شهدت العملات الرقمية، وعلى رأسها بيتكوين، تراجعًا ملحوظًا اليوم الثلاثاء بعد أن خلت أولى السياسات التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عقب تنصيبه، من أي ذكر لهذا القطاع، وفقا لوكالة رويترز.
بيتكوين، التي تُعد أكبر العملات الرقمية في العالم، بلغت أعلى مستوى تاريخي لها عند 109,071 دولارًا يوم الإثنين بالتزامن مع حفل تنصيب ترامب كرئيس الـ47 للولايات المتحدة، لكنها تراجعت لاحقًا لتصل إلى 102,546 دولارًا بحلول الساعة 10:01 صباحًا بتوقيت غرينتش يوم الثلاثاء، مع تسجيلها مكاسب بلغت حوالي 9.5% منذ بداية الشهر.
وفي الوقت ذاته، شهدت العملة الرقمية التي تحمل اسم ترامب، والتي أُطلقت يوم الجمعة الماضي، انخفاضًا كبيرًا لتُتداول عند 37.98 دولارًا، بعدما بلغت ذروتها عند 75 دولارًا يوم الإثنين عندما تجاوزت قيمتها السوقية 14 مليار دولار. كانت هذه العملة قد أُطلقت بسعر أولي بلغ حوالي 6.50 دولار.
خيبة أمل في السوق الرقمية
لم تتطرق خطابات ترامب أو الأوامر التنفيذية التي أصدرها في يومه الأول بالبيت الأبيض إلى العملات الرقمية، ما أثار خيبة أمل في الأسواق الرقمية.
قال جيفري كيندريك، رئيس الأبحاث الرقمية في ستاندرد تشارترد: “السوق الرقمية محبطة بسبب عدم الإشارة إلى الأصول الرقمية في خطاب التنصيب أو الأوامر التنفيذية”.
وأضاف كيندريك: “أتوقع أن تستمر بيتكوين في التراجع، ومن المحتمل أن تنخفض دون مستوى 100,000 دولار قريبًا إذا لم تصدر تصريحات من ترامب تدعم الأصول الرقمية”.
كانت هناك آمال كبيرة بين مستثمري العملات الرقمية بأن الرئيس المؤيد للقطاع سيُحدث تحولًا في السياسات الأمريكية تجاه هذا النوع من الأصول، هذه التوقعات ساهمت في تجاوز بيتكوين حاجز 100,000 دولار لأول مرة في ديسمبر الماضي.
من جهته، قال ماثيو ديب، كبير مسؤولي الاستثمار في Astronaut Capital: “السوق كانت تتوقع قرارات تنفيذية تدعم العملات الرقمية، لكن يبدو أن هذه التطورات ستأتي تدريجيًا على مدار الأشهر المقبلة”. وأكد أن الأسواق قد تشهد تقلبات إضافية وربما عمليات بيع أكبر خلال الفترة المقبلة.
على صعيد آخر، تعرضت صناديق الاستثمار المتداولة المرتبطة بالعملات الرقمية لضغوط كبيرة، حيث فقدت الصينAMC بيتكوين ETF نحو 6% من قيمتها.
رغم التراجع في السوق، شهدت صناعة العملات الرقمية بعض المؤشرات الإيجابية. أعلن ترامب عن تغييرات في القيادة التنظيمية، حيث رشّح مارك أويدا، الجمهوري البارز في هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC)، لتولي منصب رئيس الهيئة بشكل مؤقت، مع نيته تعيين بول أتكينز رئيسًا دائمًا.
من المتوقع أن ينهي أتكينز حملة القمع التي قادها الرئيس السابق للهيئة، غاري جينسلر، في عهد إدارة بايدن. كما أشار مطلعون إلى أن تغييرات كبيرة في سياسات الهيئة تجاه العملات الرقمية قد تبدأ الأسبوع المقبل.
في الوقت نفسه، أثار إطلاق ترامب لرموز $TRUMP و$MELANIA، المرتبطة بالسيدة الأولى ميلانيا ترامب، جدلًا واسعًا حول تضارب المصالح. وأوضحت بيانات الموقع الرسمي أن 80% من رموز العملة مملوكة لشركة CIC Digital، التابعة لترامب، وشركة أخرى تدعى Fight, Fight, Fight.
ورغم تأكيد الشركات أن هذه الرموز ليست استثمارات أو أوراق مالية، فإنها أثارت مخاوف نظرًا لقدرة العملات الرقمية على جذب مليارات الدولارات بشكل سريع دون شفافية كافية.
وسط هذه التطورات، يتوقع محللون أن تكون العملات الرقمية نقطة جدل رئيسية في إدارة ترامب، في وقت يسعى فيه الرئيس الجديد لتحقيق توازن بين تعزيز الابتكار وحماية المصالح الوطنية.