سفير نيوزيلندا لـ«المال»: نعمل مع «التجارة» لترتيب الجولة التالية من المحادثات الثنائية سبتمبر المقبل

التبادل بين البلدين يلامس 350 مليون دولار

سفير نيوزيلندا لـ«المال»: نعمل مع «التجارة» لترتيب الجولة التالية من المحادثات الثنائية سبتمبر المقبل
سمر السيد

سمر السيد

9:00 ص, الثلاثاء, 23 أغسطس 22

تعمل سفارة نيوزيلندا بالقاهرة عن قرب مع وزارة التجارة والصناعة لترتيب الجولة التالية من المحادثات التجارية الثنائية مع مصر المخطط انعقادها عبر «الفيديو كونفرانس» فى سبتمبر المقبل، بحسب تصريحات سفير نيوزيلندا بالقاهرة، جريج لويس؛ الذى قال إن هذه المناقشات تستهدف استكشاف نواحٍ جديدة فى علاقات البلدين على الصعيد التجاري، بجانب القطاعات التى يُمكن تركيز الجهود فيها بشكل أفضل لدعم المصدرين والمستوردين.

وأكد «لويس» أنه من المقرر أن تقود وزارة التجارة والصناعية المصرية تلك المحادثات بالتعاون مع التجارة والخارجية النيوزيلندية.

وأضاف – فى حواره مع «المال»- أن تلك النقاشات المرتقب إجراؤها ستوفر منصة وفرصة للنظر فى بعض اللوائح والقوانين التى تتبعها دول أخرى لمواجهة البيروقراطية ولاستكشاف كيف يمكن جعل التجارة الثنائية بين البلدين أكثر سهولة.

علاقات قوية ومستمرة

وتابع إن علاقات البلدين الثنائية تعتبر قوية ومستمرة فى النمو، وذلك انعكاسا للزيادة الكبيرة فى زيارات الوفود الرسمية من قبل نيوزيلندا إلى القاهرة، والتى كان آخرها زيارة مجموعة من الوفود خلال يونيو الماضي، فضلًا عن 3 وفود أخرى زارت مصر أيضًا في  شهر يوليو، مؤكدا أن هذه شهادة على رغبة بلاده لزيادة حجم ارتباطاتها وشراكتها مع مصر.

وأكد أهمية تلك الزيارات خاصةً بعد فترة تأثر وانقطاع بسبب تفشى جائحة كورونا (كوفيد-19) موضحا أن هذه الوفود ضمت ممثلين لوزارات الزراعة والتجارة وهيئة المشروعات النيوزيلندية.

وأضاف أن هناك الكثير من المجالات التى يمكن أن يقوم بها كل طرف للآخر لتنمية الروابط التجارية والسياسية وتحسين التواصل بين مواطنى البلدين للأفضل.

ارتباطات أكثر انتظاما بين الدول بعد كورونا

ولفت إلى أن علاقات نيوزيلندا مع القاهرة تعتبر جديدة نسبيًا، لافتًا إلى أنه تم افتتاح سفارة بلاده فى مصر عام 2006، كما افتتحت القاهرة سفارتها فى ويلنجتون عام 2010، مشيرا إلى أنه رغم حدوث هذه الارتباطات مؤخرًا لكن على الأقل وفقًا للأعراف الدبلوماسية تعود علاقات البلدين حينما شاركا فى الحربين العالميتين اللتان اندلعتا فى القرن العشرين ومرور 700 ألف نيوزيلندى بالقاهرة وكان هذا العدد يمثل %7 من سكان نيوزيلندا خلال هذا الوقت، وتابع إنه من بعدها تطورت علاقات البلدين ونمت.

ونوه إلى أنه مع خروج بلدان العالم من الأزمة التى خلفها تفشى وباء كورونا أصبحت ارتباطات الدول الثنائية تتم بصورة أكثر انتظامًا، مضيفًا أنه يرى إمكانية لمزيد من الارتباطات بين البلدين رغم بعدهما جغرافيا عن بعضهما، كما أن هناك المزيد من الآفاق الجيدة لمزيد من التعاون المشترك.

آثار الحرب الروسية الأوكرانية

وأكد «لويس» أن الحرب الروسية الأوكرانية تسببت فى خلق مشكلات لكل بلاد العالم بما فى ذلك مصر ونيوزيلندا سواء من حيث أزمات سلاسل التوريد أو صعوبات شراء الأقماح، آملًا أن يتوقف الغزو الروسى نظرًا لتلك المشكلات.

وتابع: «كما صرفت الحرب الانتباه العالمى بعيدًا عن المجالات المهمة مثل تغير المناخ، معربا عن امتنانه لمصر لاستضافتها فعاليات الدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ» COP27 فى مدينة شرم الشيخ خلال شهر نوفمبر المقبل.

وأشار إلى أن هذا المنتدى سيمثل منصة هامة للعالم للاجتماع ومناقشة مبادرات التغير المناخى وكيف يمكن العمل معا بصورة أفضل  لمعالجة القضية التى تؤثر علينا بصفة عامة.

