قال هشام زعزوع وزير السياحة في الجزء الرابع من حواره مع “المال”، إن العلاقات الاقتصادية مع تركيا لن تتأثر بالعلاقات السياسية، مضيفًا: “إحنا مش بتوع سياسة والأتراك يعملون فى السوق المحلية منذ أكثر من 15 عاماً ولديهم أعمال ضخمة”.
وأرجع زعزوع عدم تشكيل المجلس الأعلى للسياحة حتى الآن إلى عدم استقرار الأوضاع الحالية، لافتًا إلى أنه بمجرد عودة عجلة السياحة سيتم تفعيل دور المجلس لمناقشة القضايا المتعلقة بالقطاع أولا بأول… وإلى نص الحوار.. الجزء الرابع:
«المال»: حكومة الدكتور حازم الببلاوى أعلنت عن رصد نحو 22.9 مليار جنيه ضمن خطة التحفيز الاقتصادى.. ما نصيب «السياحة» من تلك الاعتمادات، خاصة أن البنود الرئيسية لم تتضمن أى دعم موجه للقطاع بشكل مباشر؟
هشام زعزوع: حصلنا على 1.250 مليار جنيه كمرحلة أولى خلال العام المالى الحالى لمساندة القطاع للتحول للطاقة الجديدة والمتجددة.
«المال»: 1.250 مليار جنيه كانت معلنة خلال حكومة الدكتور هشام قنديل.. هل أدرجتها الحكومة الحالية ضمن برنامج التحفيز وكيف سيتم استغلالها؟
هشام زعزوع: لا ..المبلغ ليس ضمن حزمة المخصصات المالية التى أعلنت عنها الحكومة لكن سيتم استغلاله فى دعم الشركات السياحية عبر مجموعة من المحفزات منها تحمل جزء من سعر الفائدة للقروض التى يتم تقديمها للقطاع للتحول لاستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، ودعم وزارة الطيران لتخفيف التكاليف على منظمى الرحلات داخل المطارات، مع إمكانية المساهمة فى صندوق للاستثمار فى القطاع السياحى برأسمال يصل إلى مليار دولار.
«المال»: هل طلبت الوزارة زيادة الاعتمادات المخصصة لدعم القطاع؟
وزارة المالية أكدت عدم قدرتها على زيادة الاعتمادات المخصصة لدعم القطاع
زعزوع: بالفعل طلبت الوزارة هذا ولكن وزارة المالية أكدت عدم قدرتها على رفعها ونحن نسعى لاستغلال الـ22.9 مليار جنيه المخصصة لدعم الاقتصاد فى تحسين الطرق المؤدية للمناطق السياحية ونظافتها، إلى جانب ايجاد فرص عمل للعمالة المؤقتة لمدة 6 أشهر من خلال الصندوق الاجتماعى للتنمية ضمن برنامج تشغيل العمالة المؤقتة لمدة 100 يوم، على أن يتم عودتهم مرة أخرى لوظائفهم فور عودة الحركة السياحية مرة أخرى.
«المال»: وهل تم الاتفاق مع الصندوق الاجتماعى على تشغيل عمالة القطاع خاصة أن العمالة من أكثر الفئات المتضررة فى الوقت الحالى بعد إعلان العديد من الشركات عن تجميد أعمالها؟
هشام زعزوع: طلبت عقد لقاء خلال الفترة القليلة المقبلة مع الدكتورة غادة والى رئيس الصندوق الاجتماعى، للاتفاق على آليات التمويل بحضور الدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء.
«المال»: أعلنتم خلال نظام الرئيس المعزول عن تشكيل المجلس الأعلى للسياحة.. ما الدور الذى يقوم به المجلس فى الوقت الحالى، أم أن المشاركة فى المجموعة الاقتصادية تغنى عن المجلس؟
زعزوع: حتى الآن لم يتم تشكيل المجلس، نظراً لعدم استقرار الأوضاع الحالية وبمجرد عودة عجلة السياحة سيتم تفعيل دور المجلس لمناقشة القضايا المتعلقة بالقطاع أولا بأول.
«المال»: هل الوزارة لديها علم بحجم المساعدات الاضافية التى طلبتها حكومة الدكتور حازم الببلاوى من دول الخليج؟
زعزوع: فى الواقع الوزارة لم تدخل فى تفاصيل اللقاءات التى تجريها المجموعة الاقتصادية فى هذا الشأن، وكما ذكرت من قبل اشارك فى الموضوعات العامة للمجموعة وليس فى التفاصيل الفنية.
