«زوزو» تتوقع هبوط إجمالي المبيعات فى الصين أكثر من 10%

مع انخفاض صافى أرباح BYD الكهربائية

«زوزو» تتوقع هبوط إجمالي المبيعات فى الصين أكثر من 10%
خالد بدر الدين

خالد بدر الدين

6:28 ص, الخميس, 16 أبريل 20

تتوقع شركة BYD الصينية للسيارات الكهربائية انخفاض أرباحها الصافية بين 79 و93 % خلال الربع الأول من العام الجارى بالمقارنة بنفس الربع من العام الماضى بسبب الهبوط فى مبيعات سيارات الطاقة الجديدة، وسط تفشى فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19) .

أكد مايكل دون، المدير التنفيذى لشركة زوزو لأبحاث واستشارات أسواق السيارات، أن صناعة السيارات ستشهد تراجعا واضحا هذا العام لدرجة أنه من المتوقع هبوط إجمالى المبيعات فى الصين أكثر من 10 % خلال العام الجارى بسبب الوباء الذى أحدث صدمة عالمية فى الصناعة والاقتصاد وأجل خطط العديد من الشركات العالمية وسد شهية المستثمر نحو الإنفاق على أى مشروع.

ذكرت وكالة بلومبرج أن شركة BYD تتوقع تحقيق 50 مليون يوان (حوالى 7.1 مليون دولار أمريكي) إلى 150 مليون يوان من الأرباح الصافية فى الأشهر الثلاثة الماضية مقارنة مع 749.7 مليون يوان فى نفس الفترة من العام الماضى، لكن من المتوقع ارتفاعها الربع الحالى مع تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلى الصينى، فى ظل عودة النشاط الاقتصادى والمصانع للعمل والسيطرة على مخاطر الاتجاه نحو الهبوط.

توقع شين جوبين، نائب وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات أن تشهد بيانات النشاط الاقتصادى الصينى لشهر مارس تحسنا، مع إعادة فتح مصانع وعودة بعض العمال إلى المدن للعمل بعد عطلة ممتدة بسبب مرض فيروس كورونا الجديد “كوفيد-19”، وقالت كاترينا ايل الخبيرة الاقتصادية بمؤسسة «موديز اناليتكس» إن تفشى كوفيد-19 وتباطؤ النمو الاقتصادى أثرا بشكل ملحوظ على طلبات سوق السيارات، ما أدى إلى انخفاضات حادة فى بيع سيارات الطاقة الجديدة.

أعلنت شركة BYD فى الأسبوع الماضى انخفاض مبيعات سيارات الطاقة الجديدة فى الشركة %70 على أساس سنوى إلى 22192 سيارة أثناء الفترة بين يناير ومارس بينما انخفضت مبيعات سيارات البنزين %12 لتنزل إلى 39081 سيارة.

هوت المبيعات الإجمالية للسيارات فى الصين أكثر من 43 % خلال الشهر الماضى مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضى لتنخفض بمعدل أبطأ بالنسبة لفبراير، فى الوقت الذى ينتعش فيه اقتصاد بكين بعد أن استطاعت الجهات والهيئات الطبية وقف انتشارالعدوى من فيروس كورونا وتقليص عدد وفيات الوباء المميت.

كانت مبيعات السيارات فى الصين هبطت فى فبراير أكثر من %79 مع انهيار الطلب بسبب انتشار فيروس كورونا، لكنها واصلت التراجع فى مارس للشهر الحادى والعشرين على التوالى بانخفاض إجمالى مبيعات السيارات فى السوق الصينية إلى 1.43 مليون وحدة، مقارنة بالشهر نفسه قبل عام.

أدى انتشار العدوى من وباء فيروس كورونا مع نهاية العام الماضى إلى هبوط المبيعات فى السوق الصينية %18.7 فى أول شهر من العام الحالى واستمرت تتراجع طوال 3 أشهر الماضية مع ضعف الطلب وإغلاق مصانع السيارات فى الصين ومنافذ ومعارض البيع، وبقاء المستهلكين بمنازلهم للحد من انتشار العدوى بالفيروس.

أدى توقف المصانع الصينية معظم أسابيع الربع الأول من العام الجارى إلى تباطؤ صناعة السيارات فى مصر إلى حد كبير بسبب تفشى فيروس كورونا الجديد لأنها تعتمد بشكل كبير على قطع الغيار والمواد صينية المنشأ، وأن بعض هذه المصانع تقوم بتجميع ماركات السيارات الصينية، ما يعنى أن هذه المصانع تتوقف طالما أن المصانع فى الصين لا تعمل لدرجة أن المصانع المصرية تعمل حاليا بنحو 20 % من طاقتها الإنتاجية.

