المتوقع أن تزداد الأمطار الغزيرة في المناخ الأكثر دفئا، بينما النمو الحضري السريع وتغير استخدام الأراضي وأنظمة الصرف النادرة والتربة الجافة تزيد من شدة الخسائر، وفقا لتقديرات معهد سويس ري، التابع لمجموعة سويس ري العالمية لإعادة التأمين.
وقال بالز جروليموند، رئيس قسم مخاطر الكوارث في “سويس ري: “في السنوات الأخيرة، برزت العواصف الرعدية الشديدة كسبب رئيس لزيادة كبيرة في الخسائر المؤمن عليها، ويرجع هذا إلى النمو السكاني وارتفاع قيم الممتلكات في المناطق الحضرية، إلى جانب تعرض الممتلكات المؤمن عليها بشكل أكبر لأضرار ناجمة عن البَرَد، وبالتالي، من المرجح أن تصبح أحداث الخسارة بمليارات الدولارات الناجمة عن هذا الخطر أكثر شيوعًا.
وأدى ارتفاع وتيرة الأحداث الصغيرة والمتوسطة إلى خسائر مؤمنة عالمية من الكوارث الطبيعية بقيمة 60 مليار دولار في النصف الأول من العام الجاري، بينما شكلت العواصف الرعدية الشديدة، وخاصة في الولايات المتحدة، 70% من الخسائر المؤمنة العالمية.
وأدت العواصف الرعدية أو العواصف الشديدة (SCS) بما في ذلك الأعاصير والبرد والأمطار الغزيرة، إلى خسائر مؤمنة بلغت 42 مليار دولار على مستوى العالم في النصف الأول من العام الجاري.
وفي الولايات المتحدة، تسببت 12 عاصفة في خسائر بلغت مليار دولار أو أكثر، ما يدل على احتمالية الخسارة لهذا الخطر، ووفقا لتقرير سيجما 1/2024 الصادر عن معهد سويس ري ، فقد زادت الخسائر المؤمن عليها من العواصف الحملية الشديدة في الولايات المتحدة بنحو 8% بالقيمة الاسمية سنويا منذ عام 2008.
وقال جيروم جان هايجلي، كبير خبراء الاقتصاد في مجموعة سويس ري: “لقد تزايدت الخسائر المؤمن عليها من العواصف الرعدية الشديدة بسبب مجموعة من العوامل بما في ذلك التضخم، الذي ساهم في ارتفاع تكاليف البناء، ومع التنمية الاقتصادية، ستستمر المخاطر الإجمالية في الارتفاع، ولهذا السبب فإن الاستثمار في التدابير الوقائية، مثل حماية المجتمعات المعرضة للخطر من الفيضانات أو تحسين قواعد البناء لحماية المنازل من العواصف الرعدية الشديدة، أمر حيوي”.
وتسببت الفيضانات في خسائر متعددة مدفوعة بالأحداث في الإمارات وألمانيا والبرازيل، وشكلت 14% من الخسائر المؤمن عليها على مستوى العالم، ففي أبريل الماضي أدت الأمطار الغزيرة الناجمة عن العواصف الرعدية الشديدة إلى فيضانات مفاجئة في شبه الجزيرة العربية، ما أسفر عن أضرار غير مسبوقة في الإمارات العربية المتحدة.