افتتح وزير السياحة والآثار د. خالد العناني، ووزيرة التعاون الدولي د. رانيا المشاط، و وزيرة البيئة د.ياسمين فؤاد، ومحافظ مطروح خالد شعيب، ووفد ممثل للاتحاد الأوروبي بمصر، ووفد ممثل لصندوق الأمم المتحدة للسكان بمصر، صباح اليوم قلعة شالي في واحة سيوة بعد الانتهاء من أعمال ترميمها، كما قاموا بجولة لتفقد الموقع الأثري.
ووفق بيان صحفي صادر عن سفارة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة ؛ تم تنفيذ المشروع تحت عنوان “مبادرة إحياء قلعة شالي في واحة سيوة” بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وبتمويل مشترك وتصميم وتنفيذ من قبل شركة جودة البيئة الدولية لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة EQI-SME.
كما شهد الحدث حضور سفراء وملحقين ثقافيين يمثلون أنغولا وأستراليا وبلجيكا والبرازيل وتشيلي وكولومبيا وفرنسا وألمانيا وأيرلندا وإيطاليا واليابان والأردن ولاتفيا ونيوزيلندا وبولندا والبرتغال وإسبانيا والسويد وتايلاند والولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث جاؤوا لاستكشاف فرص تحويل سيوة إلى مركز مشهود عالميًا للحياة المستدامة والسفر الذي تستحقه.
ووفق بيان سفارة الاتحاد الأوروبي؛ تهدف الفعالية إلى تسليط الضوء على العمل الذي تم تنفيذه في المشروع منذ عام 2018، والذي سيستمر حتى نهاية عام 2020، بهدف إحياء وترميم وصيانة موقع قلعة شالي الأثرية المبنية بتقنية الكرشيف، والمهجورة جزئيًا مع الاستيطان المتدهور المحيط بها، مما سيحفز اقتصاد سيوة من خلال تحسين مكانتها الدولية كوجهة رائدة للسياحة البيئية.
وقال الدكتور خالد العناني: “إن الاعتراف بأننا بالفعل متحدون مع تراثنا الثقافي والطبيعي، ومع بعضنا البعض – بغض النظر عمن أو أين نحن – لهو وسيلة جيدة لإعادة تشكيل مستقبلنا المشترك. برنامج سيوة للتنمية المستدامة يدور حول هذه الفرصة”.
وأكدت الدكتورة رانيا المشاط أن “الدعوة إلى الشراكات بين القطاعين العام والخاص لم تكن أكثر أهمية من قبل، ومن خلال إشراك المجتمعات المحلية وجميع أصحاب المصلحة في بيئة من التعاون الوطني والدولي يمكننا تحفيز التأثير من خلال تعزيز النمو الشامل والمستدام”.
وأشارت الدكتورة ياسمين فؤاد إلى أن “ربط الناس ببعضهم البعض هو مفتاح التنمية البشرية، وربط الناس بالطبيعة أمر ضروري للحفاظ على الموارد الطبيعية، لكن ربط الناس ببعضهم البعض ومع الطبيعة هو أساس التنمية المستدامة. نجتمع جميعًا هنا اليوم لجعل سيوة وجهة سياحية بيئية مشهورة عالميًا حيث يمكن للمجتمع المحلي والمسافرين مشاركة عوائد التنمية المستدامة”.
تتضمن المبادرة العديد من العناصر الأساسية التي كانت معًا مفيدة في التمكين الاقتصادي للمجتمع في سيوة، من خلال الحفاظ على التراث. تم تنفيذ ذلك من خلال ترميم وصيانة وتكييف استخدام الهياكل والمساحات في الموقع الأثري، ورفع مكانة شالي كواحدة من مناطق الجذب السياحي الثقافية الرئيسية في سيوة، وبناء قدرة السكان المحليين على استعادة ممتلكاتهم باستخدام الطرق التقليدية فى البناء.
من جانبه، قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر كريستيان برجر: “سيوة مكان ساحر فريد من نوعه؛ حيث تقدم مزيجًا خاصًا بها من الجمال الطبيعي والمواقع التراثية والثقافية التي تم بناؤها ورعايتها من قبل المجتمع الذي عاش هنا لأجيال. أنا فخور بأن أرى تشجيع الاتحاد الأوروبي لنهج مستدامللحفاظ على التراث يجذب المزيد من السياحة، ولكنه يفيد أيضًا المجتمع المحلي الذي يوفر فرصًا أفضل للنمو الاقتصادي المستدام.
أثبتت المبادرة من خلال تنفيذها أن الحفاظ على المواقع التراثية، إلى جانب الارتقاء بالخدمات البيئية والصحية، يحسن الظروف المعيشية ويحفز الاقتصادات المحلية.
بصفته مؤسس EQI-SME، أشار د. منير نعمة الله إلى أنه تم إنشاء مبادرة إحياء سيوة لحماية تراث سيوة، وإشراك سكانها في الإجراءات الإيجابية التي من شأنها ضمان اقتصاد محلي صحي ومستدام للأجيال القادمة.
وأضاف د. نعمة الله: “إن الاعتراف بأننا بالفعل في وحدة واحدة مع الطبيعة ومع أسلافنا ومع بعضنا البعض بغض النظر عن هويتنا أو مكان وجودنا هو طريقة جيدة لتحقيق الفرح في الحياة؛ حيث نقوم بتشكيل مستقبلنا المشترك. إن مبادرة سيوة للتنمية المستدامة تتيح لنا هذه الفرصة”.
من أجل الاستجابة للاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية لشباب الواحة، وفرت المبادرة منصة لتحسين سبل العيش، وقد ساعد في تحقيق ذلك إعادة بناء وترميم المناطق التجارية والأسواق التقليدية المعروفة باسم “الخص” حيث يمكن لأصحاب الأعمال الصغيرة والحرفيين عرض منتجاتهم وبيعها.
ومن خلال تصميم وإنشاء وتجهيز متحف هندسة الأرض للتأكيد على التراث المعماري والثقافي المميز والفريد لواحة سيوة، قدمت المبادرة الهندسة المعمارية لسيوة كمثال على تراث مصر المعماري.
بالإضافة إلى ذلك، ساعدت المبادرة في الاستجابة لاحتياجات الرعاية الصحية العاجلة لشرائح السكان الأكثر ضعفا في الواحة – لا سيما النساء والأطفال – من خلال إنشاء وتجهيز مركز رعاية صحة الأم والطفل الذي يوفر خدمات الرعاية الصحية الإنجابية الأساسية للنساء والرعاية الصحية الأولية للأطفال.