تأمل صناعة السيارات المصرية» تستأنف المصانع الصينية الإنتاج المعتاد للمساعدة على استئناف إنتاج السيارات فى العالم لأن الصين هى قلب صناعة السيارات العالمية، وأكبر سوق للسيارات فى العالم، وإلا فإن شركات صناعة السيارات فى مصر ستواجه أزمة كبيرة حال استمر إغلاق شركات ومصانع قطع غيار السيارات فى الصين .

تحظى السيارات الصينية بشعبية كبيرة فى السوق المصرية وتنافس بقوة السيارات الأوروبية كما تتنافس مع ماركات مشهورة بسبب جودتها وأسعارها المعقولة ما يبحث عنه العملاء فى كل مكان لدرجة أنه بيعت 13 ألفا و600 سيارة صينية فى مصر فى الفترة من يناير إلى نوفمبر 2018، بينما بيعت 173 ألفًا و812 سيارة فى مصر خلال نفس الفترة من 2019 .

كانت مبيعات السيارات فى العالم سجلت هبوطًا طوال العامين الماضيين بسبب الحرب التجارية التى شنتها الولايات المتحدة ضد الصين لتنخفض إلى 85 مليون وحدة العام الماضى، من 89 مليون فى 2018، و93.6 مليون سيارة فى 2017 الذى سجلت فيه أعلى مستوى فى تاريخها.

قال اتحاد مصنعى السيارات فى الصين، إن مبيعات المركبات العاملة بمصادر الطاقة الجديدة انخفضت %51.6 خلال شهر يناير بسبب فيروس كورونا المستجد الذى استمر فى دفعها لمزيد من الهبوط لتنزل %82 خلال شهر فبراير وتضم المبيعات الإجمالية المركبات التى تعمل بمحرك كهربائى بالكامل، أو الهجين أو المزودة بمحرك تقليدى يعمل بالديزل أو البنزين.

سجلت مبيعات السيارات فى الصين العام الماضى، ثانى تراجع سنوى لها على التوالى لتنزل إلى 25.8 مليون بعد أن حققت رقمًا قياسيًّا فى عام 2017 عندما قفزت إلى 28.9 مليون وحدة لانتعاش الطلب ولكن البداية المؤلمة لعام 2020 تعد بمثابة نذير شؤم على صناعة السيارات الصينية، وربما تتسبب فى ثالث هبوط سنوى لها على التوالى.

كان المحللون فى المراكز البحثية العالمية يتوقعون انتعاشا كبيرا لمبيعات السيارات الكهربائية هذا العام من شركات متخصصة فى هذا النوع من المركبات ومنها BYD ومرسيدس الألمانية و جنرال موتور و تيسلا الأمريكيتين وغيرها، التى كانت تعتزم طرح موديلات مبتكرة لكن ظهور فيروس كورونا أجل أحلام شركات السيارات ويحيط مستقبلها بالغموض والشكوك.

بدأت شركة تيسلا فى يناير الماضى تشغيل مصنعها الجديد فى مدينة شنغهاى الصينية لكنه سرعان ما تم إغلاقه بسبب تفشى فيروس كورونا فى مدينة ووهان، ما جعل حكومة بكين تفرض إغلاق حدودها وفرض حظر على حركة المواطنين والرحلات الجوية ومطالبة الناس بالبقاء فى منازلهم.

طرحت شركة جنرال موتورز فى فبراير سيارة مينلو أول موديل كهربائى لها فى الصين لكنها لم تجد طلبا كبيرا بسبب الوباء بينما بدأت شركة مرسيدس إنتاج موديل EQC الكهربائى هذا الشهر وتأمل شركة BMW الألمانية إنتاج سيارة SUV iX3 الكهربائية فى الصين فى أقرب وقت كما بدأت فولكس فاجن الألمانية الإنتاج فى مصنعين لها هناك.

يحاول شى جين بينج، رئيس الصين، تحقيق التوازن بين دعم صناعة السيارات الكهربائية التى تعد ذات أهمية حيوية لمستقبلها على المدى الطويل ومساندة العاملين فى شركات المركبات التقليدية التى تمثل غالبية المبيعات حاليا، لا سيما أنه يعفى السيارات الكهربائية المحلية من ضريبة المبيعات التى تبلغ 10 % كما وافق على تمديد حوافز شراء السيارات الكهربائية لمدة عامين أخرين حتى ديسمبر 2022.

قال جينج يانج، مدير بحوث الشركات بمؤسسة فيتش ريتينجز لأبحاث أسواق القطاعات الصناعية فى شنغهاى، إن حكومة بكين -التى شهدت نموا سريعا لمبيعات السيارات الكهربائية خلال السنوات القليلة الماضية لتمثل أهم المكونات فى صناعة السيارات رغم أنها لا زالت تشكل 5 % فقط من إجمالى مبيعات السيارات حتى نهاية العام الماضى- كانت تخطط لتصبح الصين قوة عالمية كبرى فى صناعة المركبات، لكن كورونا ظهر ليؤخر تنفيذ هذه الخطة إلى أجل غير معلوم.