التوقيت هو كل شيء عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على الدقائق أثناء المباريات، الهوامش الصغيرة دائمًا ما تصنع الفارق، فجزء من الثانية يمكن أن يتسبب في إحراز هدفًا يُغير مجرى أحداث اللقاء، سواء كان ذلك في رياضة الركض أو السباحة أو في حدث تسجيل النتائج مثل كرة القدم، فإن الدقة دائمًا ما تكون في غاية الأهمية.
عمل صانعو الساعات عن كثب مع أهم الأحداث الرياضية في جميع أنحاء العالم لتحسين التحكيم وضبط الوقت وتطوير تقنيات وأدوات جديدة تعزز درجة الدقة وتسجيل الوقت على مر السنين.
غالبًا ما توكل الأحداث الرياضية العالمية مثل الألعاب الأولمبية أو سباقات F1 أو كأس العالم FIFA مهمة ضبط الوقت إلى كبار صانعي الساعات، أكثر من مجرد توفير ساعات توقيت.
غالبًا ما يبذل صانعو الساعات هؤلاء كميات هائلة من البحث والتطوير لابتكار ساعات مخصصة لتحكيم هذه الرياضة.
ولذلك تم اختيار شركة Hublot لكي تصنع ساعات خصيصًا للحدث الأضخم في عالم كرة القدم وهو كأس العالم، الهدف هو تطوير تقنية جديدة داخل ساعات الحكام الدوليين من أجل استهداف اللعب الفعلي داخل مباريات كرة القدم، واحتساب كل شيء يتم إضاعته داخل المباراة، كي يصل الاتحاد الدولي لكرة القدم لما يقرب من 90 دقيقة لعب فعلي على أرض الملعب.
بدورها، أصدرت شركة Hublot ساعة Big Bang Referee والتي يرتديها الحُكام بنظام Wear OS الذي تُطورِّه جوجل وتجده في ساعات Pixel Watch و Galaxy Watch 5، ولكن Big Bang هي أغلى ساعة تعمل بهذا النظام بسعر 5800 دولار أمريكي أو ما يُعادل 142 ألف جنيه مصري.
ما هي ساعة Big Bang Referee ؟
هي ليست مُرصعة بالذهب، وليست كساعات شركة Apple الفخمة، فهي فقط مصنوعة من السيراميك والتيتانيوم، وتأتي بمقاس 44 مم ومحمية بطبقة من زجاج Sapphire، وتستطيع الغوص حتى 30 متر تحت الماء.
ما يُميز هذه الساعة حقًا هو احتوائها على تصاميم خاصة للواجهة تحمل كُلٍ منها علم دولة من الدول المُشاركة في كأس العالم ، كما يُمكنك أيضًا تخصيص الأسورة بعلم البلد الذي تُريد، وتستمر بطاريتها ليومٍ واحد.
الغريب في الأمر، أن هذه الساعة لا يوجد بها أي ميزة تجعل سعرها يُقارب الآلاف الست من الدولارات، خاصًة وأنها مُتاحة للشراء للمُستهلكين وليس فقط حُكام المُباريات!
ولكن يبدو أن هذا كُله فقط بسبب الأوجه الخاصة بكأس العالم المُثبتة مُسبقًا في الساعة، ويبدو أنها تقوم بعملها تمامًا – كساعة عادية – بسبب كم الدقائق المُحتسبة كوقت بدل ضائع في المُباريات التي لُعبِت حتى هذه اللحظة، فهي لا تُضيِّع ثانية واحدة!
هذا ما وجدناه في مواجهة إنجلترا وإيران، عندما احتسب حكم المباراة 14 دقيقة وقتا بدل ضائع خلال أحداث الشوط الأول، وزاد عليهم بـ10 دقائق مع نهاية الشوط الثاني.
كذلك شهدت مباراة هولندا والسنغال احتساب نحو 8 دقائق وقتا بدل ضائع، بينما شهدت مباراة أمريكا وويلز احتساب نحو 9 دقائق وقتا بدل ضائع.
يكفي التذكير بأن اليوم الثاني من مواجهات كأس العالم 2022 بقطر شهدت احتساب 59 دقيقة وقتا محتسبًا بدلًا من الضائع خلال 3 مباريات فقط، وهو أمر لم يحدث في تاريخ المونديال.
ما سر زيادة عدد دقائق الوقت بدلًا من الضائع في المونديال؟
يرغب الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، في زيادة الوقت الفعلي للمباريات، بهدف إضفاء متعة أكبر على لعبة كرة القدم، وهو ما أكده بييرلويجي كولينا رئيس لجنة حكام بالفيفا.
وقال كولينا: “أخبرنا جميع المنتخبات ألا يتفاجأوا إذا رأوا الحكم الرابع يرفع اللوحة الإلكترونية برقم كبير كوقت بدل ضائع، على سبيل المثال إذا سُجلت ثلاثة أهداف في مباراة ما، عادة ما يستغرق الاحتفال من دقيقة إلى دقيقة ونصف، لذلك مع تسجيل ثلاثة أهداف، تخسر خمس أو ست دقائق من الوقت الفعلي للقاء”.
وأضاف: “ما نريد القيام به هو حساب الوقت الإضافي بدقة في نهاية كل شوط، يمكن أن يكون الحكم الرابع هو الذي يقوم بذلك، لقد نجحنا في روسيا ونتوقع الشيء نفسه في قطر”.
وربما يمهد احتساب أوقات إضافية طويلة في مباريات كأس العالم 2022، إلى تطبيق نظرية الاتحاد الدولي لكرة القدم، والتي تدعو إلى لعب أكبر وقت ممكن في المباريات، ما يعني أن الحكام سيكونون حازمين بشكل أكبر مع إهدار الوقت.
وترمي نظرية الفيفا للعب جميع دقائق المباراة التسعين، وعدم إهدار أي دقيقة منها، لأن الجماهير ترغب في مشاهدة وقت لعب أطول، وليس وقت توقف أطول.