أكد أحمد الوكيل رئيس الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية ورئيس اتحاد غرف البحر الأبيض المتوسط (الاسكامي)، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الفيتنامية هانوي في سبتمبر عام 2017 كأول زيارة لرئيس مصري إلى فيتنام والتي أعقبتها زيارة الرئيس تران داي كوانج – رئيس جمهورية فيتنام الراحل لمصر في أغسطس من عام 2018 فتحتا آفاقا كبيرة للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ 1963، مما يسهم في التسريع على الاندماج الاقتصادي علي المستويين الإقليمي والدولي؛ مؤكدا علي اهمية دور الغرف التجارية والقطاع الخاص في ترجمة تلك العلاقات السياسية إلى علاقات اقتصادية ناجزة لصالح البلدين.
جاء ذلك خلال استقبال أحمد الوكيل للسفير تران ثانه كونج سفير جمهورية فيتنام بالقاهرة والمستشار نجوين دوي هونج المستشار الاقتصادي بسفارة جمهورية فيتنام بالقاهرة، وحضر اللقاء من الجانب المصري كل من أحمد حسن نائب أول رئيس الغرفة وعمرو مصيلحي سكرتير عام وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية ومن أعضاء مجلس الإدارة كل من المهندس البديوي علي والمهندس محمد فتح الله.
وأكد أحمد الوكيل أن العلاقات الوطيدة والصداقة بين مصر وفيتنام لا سيما في السنوات الأخيرة أسهمت في دفع العلاقات الإقتصادية والتجارية المتميزة بين البلدين إلى الأمام دائماً في إطار شراكة حقيقية بين البلدين لافتا الي أن العلاقة المتميزة بين البلدين لا تشمل العلاقات التجارية والإستثمارية فحسب بل تشمل أيضا التعليم والتدريب ونقل التكنولوجيا والتعاون السياسي والثقافي والفني.
وأعرب السفير تران كونج عن شكره وتقديره للدور الإيجابي التي تقوم به الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية في تعزيز سبل التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك بين مصر وفيتنام وتبادل الخبرات التجارية والصناعية بين الجانبين، وذلك من خلال تنظيم مؤتمرات دولية ومنتديات أعمال مشتركة واستقبال وفود رجال أعمال من فيتنام وكذلك المُشاركة في المعارض الدولية والبعثات التجارية.
واستعرض الوكيل والسفير تران كونج وضع الاقتصاد العالمي بعد جائحة كورونا وقد كان هناك تطابق في وجهات النظر بين الجانبين حيث أكدا أنه في عالم ما بعد جائحة COVID-19 أصبح من الضروري أن يكون النمو في فضاء التجارة الدولية ليعكس المصالح الوطنية والإقليمية، فمن خلال العمل المشترك وتقاسم المعرفة واستخدام الخبرة المشتركة، يمكن لغرف التجارة تحقيق أهداف مشتركة وتحسين القدرة التنافسية ودفع الأعمال التجارية الى الأمام من خلال اتباع استراتيجيات تمهد الطريق للنمو المستدام.
ويجب أن تركز كل من غرف التجارة والصناعة والقطاع الخاص على تحديات الوضع الحالي والتطورات المتعلقة بجائحة COVID-19 وآثارها على قطاع الأعمال والإقتصاد. ومن ثم مراجعة الجهود على جميع المستويات لدعم الإستمرارية خاصة بعد ان وحدا القطاعين العام والخاص جهودهما لإدارة الإزمة، ولا سيما للمثابرة في حماية صحة وسلامة المواطنين وضمان استمرارية العمل، وبالإضافة إلى مكافحة انتشار فيروس COVID-19 يحتاج القطاع الخاص إلى حزم التحفيز التي بدأتها الحكومة لدعم الاقتصاد والمنظمات، بالإضافة الى اتخاذ التدابير اللازمة لضمان الإستقرار الاقتصادي.
كما أكد السفير تران كونج على عمق العلاقات التي تربط بين شعبي مصر وفيتنام في مختلف المجالات، وأن العلاقات المصرية الفيتنامية قديمة وتاريخية، إذ تمثل مصر إحدى الدول التى بادرت بفتح سفارة بالعاصمة “هانوى” إبان الحرب الفيتنامية فى عام 1963م، وقد تطورت العلاقات الثنائية بشكل ملحوظ على مدار تلك السنوات، فتم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون فى مختلف المجالات السياسية والإقتصادية والثقافية والتجارية.
