«سبيربنك» الروسى يتجه للتجارة الإلكترونية لمواجهة «كورونا»

يتوقع %60 من الإيرادات من الأنشطة غير المصرفية

«سبيربنك» الروسى يتجه للتجارة الإلكترونية لمواجهة «كورونا»
خالد بدر الدين

خالد بدر الدين

7:46 ص, الأثنين, 7 ديسمبر 20

يسعى «سبيربنك» أقدم وأكبر بنك روسى ليصبح أحد أكبر ثلاث شركات تجارة إلكترونية فى روسيا بحلول عام 2023 مع استحواذه على حصة الأغلبية فى منصة «سبيرماركيت» الأونلاين التى تضم مجموعة «ميل رو» لتكنولوجيا الإنترنت مع انتعاش التسوق الإلكترونى بسبب انتشار وباء فيروس كورونا.

وأعلنت جيرمان جريف الرئيسة التنفيذية لـ«سبيربنك» أنها تتوقع أن تولد الأنشطة غير المالية %60 من الإيرادات فى عام 2030 بقيادة التجارة الإلكترونية التى ستكون فى قلب خطة إستراتيجية جديدة تنفذها على ثلاث سنوات اعتبارا من العام الجديد ولكن الأنشطة المصرفية ستظل تدر ما يقرب من %70 من إيرادات البنك خلال السنوات الثلاث القادمة على الأقل.

وذكرت وكالة رويترز أن مجموعة “سبيربنك” استثمرت حوالى مليارى دولار فى صفقات استحواذ وعلى تكنولوجيا المعلومات فى محاولة لينضم إلى الشركات الأمريكية العملاقة مثل «أبل» و«أمازون» و”جوجل” للاستفادة من التسوق والدعاية و التجارة الإلكترونية، لاسيما أن البنك الروسى يملك مجموعة “رامبلر للميديا” و “سينما أوكو” الأونلاين وغيرهما من الأصول غير البنكية.

ويتصدر “سبير بنك” أكبر شركة مدرجة فى بورصة موسكو البنوك الروسية من حيث قيمة الأصول ويملك 14 ألف فرع فى أنحاء روسيا، كما تبلغ رسملته السوقية أكثر من 5.2 تريليون روبل (67 مليار دولار) وحقق العام الماضى أرباحا تجاوزت 845 مليار روبل (حوالى 13 مليار دولار).

وأكد ليف خاسيس نائب رئيس مجلس الإدارة أثناء مؤتمر يوم المستثمر الأونلاين أن إيرادات “سبيربنك” غير المصرفية ستصل فى غضون السنوات الثلاث القادمة إلى %5 من إجمالى إيرادات المجموعة مع استثمار حوالى 4 % من رأس المال لتنفيذ الإستراتيجية التى تستهدف التركيز على التجارة الإلكترونية وتطوير أنشطتها مع تفاقم وباء كورونا الذى جعل روسيا تحتل المركز العاشر على العالم فى عدد الوفيات التى بلغت حوالى 41 ألف ضحية والمركز الخامس فى عدد الإصابات التى وصلت إلى أكثر من 2.4 مليون حالة حتى الآن.

وأوضح “خاسيس” أن إجمالى استثمارات “سبيربنك” – الذى تملك فيه حكومة موسكو حصة قدرها 50 % – فى “سبيرماركيت” تبلغ حاليا 12 مليار روبل (156 مليون دولار) وأن نمو قطاع التجارة الإلكترونية سيكون عضويا بطريقة طبيعية لدرجة أن البنك قد يصدر عملة مشفرة خاصة به وأن التحالفات ممكنة ولكنه استبعد أى صفقات دمج واستحواذ ضخمة.

وانتعشت التجارة الإلكترونية فى روسيا منذ بداية العام بسبب وباء فيروس كورونا الذى أدى إلى إغلاقات كاملة وجزئية للعديد من الشركات والمطاعم ومرافق التسلية والترفيه و أرغم المستهلكين على التسوق الأونلاين، مما جعل أنشطة تكنولوجيا المعلومات تضيف 788 مليون دولار لأرباح البنك هذا العام لأول مرة فى تاريخه، كما أن إيرادات تكنولوجيا المعلومات والذكاء الصناعى ستساهم بحوالى 6 % من صافى الأرباح المستهدفة لـ “سيبربنك” هذا العام .

ومن المتوقع أن يبلغ معدل العائد على الاستثمار لـ “سبيربنك” والذى يعد من المقاييس الرئيسية على ربحية البنك أكثر من 17 % حتى عام 2023 مما سيجعله قادرا على توزيع %50 من صافى أرباحه عوائد للمساهمين، بينما ستنمو القروض بحوالى 10 – %12 سنويا كما ستتوسع محفظة البنك لقروض الشركات بنسبة 5 – %7 أخرى سنويا طوال هذه الفترة.

ويعد تحول “سبيربنك” للتجارة الإلكترونية من أهم ابتكاراته على مدار تاريخه البالغ 179 عاما والتى تعتمد على تكنولوجيا المعلومات والذكاء الصناعى واختيار أفضل الحلول من كبرى شركات التكنولوجيا العالمية لاختراق المجالات التى تركز على مبيعات وخدمات المستهلك.

أكبر 10 بنوك روسية بقيمة الأصول بالمليار روبل روسى حتى أول أكتوبر 2020

وتوقع الكسندر فيدياخين المشرف على مشروع معامل الذكاء الصناعى و أنشطة الاستثمار فى تعاملات الأفراد والشركات الأونلاين أن يحقق “سبيربنك” من التجارة الإلكترونية ما يزيد عن 60 مليار روبل إيرادات إضافية مع نهاية العام الجارى، بينما توقع فى بداية العام أن تحقق المجموعة تريليون روبل ولكن جاء وباء كوفيد -19 ليخيب أمله.

واستثمر “سبيربنك” حوالى 30 مليار روبل فى تكنولوجيا المعلومات بأمل تحقيق إبرادات تتجاوز 350 مليار روبل خلال الثلاث سنوات القادمة اعتمادا على تقديرات المحللين التى أكدت أن كل 15 روبل يتم إنفاقها على هذه التكنولوجيا تولد دخلا إضافيا قدره حوالى 100 روبل بحسب “فيدياخين” الذى طبق أيضا خدمة “سبيرباى” التى تشبه تطبيقات “أبل باى” الأمريكية فى سداد المدفوعات بالموبايل.

وأضاف “فيدياخين” أن نسبة استخدام تكنولوجيا الذكاء الصناعى فى أنشطة البنك وتعاملاته مع الأفراد والشركات تتراوح حاليا بين %30 و%70 من الإجمالى ومن المنتظر أن تصل هذه النسبة إلى 100 مع نهاية الخطة الإستراتيجية التى تستغرق ثلاث سنوات، كما ساعدت هذه التكنولوجيا على تخفيض المدة اللازمة لمنح أى قرض إلى 7 دقائق فقط بعد أن كانت تستغرق ساعات.