استقر سعر العملة الأوروبية الموحدة اليورو خلال جلسة تداولات اليوم الأربعاء عند مستوى أقل من أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع بعد أن قللت كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي من احتمال رفع كبير لأسعار الفائدة، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
واستقر سعر الدولار قبل يوم من صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكيين والتي قد توفر دلائل جديدة على وتيرة تشديد السياسة النقدية الأمريكية.
وكانت النبرة الأكثر تشددا الأسبوع الماضي من المركزي الأوروبي ومجلس الاحتياطي الأمريكي قد فاجأت الأسواق ودفعت عائدات السندات للارتفاع في منطقة اليورو والولايات المتحدة مع تزايد التوقعات بأن تُرفع الفائدة بوتيرة أسرع من المتوقع.
لكن لاجارد قالت أمس الأول الإثنين إنه لا حاجة لتشديد مبالغ فيه للسياسة النقدية في محاولة لتهدئة التوقعات بعد أن أشارت الأسبوع الماضي إلى رفع محتمل للفائدة هذا العام.
وارتفع سعر اليورو قليلا بنسبة 0.1 % مسجلا 1.1425 دولار بحلول الساعة 0850 بتوقيت جرينتش عقب تراجعه التدريجي من ذروته البالغة 1.1483 دولار يوم الجمعة.
ونزل مؤشر الدولار، الذي يقيس سعره أمام ست عملات، قليلا أيضا بنسبة 0.1 بالمئة إلى 95.504 بعد ارتفاعه متجاوزا أدنى مستوياته في أسبوعين ونصف عند 95.136 الذي سجله يوم الجمعة، وسجل المؤشر أعلى مستوياته منذ يوليو 2020 البالغ 97.441 في نهاية الشهر الماضي.
وتوقع محللون استطلعت رويترز أراءهم أن تظهر بيانات التضخم الأمريكية المتوقعة يوم الخميس ارتفاعا بنسبة 7.3 بالمئة في أسعار المستهلكين على أساس سنوي في شهر يناير المنصرم.
تصريحات لاجارد
قالت كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، إن أي تعديل في السياسة النقدية للبنك سيكون “تدريجيا” في الوقت الذي يتزايد فيه النقاش حول أول زيادة في سعر الفائدة الأوروبية خلال أكثر من عشرة أعوام.
وقالت لاجارد أمس الأول إن الحاجة إلى استمرار “الاستناد إلى البيانات” الاقتصادية عند اتخاذ قرارات السياسة النقدية يصبح أكثر أهمية مع خروج الاقتصاد من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، ويجب أن يحتفظ المسؤولون بالمرونة والقدرة على الاختيار الآن أكثر من أي وقت مضى.
ونقلت شبكة “بلومبيرج” للأنباء عن لاجارد قولها أمام أعضاء البرلمان الأوروبي “سنظل منتبهين للبيانات القادمة وسنقيم بحرص تأثيراتها في توقعات التضخم متوسطة المدى .. أي تعديل في سياستنا سيكون تدريجيا”.
في الوقت نفسه، تبنت لاجارد نبرة أكثر تشددا بشأن السياسة النقدية بعد اجتماع مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي في الأسبوع الماضي، وذلك في ظل تكرار بيانات التضخم القياسية في منطقة العملة الأوروبية الموحدة خلال الشهور الأخيرة.
ورفضت لاجارد استبعاد احتمال زيادة الفائدة خلال العام الحالي، وكان البنك المركزي الأوروبي قد أعلن في الأسبوع الماضي الإبقاء على سعر الفائدة عند صفر في المائة في منطقة اليورو، مشيرا إلى تمسكه أيضا بعمليات شراء سندات بمليارات اليورو.