أعلنت وزارة التجارة الأمريكية عن تقديم تمويل بقيمة 4.745 مليار دولار لشركة “سامسونج إلكترونيكس” لدعم إنشاء مرافق تصنيع متقدمة لشرائح أشباه الموصلات في الولايات المتحدة، يأتي هذا التمويل ضمن برنامج الحوافز الاقتصادية لقانون “CHIPS” (إنشاء حوافز مفيدة لإنتاج أشباه الموصلات)، والذي يهدف إلى تعزيز إنتاج هذه التكنولوجيا الحيوية محليًا.
وسيُستخدم التمويل المخصص لدعم إنشاء مصنعين متطورين لتصنيع الشرائح المنطقية بالإضافة إلى مصنع مخصص للأبحاث والتطوير في مدينة تايلور بولاية تكساس، كجزء من مشروع ضخم تصل تكلفته الإجمالية إلى 37 مليار دولار، إلى جانب ذلك، تعتزم “سامسونج” توسيع مصنعها الحالي في مدينة أوستن، بما يعزز من قدراتها الإنتاجية داخل الولايات المتحدة.
كانت “سامسونج” توقعت سابقًا الحصول على تمويل بقيمة 6.4 مليار دولار بموجب قانون “CHIPS”، لكنها قامت بإجراء تعديلات على إستراتيجيتها الاستثمارية متوسطة وطويلة الأجل. هذا التغيير يعكس توجهًا جديدًا نحو تحسين الكفاءة الاستثمارية وتقليل النفقات مقارنة مع الخطة الأصلية.
ورغم الاستثمارات الهائلة التي أنفقتها “سامسونج” على مدار السنوات، لا تزال الشركة تواجه تحديات كبيرة في سوق أشباه الموصلات، خاصة مع انخفاض حصتها السوقية مقارنة مع منافستها الرئيسية “TSMC”، و تُشير التقارير إلى أن “سامسونج” تواجه صعوبات في جذب العملاء لعقد تصنيع الشرائح المتقدمة (3nm)، بينما تستحوذ TSMC على معظم العقود في هذا المجال.
وتواجه “سامسونج” أيضًا تحديات تقنية؛ حيث يُقال إن عائد التصنيع لعقدة 3 نانو من الجيل الثاني لم يتجاوز 20%، وهو أقل بكثير من هدف الشركة وأقل من عائد TSMC الذي يتجاوز 70%.
وفي ظل هذه التحديات، تركز “سامسونج” حاليًا على تطوير تكنولوجيا 2 نانومتر، حيث تخطط للبدء في إنتاج الرقائق بناءً على هذه التقنية في العام المقبل. يعتبر هذا التحول محاولة لاستعادة مكانتها في السوق وتعويض التأخر الذي واجهته مع عقدة 3 نانو.
و بهذا الاستثمار والتوجه نحو تقنيات الجيل الجديد، تأمل “سامسونج” في تحقيق قفزة نوعية تمكنها من المنافسة بفعالية مع الشركات الرائدة واستعادة موقعها ضمن الكيانات الأكثر تأثيرًا في صناعة أشباه الموصلات عالميًا.