وقال: «أعلم أن مصر حريصة على التركيز على تأثير مشكلة الاحترار العالمى على قارة أفريقيا وهو أمر مهم، لكننا ندرك أيضاً حجم التحديات التى يواجهها الكثير من جيراننا فى جزر المحيط الهادى بسبب هذه القضية والمخاطر الناتجة عن ارتفاع مستويات البحار».

وتطلع «لويس» لزيارة مسئولين ووزراء نيوزيلنديين للمشاركة فى هذا الحدث الهام لمواجهة أحد أهم التحديات التى تواجه العالم حاليا وتؤثر على المحاصيل الزراعية واستخدامات الأراضى ومناخ الدول.

التجارة الثنائية

وبخصوص آخر إحصائيات التجارة الثنائية بين البلدين حاليا وتأثير اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية على سلاسل توريد السلع، قال «لويس» إن التبادل التجارى يعد مجالا يتطلع الجانبان إلى تطويره وتنميته، مضيفًا أنها حاليا تبلغ ما يقارب 350 مليون دولار.

وأضاف أن سفارتى الدولتين تعملان مع بعضهما بشكل وثيق لتحديد مجالات جديدة للتعاون التجاري، مشيرا إلى أن الجانبين يركزان بصورة أكبر على مخرجات علاقة تعاونية أكثر استفادة ومنفعة لهما، فضلاً عن تحقيق زيادة فى تجارتهما المشتركة، وتابع أن بلاده تُعتبر مصدرا جادا وذات ثقة لتوفير الغذاء الآمن وعالى الجودة.

وتشير أحدث بيانات التجارة الخارجية الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، إلى ارتفاع حجم التجارة الثنائية بين مصر ونيوزيلندا  فى الـ4 شهور الأولى من العام الجارى إلى نحو124.136 مليون دولار مقابل 74.404 مليون فى الفترة المقابلة من العام الماضى، منها صادرات مصرية بقيمة 2.609 مليون مقابل 3.391 مليون دولار، وواردات مصرية بقيمة 121.527 مليون مقابل 71.013 مليون دولار خلال فترة المقارنة السابقة.

الاستثمارات النيوزيلندية

وقال «لويس» إن حجم الاستثمارات النيوزيلندية بمصر منخفض نسبيًا مقارنة مع الاستثمارات التى تضخها العديد من الدول الأوروبية، وأرجع هذا الأمر إلى أن التركيز التقليدى لبلاده كدولة تقع فى منطقة المحيط الهادى ينصب على منطقتها، مشيرا إلى أن طول المسافة الجغرافية بين البلدين «تصل إلى 24 ساعة» يجعل من الصعوبة مجئ المستثمرين النيوزيلنديين وضخ استثمارات فى السوق المحلية.

وكشف عن تلقى السفارة إحاطة من الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة أواخر شهر يوليو الماضى حول مبادرات الحكومة المصرية لتعزيز التجارة والاستثمار محليًا، مؤكدا أهمية هذه البيانات وفائدتها للمساعدة فى فهم أفضل للإمكانيات الموجودة فى مصر.

وتابع إن الاستثمارات النيوزيلندية محليا ترتبط بملف التصدير؛ إذ يتم  إرسال المنتجات الأولية إلى مصر ثم معالجتها هنا فى المصانع، وتصديرها إلى خارج البلاد.

وأكد أهمية تلك الخطوات لكلتا الدولتين لدورها فى خلق  فرص عمل، موضحا أن السفارة تخطط لاستضافة احتفال «السنة الماورية الجديدة»، وإقامة مسابقة  للتلوين مؤخرًا وطلبت من الأطفال المصريين المشاركة عبر تقديم صور مرتبطة بنيوزيلندا.

ويشير موقع «ويكيبديا» إلى أن الهاكا «الماورية» تعد صيحة قتالية أو رقصة أو تحدٍّ تقليدى من تراث سكان نيوزيلندا الأصليين (الماوريين) وتؤدى هذه الرقصة بشكل جماعي، مع حركات عنيفة وضرب الأرض بالأقدام مصحوبة بصيحات متناغمة مع الحركة.

خط طيران مباشر

وقال إننا نتطلع لرؤية خط طيران مباشر بين البلدين، مشيرا إلى أن الدولتين فى المرحلة الأولى من مفاوضات خاصة باتفاقية خاصة بالخدمات بين البلدين دون أن يوضح مزيد من التفاصيل عنها موضحا أن من يريد السفر من القاهرة إلى ويلنجتون عليه الذهاب أولا  إلى دبى والحصول على رحلة أخرى إلى العاصمة النيوزيلندية.

ونوه بأنه كان يتحدث مع إحدى شركات السياحة والمتاحف منذ فترة، التى أكدت زيادة كبيرة فى عدد سياح بلاده الراغبين فى زيارة المقاصد السياحية المصرية مثل الأقصر، وأسوان، والقاهرة، فضلا عن المنتجعات السياحية مثل دهب، وشرم الشيخ، والغردقة.