تقدمت مجموعة السفر والسياحة الألمانية FTI Touristik GmbH، الشركة الأم لثالث أكبر شركة رحلات في أوروبا FTI Group، بطلب إفلاس، أمس الإثنين.
وقالت إدارة الشركة التي يمتلك الملياردير المصري سمح سويرس حصة 75% من أسهمها، إنها تعمل حاليًا بأقصى سرعة لضمان إكمال الرحلات التي بدأت بالفعل كما هو مخطط لها.
وقالت إن الرحلات التي لم تبدأ بعد “لن نتمكن على الأرجح من تنفيذها، أو سيتم تنفيذها جزئيًا فقط، اعتبارًا من 4 يونيو”.
ويتولى نجيب سميح ساويرس نجل سميح ساويرس، منصب رئيس مجلس الإشراف في الشركة منذ العام الماضي 2023.
وفشلت الشركة في تأمين السيولة الكافية لتشغيل عملياتها، في حين رفضت الحكومة الألمانية تقديم المزيد من الدعم لها، خاصة أن الشركة حصلت بالفعل على مساعدة حكومية بقيمة إجمالية تبلغ 595 مليون يورو من صندوق استقرار الاقتصاد إبان جائحة كورونا.
وواجهت الشركة صعوبات في ظل التراجع الحاد لمعدلات الحجوزات التي جاءت أقل بكثير من التوقعات، بالإضافة إلى إصرار العديد من الموردين المتعاملين معهها على الدفع المسبق لقيمة الخدمات.
وقالت صحيفة “هاندلسبلات” إن مجموعة FTI كان لديها عجز قصير الأجل في التغطية في نطاق رقم مليوني مزوج، وقد رفضت الحكومة الاتحادية في ألمانيا تقديم المزيد من المساعدات للشركة عقب مفاوضات في نهاية الأسبوع.
وفقًا للمعلومات المقدمة، ستتأثر فقط العلامة التجارية ”إف تي آي توريستيك“ المشغلة للرحلات السياحية بشكل مباشر بطلب الإفلاس،
ومع ذلك، سيتم بعد ذلك تقديم طلبات مماثلة لشركات المجموعة الأخرى. وكان تحالف بقيادة شركة Certares الأمريكية الاستثمارية المتخصصة في قطاع السياحة والسفر، قد تقدم في أبريل الماضي بعرض للاستحواذ على كامل أسهم المجموعة مقابل يورو واحد، مع ضخ 125 مليون يورو جديدة في رأس المال، وهي الصفقة التي كانت تنتظر موافقة السلطات.
وقال متحدث باسم وزارة الشؤون الاقتصادية في ألمانيا إن هناك أسبابًا تتعلق “بالميزانية والقانون والاقتصاد” لعدم تقديم المزيد من المساعدات بخلاف «المبالغ الكبيرة جدًا من المساعدات» التي جرى تقديمها.
وعقب الإفلاس، لا تتوقع الحكومة الألمانية برنامجًا مكثفًا لإعادة السياح الألمان إلى الوطن، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية عقب اجتماع لفريق الأزمة في وزارة الخارجية في برلين.
وذكر الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الألمانية، أن مجموعة FTI مؤمنة ضد الإفلاس عبر صندوق ضمان السفر الألماني (DRS) وبالتالي سيتولى الصندوق إعادة المدفوعات للحاجزين الذي لم يتمكنوا من السفر وغيرها من المدفوعات المسبقة من العملاء، فضلا عن تكاليف إعادة المصطافين الذين تقطعت بهم السبل إذا لزم الأمر، ورعايتهم حتى تتم إعادتهم إلى أوطانهم. وتأسس الصندوق، الذي ينظمه قطاع السياحة الألماني وتشرف عليه وزارة العدل الاتحادية، بعد إعسار مجموعة توماس كوك للسفر في سبتمبر 2019.
وفي ذلك الوقت، لم تسدد شركة التأمين في ذلك الوقت سوى جزء بسيط من التكاليف بسبب تحديد المسؤولية؛ وتدخلت الدولة بالملايين. يشار إلى أنه في السنة المالية الأخيرة 2022/2023، سجلت الشركة زيادة في حجم مبيعاتها بنسبة 10% إلى 4.1 مليار يورو وحققت أرباحاً بملايين اليوروهات.
جدير بالذكر، أن سميح ساويرس، بدأ الاستثمار في الشركة منذ ما يقرب من عشرة أعوام، بعد صفقة استحواذ ضخمة عام 2014 ليمتلك حصة تتراوح بين 25 و35%، ثم رفع حصته في 2020 إلى 75%.
وتوظف الشركة 11 ألف شخص في جميع أنحاء العالم وتقدم رحلات إلى أكثر من 40 وجهة حول العالم، بما في ذلك من خلال 10 آلاف وكالة شريكة لها في ألمانيا.