قال الدكتور سيريل چان نون سفير ألمانيا في مصر وستيفان روماتيه، سفير فرنسا في مصر، إن العالم يواجه تحديًا غير مسبوق يدفع قادة الدول وكل المواطنين حول العالم إلى تغيير عاداتهم والتصرف بصورة جماعية والتحلي بالمسئولية الاجتماعية والتفكير خارج الصندوق.
أضاف السفيران في بيان علي موقع السفارة الألمانية بالقاهرة، أنه بعد أن ضرب فيروس كورونا المستجد مدينة “ووهان” الصينية بنهاية 2019 انتشر من هناك لكل دول العالم تقريبا، وبقاراته أجمع.
جائحة عالمية لم يسبق لها مثيل
وتابعا أنه الآن صار جائحة عالمية لم يسبق لها مثيل.
وأضافا إن هذه الجائحة العالمية تؤثر تأثيرًا شديدًا على اقتصاداتنا مما يؤدي إلى تدمير كاسح للوظائف، وتضغط وبشدة على أنظمة الحماية الصحية والاجتماعية لدينا.
وقالا إنه نظرًا لموقعهما في قلب القارة الأوروبية، تلقت كل من فرنسا وألمانيا ضربة قوية من جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وأشارا أنه بطبيعة الحال، تمثلت الاستجابة الأولى لكلا بلدينا في اتخاذ تدابير وطنية للحد من عدد الإصابات والتخفيف من العواقب الاجتماعية والاقتصادية للجائحة.
وأضافا : معًا وبالتعاون مع شركائنا الأوروبيين والاتحاد الأوروبي، قمنا أيضًا باتخاذ إجراءات تضامنية ملموسة على مختلف مستويات هذه الأزمة ومنذ بدايتها.
فألمانيا، على سبيل المثال، لم تتردد في باستقبال مرضى العناية المركزة من فرنسا وإيطاليا وهولندا في المستشفيات الألمانية لتلقي العلاج الطبي.
وعلى الرغم من أن فرنسا كانت تشهد تسارعًا في تفشي الوباء على أرضها، أرسلت الملايين من وسائل الحماية من الفيروس إلى دول أوروبية أخرى.
وأضافا: نظمنا أيضًا رحلات طيران أوروبية مشتركة لضمان عودة المواطنين الأوروبيين العالقين في أرجاء المعمورة إلى بلادهم.
علاوة على ذلك، فنحن نقوم بحشد قدراتنا البحثية الأوروبية لإنتاج لقاح قادر على تحصين المواطنين ضد الفيروس.
أشارا أن هذه الأمثلة تظهر أن روح التضامن، والتي هي مبدأ أساسي للاتحاد الأوروبي، تزداد قوة عند خوض غمار الأزمات العاصفة، وأن باستطاعتنا العثور على إجابات أوروبية لتلك الأسئلة الملحة التي صاحبت هذه الأزمة، بدءًا من تنسيق الإمدادات الطبية إلى الأبحاث المشتركة المتعلقة بإنتاج اللقاح والاستراتيجيات الاقتصادية والدعم الاقتصادي.
وفي مرحلة ما بعد جائحة فيروس كورونا المستجد في الاعتبار، هدفنا كأوروبيين هو الخروج من اختبار الضغط النفسي هذا على نحو أقوى وأكثر التزامًا بالتعامل مع التحديات المستقبلية معًا.
ولكن، وكما أن الفيروس لا يتوقف عند الحدود، فإن التضامن الأوروبي يتخطى أيضًا حدود أوروبا، وأنه ليس باستطاعة دولة بمفردها التغلب على هذا التحدي، فمن المحتم بالنسبة لألمانيا وفرنسا، وكذلك الاتحاد الأوروبي، توحيد قواهم مع المناطق المجاورة والدول الشريكة حول العالم، خاصة في إفريقيا.
ولتحقيق هذا الهدف، خصص الاتحاد الأوروبي حزمة من الإجراءات تحت مسمى “فريق أوروبا” (Team Europe) تهدف إلى دعم الجهود التي تبذلها الدول الشريكة لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد من خلال إعادة تخصيص أكثر من 20 مليار يورو، تم تدبيرها من موارد مؤسسات الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء.
وتزعمت فرنسا وألمانيا أيضا مطالبة شركاء مجموعة الدول السبع ومجموعة الدول العشرين بتخفيف ديون البلدان الأفريقية لأنه لا يمكن لأفريقيا أن تكافح من أجل سداد ديونها، وفي الوقت نفسه، تحارب جائحة فيروس كورونا المستجد وتكبح تأثيره الاقتصادي والاجتماعي.