تشهد الفترة الحالية أزمة كبرى ألقت بظلالها ليس على السياسة والوضع الاقتصادي في البلاد فقط، بل وصلت آثارها للأحداث الرياضية، أو بمعنى أدق هي تلامس الرياضة بشكل مباشر، وستنفجر الأزمة في وجه مجالس إدارات الأندية، وبالتحديد قطبي الكرة المصرية: الأهلي والزمالك.
تحرير سعر الصرف أدى لارتفاع قيمة الدولار الأمريكي مقابل الجنية المصري بنسبة تتخطى الـ20%، سيكون سببًا في تحميل مجلس إدارة كل من الأهلي والزمالك عبئًا ماليًا إضافيًا، نظرًا لتعاقدهم مع عدد كبير من النجوم المحترفين في الدوري، والذين يتقاضون رواتبهم داخل مصر بالدولار، الأمر الذي سيحمل مجلس الإدارة تكاليف مالية إضافية لتعويض فارق العملة الذي شهده الجنيه.
وتحرك سعر الدولار من 19 جنيهًا إلى 24 بعد 4 أيام فقط من إعلان لجنة السياسة النقدية داخل البنك المركزي رفع سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي بواقع 200 نقطة أساس ليصل الى 13.25 ٪و14.25 ٪و13.75 ،٪على الترتيب، كما تم رفع سعر الائتمان والخصم بواقع 200 نقطة أساس ليصل الي 713.75٪
لكن قرار المركزي على المستوى الرياضي، سيُكلف خزينة الأندية المصرية المزيد من المبالغ المالية خلال الفترة المقبلة، وبالتحديد وقت دفع المستحقات المالية الخاصة باللاعبين الأجانب.
أجانب الزمالك يحملون مجلس إدارته 22 مليون جنيه زيادة
البداية في ميت عقبة، إذ أن التونسي حمزة المثلوثي، ظهير أيمن الزمالك، يمتلك عقدا لمدة 3 سنوات مع القلعة البيضاء، ويحصل على راتب 350 ألف دولار في الموسم الواحد، أي ما يقرب من 7 ملايين جنيه وقت أن كان سعر الدولار يصل لـ19 جنيه، الآن سيحصل على راتب تصل قيمته لـ8.5 مليون جنيه، بعد تحرير سعر الصرف ووصول الدولار مقابل الجنية لـ24 جنيهًا، بحسب آخر تقرير صدر عن البنك المركزي اليوم، أي بزيادة تصل لمليون ونصف في الموسم الواحد.
وسيجني البنيني سامسون أكيونولا، المهاجم المنضم حديثًا 6 ملايين جنيه إضافية بسبب ارتفاع سعر الدولار، إذ يمتلك عقدا لمدة 4 سنوات، ويحصل على الراتب نفسه مثل حمزة المثلوثي.
أما السنغالي إبراهيما نداي، فيمتلك عقدًا لمدة 3 سنوات مع الزمالك، وبراتب يصل لـ400 ألف دولار أي ما يعادل بالسعر القديم 7.5 مليون جنيه، وسيحصل على زيادة من سعر الدولار تصل لـ6 مليون جنيه لعقده بالكامل، إذ يُجني 9.5 مليون جنيه سنويًا.
وتعاقد الزمالك مع المغربي زكريا الوردي، لمدة سنتين يحصل فيهم على 250 ألف دولار، أي ما يعادل 4.7 مليون جنيه، ولكنه سيجني زيادة تصل إلى 2.6 مليون جنيه لعقده بالكامل، بعد أن يحصل سنويًا على 6 مليون جنيه بحساب سعر الدولار الجديد مقابل الجنيه.
وأخيرًا عن المهاجم التونسي سيف الجزيري، المتعاقد مع الزمالك بمبلغ 300 ألف جنيه، ويتبقى في عقده نحو سنتين، وبالتالي سيجني زيادة تُقدّر بـ3 مليون جنيه للمتبقي من عقده مع القلعة البيضاء.