كما أكد السفير تران كونج أن مصر كانت أحد الشركاء التجاريين والمحوريين لفيتنام، حيث انضمت مصر لمعاهدة الصداقة والتعاون لرابطة “آسيان”، حيث رحبت الرابطة بانضمام مصرإلى المعاهدة في ضوء العلاقات الوثيقة التي تربط الدول الأعضاء في المنظمة بمصر في إطار حرصها على تنمية وتطوير سُبل أوجه التعاون معها في مختلف المجالات.
كما تُعد مصر البوابة الرئيسية وجسر لفيتنام للاستثمار والتجارة ودخول المنتجات الفيتنامية إلى منطقة الشرق الأوسط وقارة أفريقيا، وبالمثل تقوم فيتنام بنفس الدور التمهيدي لمصر في منطقة جنوب وشرق آسيا (الأسيان)، وإنه يتعين على البلدين العمل بجد لرفع التجارة الثنائية إلى مليار دولار أمريكي، ورفع العلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة؛ فضلاً عن دور الغرف التجارية في تعزيز ودفع العلاقات التجارية الاقتصادية، مشيدًا بالشراكة الشاملة بين البلدين خلال عام 2017م، إلا أنه أشار إلى أن التعاون الاقتصادي والتجارى لم يتطابق بعد مع إمكانات الجانبين.
لدى مصر وفيتنام العديد من أوجه التشابه التي قد توفر مجالا أكبر للتعاون
وأوضح السفير تران كونج أن الصادرات الرئيسية لفيتنام بمصر تتمثل في الأسماك المجمدة والمنتجات البحرية، الشاي، البُن، جوز الهند، الفلفل المُجفف، الأرز، الإطارات، المطاط، الأجهزة الكهربائية، الإلكترونيات، أسمدة كيماوية، الأقمشة، خيوط قطن، والملابس الجاهزة.. بينما تنحصر واردات فيتنام الرئيسية من مصر في جلود مدبوغة، أدوية، فوسفات كالسيوم، المنتجات الخشبية، خيوط قطن، عسل أسود.
وأضاف، يوجد لدى مصر وفيتنام العديد من أوجه التشابه التى قد توفر مجالا أكبر للتعاون بما فى ذلك البنية التحتية والإتصالات وتكنولوجيا المعلومات لدعم تنمية الاقتصاد، حيث يعتبر مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حاسم للغاية لتوفير الاتصال ودعم أنشطة الأعمال والمعاملات والاقتصاد الإبداعى والرقمي فى العالم الحديث.
كما أكد الجانبين على أهمية دعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين مصر وفيتنام، والتي تمثل نموذجاً ناجحاً ومتميزاً للعلاقات الاقتصادية التي تحقق المصالح المشتركة بين البلدين، وتطوير أوجه سبل التعاون الثنائى فى المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية والابتكارية والعلمية والفنية والسياحية والثقافية، وكذلك التعاون فى مجال الزراعة من خلال تبادل الخبرة المتقدمة ونتائج البحوث العلمية؛ فضلاً عن مناقشة دراسة إمكانية إنشاء خط ملاحي مباشر يربط بين مصر وفيتنام من خلال مدينتي الاسكندرية وهو تشي مينه، وكذا مناقشة إمكانية وجود خط طيران جوي مباشر بين مصر وفيتنام. علاوة على ذلك، اتفقا الجانبين على المضي قدما في المزيد من التعاون والتبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وذلك من خلال توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية والنظير لها من الغرف التجارية الفيتنامية غرفة هو تشي مينه.
وفي ختام اللقاء، تبادل أحمد الوكيل رئيس الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية والسفير تران كونج تسليم دروع التكريم تقديراً للجهود المتضافرة والدور المُتبادل والمُتكامل بين غرفة الإسكندرية وسفارة جمهورية فيتنام بالقاهرة في دعم العلاقات المصرية الفيتنامية، كما جدد السفير الفيتنامي خالص شكره وتقديره للسيد رئيس الغرفة وأعضاء مجلس الإدارة والجهاز التنفيذي للغرفة مع خالص امتنانه على حفاوته، متمنياً لغرفة الإسكندرية استكمال الجهود فيما تم الإتفاق عليه لما فيه خير للشعبين المصرى والفيتنامي الصديقين.