قال رامي صالح الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال بمجموعة المراكبي للصلب إن هناك تطور إيجابيا نفتخر به، وهو قدرتنا على إنتاج الصلب الخام المصهور في مصر بكميات كبيرة، نظرا لتوافر الظروف ومناخ الاستقرار والطاقات الإنتاجية الكبيرة.
وأضاف صالح لـ”المال” أنه ومع وصولنا العام الماضي للمركز الـ 20 عالميا في تصنيف الدول الأعلى إنتاجا للصلب في العالم، حيث أنتجت مصر 8.2 مليون طن مقابل 7.3 طن في 2019، ولـ8 شهور من 2021 أنتجت مصر إجمالي 6.7 مليون طن (طبقا لمنظمة الصلب العالمية).
أشار صالح إلى أن مصر يمكنها مضاعفة هذا الإنتاج لأنه يوجد ما يقارب نفس الكمية المنتجة كطاقات معطلة في وقت تعاني فيه بعض الدول من تقليل معدلات الانتاج علي خلفية أزمة الطاقة العالمية ونقص الخامات وارتفاع تكاليف الشحن وبالتالي تعطيل المشروعات وخطط التنمية لدي هذه الدول.
وعرض صالح أنه بالنسبة للتغييرات الحالية في الأسعار عالميا والتي أثرت بطبيعة الحال علي السوق المحلي للارتباط الشديد بين السوقين في هذه النوع من السلع، فبالفعل توجد حالة من عدم الأستقرار حاليا ويمكن سرد مجموعة من الأسباب لمحاولة توضيح الصورة أخذا في الأعتبار أنه يصعب التكهن بتوقعات علي المدي المتوسط والبعيد لسرعة التغييرات الحادثة في الأسواق.
ونظرا لأن الخردة مادة خام أساسية لصناعة الصلب في مصر، بناءً على كميات إنتاج الصلب (6.7 مليون طن لـ8 شهور في 2021)، وكميات الواردات من المادة (حوالي 2.8 مليون طن لـ8 شهور من 2021).
وأكد أن ارتفاع سعر الخردة عالمياً كان له تأثير كبير على تكلفة الصناعة في مصر،بالنظر لمستويات أسعار الخردة الواردة لتركيا في الـ3 أعوام الماضية، متوسط سعر الخردة في عام 2019 كان حوالي 287 دولار للطن.
وأشار إلى أنه في عام 2020 ارتفع السعر مع نهاية العام ليصل لمستويات الـ400 دولار للطن (المتوسط الفعلي للسنة سجل 288 دولار للطن أيضاً) لكن في 2021 سجل المتوسط حتى الأسبوع الثالث من أكتوبر حوالي 458 دولار للطن، ما يعادل تقريباً 60% ارتفاع في السعر على أساس سنوي، وفي الـ20 يوم الماضيين فقط زاد سعر الخردة بنسبة 13% لتصل لمستوى 500 دولار للطن حالياً.
أوضح أنه خلال الـ20 يوم الماضية فقط زاد سعر البليت بحوالي 14.8%، وارتفع متوسط سعره هذا العام لـ609 دولار للطن، من متوسط 398 دولار للطن في 2020، زيادة تقدر بحوالي 53%،حيث سجل آخر سعر للبليت صادر البحر الأسود 670 دولار للطن فوب (بتاريخ 19 أكتوبر).
ارتفع متوسط سعر حديد التسليح في تركيا من 448 دولار للطن في 2020، لـ682 دولار للطن متوسط سعر في 2021، زيادة تقدر بحوالي 53% ايضاً، وسجل آخر سعر لحديد التسليح صادر تركيا 740 دولار للطن فوب (بتاريخ 19 أكتوبر).
أشار الي انه خلال الشهر الجاري أعلنت بعض المصانع في أوروبا فرض رسوم إضافية على المنتجات الطولية بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والكهرباء.
حيث أن أسعار الغاز والكهرباء زادت بحوالي 120 يورو للطن في سبتمبر لتصل لمستويات أعلى من 160-200 يورو\ميجا وات للساعة للكهرباء، ومستويات 100 يورو\ميجا وات للساعة للغاز الطبيعي.
ويقدر أن التأثير الفعلي للتكلفة على الإنتاج المعتمد على أفران القوس الكهربي بحوالي 120-130 يورو لكل طن حديد.
هذا بدون ذكر للرسوم المفروضة على انبعاثات الكربون، التي زادت من 33 يورو لكل طن، لـ64 يورو لكل طن مؤخراً، حسب بيان أحد المصانع الكبرى في أوروبا.
وأكد أنه بسبب أزمة الطاقة العالمية، متوقع أن ترتفع أسعار السبائك الحديدية (Ferro-alloy, also lime) وأن يحدث نقص في الامداد لهذه المواد التي تدخل بشكل رئيسي في صناعة الصلب، ومن المتوقع أيضاً ان تقوم بعض المصانع بغلق جزئي أو كامل في الشهور القادمة لتوفير تكلفة الطاقة.هذا
وأوضح انه بسبب ارتفاع سعر الخردة وتوقعات بأن يحدث نقص في كمياتها، الكثير من الدول تتجه حالياً لفرض رسوم أو قيود على تصديرها، مما سيؤثر أيضاً على الأسعار المحلية بسبب اعتمادنا بشكل كبير على واردات الخردة.
أكد استمرار أسعار النقل البحري في الارتفاع مؤخراً أيضاً، حيث زادت من مستويات أقل من 20 دولار للطن، لمستويات تتخطى الـ50 دولار للطن.
أشار الي أن هذه الزيادة بالإضافة لزيادة أسعار البليت (وصلت لـ700 دولار للطن صادر البحر الأسود)، تعني أن وارد البليت لمصر يقدر سعره بحوالي 750 دولار للطن فأكثر.
مع الوضع في الاعتبار الزيادة الملحوظة في أسعار البترول والغاز الطبيعي العالمية، حيث أن سعر خام برنت ارتفع من مستوى 19-20 دولار للبرميل في بداية ظهور جائحة كورونا العام الماضي، لـ85 دولار للبرميل حالياً.
وارتفع سعر الغاز الطبيعي من مستويات 1.5-1.8 دولار للمليون وحدة حرارية العام الماضي، لمستويات 5-6 دولار للمليون وحدة حرارية حالياً.
أضاف انه توجد موجة تضخم عالمية تلوح في الأفق مما يزيد أسعار معظم السلع والمنتجات ويؤثر علي السلع الأساسية للأسف، ولكن كما أوضح في البداية ففي هذه الظروف يظل وجود المنتج أو القدرة علي انتاجها ميزة كبيرة مقارنة بالدول التي ستعاني من قلة المعروض.