أجانب الأهلي يحملون مجلس إدارته 63 مليون جنيه زيادة
مجلس إدارة الأهلي سيواجه أزمة كبيرة؛ نظرًا لارتفاع قيمة العقود الخاصة بلاعبيه الأجانب، والحديث هنا عن البرازيلي برونو سافيو، الذي وقع على عقد لمدة 4 سنوات مع القلعة الحمراء، على أن يتقاضى مليون و200 ألف دولار في السنة الأولى، مع زيادة تُقدر بـ100 ألف دولار سنويًا.
بالتالي كان برونو سافيو سيتقاضى نحو 22.8 مليون جنيه في الموسم الأول، ولكنه مع تحرير سعر الصرف سيتقاضى 28.8 أي بزيادة تُقدر بـ6 مليون جنيه في السنة الأولى، و6.5 مليون جنيه في السنة الثانية، و7 مليون جنيه في السنة الثالثة ومع السنة الأخيرة في عقده يحصل على زيادة تقدر بـ7.5 مليون جنيه، حيث إنه سيتقاضى وقتها مليون ونصف دولار.
اللاعب الآخر هو التونسي علي معلول، الذي جدد عقده مع القلعة الحمراء لمدة موسمين على أن يحصل خلالهما على 2 مليون و600 ألف دولار، أي ما يعادل 50 مليون جنيه، وبالتالي سيحصل التونسي على مبلغ 13 مليون جنيه زيادة بعد رفع سعر الدولار لـ24 جنيهًا.
أما عن الجنوب إفريقي بيرسي تاو، فإنه وفقًا لصحيفة ذا ساوث أفريكان الجنوب إفريقية، يتقاضى نحو مليون و230 ألف دولار في الموسم، مع تبقي موسمين في عقده، فإنه سيحصل على زيادة تصل إلى 6 مليون جنيه فيما تبقى من عقده مع الأهلي.
وأخيرًا، فإن راتب أليو ديانج، والذي يرتبط بعقد مدته 4 سنوات مع الأهلي، بعد قضائه لسنة أخرى انتهت بالفعل الموسم الماضي، ليصل في الموسم الحالي إلى 700 ألف دولار، ويزيد بواقع 100 ألف دولار سنويًا، حتى يصل إلى مليون و50 ألف دولار في الموسم الخامس، الأمر الذي يعني حصوله على مبلغ يصل إلى 17 مليون جنيه بعد رفع سعر الدولار مقابل الجنيه.
الدولار يوسع فارق القيم السوقية لأكثر من 131.6 مليون جنيه
وعلى مستوى القيمة السوقية لكل من الأهلي والزمالك، فإن الزيادة الكبيرة في سعر الصرف الأجنبي مقابل الجنيه، والتي تُقدر بزيادة تتخطى الـ 20%، حيث ارتفع سعر الدولار مقابل الجنية من 19 إلى 24.
وبحسب “ترانسفير ماركت” فإن فارق القيمة السوقية بين لاعبي الأهلي والزمالك كان قد وصل لنحو 109 ملايين جنيه، إذ قدر الموقع المتخصص في الكشف عن القيمة السوقية للاعبين حول العالم، قيمة لاعبي الأهلي بنحو 28.53 مليون يورو، أي ما يعادل نحو 545.2 مليون جنيه، متفوقًا على الزمالك الذي تصل القيمة السوقية للاعبيه 22.83 مليون يورو بما يعادل 436.3 مليون جنيه.
ومع تغير سعر الصرف، بات الفارق 131.65 مليون جنيه، بعد أن قفزت قيمة لاعبي النادي الأهلي إلى 659.15 مليون جنيه مقابل 527.5 مليون جنيه القيمة السوقية للاعبي الزمالك.
وحساب رواتب اللاعبين الأجانب داخل ناديي الأهلي والزمالك جاء وفقًا للعقود التي تم الكشف عنها من جانب إدارة التعاقدات بمجلسي الناديين، واعتمادًا على سعر الدولار في البنك المركزي المصري الذي تخطى حاجز الـ 24 جنيهًا بقروش طفيفة، لكنها ليست إحصائية رسمية، إلا أنّها تعتبر الأقرب للواقع.