حققت اليابان وسويسرا بعضًا من أعلى متوسطات العمر المتوقع عند الولادة في الاقتصادات المتقدمة، بمتوسط يبلغ حوالي 84 عامًا في كلا البلدين، ويعد هذا تحسنًا عن حوالي 70 عامًا في عام 1960، ويرجع ذلك أساسًا إلى تحسن صحة القلب والأوعية الدموية لدى شعبيهما، حسب دراسة نشرتها “سويس ري” اليوم؛ الثاني والعشرين من مايو.
و”سويس ري Swiss Re” شركة عالمية في مجال إعادة التأمين، تملك معهدًا متخصصًا وفريقًا من الباحثين في دراسة سوق التأمين العالمية، لاستمداد المعلومات عن القطاع والاستفادة منها في النهوض بمتطلبات الجمهور من الخدمات والمنتجات.
وقالت الدراسة الصادرة اليوم عن “سويس ري”، إن الابتكارات الصيدلانية الحديثة التي تخفض من ضغط الدم والكوليسترول قد أدت إلى تحسن حاد في متوسط العمر العالمي المتوقع للشخص المولود في عام 2020 أكثر من 70 عامًا، مقارنة بـ55 فقط في نهاية الخمسينيات.
وأضافت الدراسة أن عوامل السمنة والأثر المتزايد لمرض الزهايمر وعدم المساواة في الحصول على الرعاية الصحية، قد أدت إلى تقليص مكاسب متوسط العمر المتوقع في أجزاء كثيرة من العالم، نتيجة لذلك، استقر متوسط العمر المتوقع في الأسواق المتقدمة فقط منذ 2010.
وبيّنت أن الفترة بين 1968 و2010، قد شهدت حوالي 70٪ من تحسن طول العمر في المملكة المتحدة، ما يُعزى إلى الانخفاض الكبير في الوفيات المرتبطة بأمراض الدورة الدموية، ومن ثم ارتفع متوسط العمر من 71 إلى 80 عامًا، بينما منذ 2010، زاد متوسط العمر المتوقع في المملكة المتحدة لمدة عام واحد فقط، حيث قوضت التطورات الأقل في علاجات السرطان والأثر المتزايد للخرف وأمراض الجهاز التنفسي المكاسب في طول العمر.
وأوضحت الدراسة أن عوامل نمط الحياة والوصول إلى أنظمة الرعاية الصحية الممولة جيدًا تدعم نجاح الشعوب، فجهود اليابان لتقليل الوفيات المرتبطة بالسكتة الدماغية قد فاقت 80٪ تحسنًا بين عامي 1980 و2012، وتحقق ذلك من خلال تدابير واضحة نسبيًا، مثل تشجيع الناس على تقليل الملح في وجباتهم الغذائية.
وأخيرًا، يستمر الناس في الحلم بتجاوز متوسط العمر المتوقع لما يزيد عن 100 عام، فإن مكاسب القرن الماضي معرضة للخطر، ومن الواضح أن الأبحاث الطبية تتمتع بالقدرة على دفع الموجة الكبيرة التالية من التحسينات في طول العمر، ومع ذلك، يحتاج الأفراد إلى الحفاظ على خيارات نمط حياتهم الصحية وتكثيفها، لضمان أنهم يعيشون حياة أطول وأكثر صحة، كمجتمع، نحن بحاجة إلى معالجة العوائق التي تحول دون الوصول إلى الرعاية الصحية.