«المال»: الوزارة أعلنت العام الماضى عن تراجع ايرادات صندوق السياحة بنسبة 50%، إلى أى مدى تراجعت تلك النسبة فى الوقت الحالى فى ظل الظروف الحالية التى يمر بها القطاع؟
زعزوع: ايرادات صندوق السياحة تراجعت بنسبة تزيد على الـ60% نتيجة تراجع أعداد الوفود السياحية القادمة لمصر بشكل كبير، وانعدام مساهمة القطاع الخاص ممثلاً فى اتحاد الغرف السياحية، حيث طالب القطاع بالإعفاء من المساهمة نظراً لتعرضه لظروف قهرية صعبة فى الوقت الحالى، وبالفعل استجابت الوزارة لحين استقرار الأوضاع.
حملة الترويج للقطاع السياحي
«المال»: متى ستعلن الوزارة عن حملة الترويج للقطاع السياحى وكذلك حملة العلاقات العامة التى اتفقت الوزارة على تنظيمها بالاتفاق مع القطاع الخاص؟
هشام زعزوع: فى الواقع إجراءات إعلان مناقصة حملة الترويج ستستغرق على أقل تقدير حوالى 6 أشهر، وأسعى فى الوقت الحالى لدخول الموسم الجديد باستخدام الافلام الترويجية القديمة التى مازال للوزارة حق استخدامها، وفور رفع التحذيرات ستنطلق الوزارة فى أعمال الترويج والتنشيط السياحى فى جميع الاتجاهات.
«المال»: هل يمكن تطبيق السياسة نفسها على الجانب التركى خاصة أن هناك العديد من الشركات التركية تعمل بالسوق المحلية؟
هشام زعزوع: العلاقات مع تركيا لن تتأثر بالعلاقات السياسية، “إحنا مش بتوع سياسة والأتراك يعملون فى السوق المحلية منذ أكثر من 15 عاماً ولديهم أعمال ضخمة”، وأؤكد أن الشركات التركية أكثر تضرراً من توتر العلاقات السياسية المحلية ويحاربون من أجل رفع الحظر عن المقاصد السياحية المحلية حتي يعودوا إلي العمل مرة أخرى ويجب علينا الابتعاد عن شيطنة المواقف.
«المال»: ترددت أنباء عن قيام الشركات التركية بتحويل جميع السياحة الوافدة لمصر لتركيا؟
هشام زعزوع: ليس صحيحًا على الإطلاق، خاصة أن حظر السفر إلى مصر لم يصدر إلا خلال شهر أغسطس الماضى والموسم ينتهى فى سبتمبر فلا يعقل أن يتم التحويل خلال فترة لا تتجاوز الشهر.
«المال»: القطاع السياحى كان من أكثر القطاعات المتخوفة من وصول جماعة الإخوان المسلمين للحكم، وكوزير للسياحة أكدت أكثر من مرة أن القطاع لن يتأثر بذلك، بعد زوال حكم الجماعة ما تقييمك لأداء النظام طوال العام الماضى؟
الرئيس المعزول لم يتخذ أى قرارات تضر بالقطاع السياحى طوال العام الماضى
هشام زعزوع: بصدق الرئيس المعزول لم يتخذ أى قرارات تضر بالقطاع السياحى طوال العام الماضى، وأنا كوزير للسياحة لم أكن اسمح بذلك وإلا سأغادر الوزارة فوراً مثلما حدث عندما تم اختيار أحد المنتمين للجماعة الاسلامية محافظاً للأقصر، ولكن المناخ العام نتيجة الخلافات السياسية المتكررة والانفلات الأمنى وغياب هيبة الدولة أدى إلى حدوث اضطرابات وحالات خطف للوفود السياحية فى سيناء وتكرار الاضرابات العمالية أدت إلى تعطيل حركة المرور فى الشوارع، وشهدنا صدامات بين الالتراس ووايت نايتس استمرت لفترة طويلة، كما تم الاعتداء على فندق «سميراميس انتركونتننتال» أكثر من مرة، مما أثر على المؤشرات الكلية للقطاع.
«المال»: البعض يرى أن الوضع الحالى ربما يكون الأسوأ مقارنة بعهد الرئيس المعزول خاصة أن مؤشرات القطاع تراجعت بشكل كبير وهذا حدث بالفعل.. هل ترى ذلك؟
هشام زعزوع: اعترف أننا نعانى مشكلات حادة فى الوقت الحالى أثرت بشكل سلبى على إيرادات القطاع، ولكن نحن كمصريين نرى أن غداً سيكون أفضل، وهذا أدى إلى ارتفاع الروح المعنوية عند ممثلى القطاع، وآمل أن يتضمن الدستور إجراءات تساند القطاع، خاصة بعد اختيار إلهامى الزيات ممثلاً عن القطاع وهو ما لم يحدث خلال عهد الرئيس المعزول، وبمجرد استقرار الأوضاع الأمنية فإن التأثير المباشر لن يأخذ وقتاً.
«المال»: علقت أكثر من مرة على شخصية الفريق أول عبد الفتاح السيسى وأكدت أنه انقذ مصر من الانحدار فى أزمة سياسية كبيرة، هل تؤيد ترشحه للانتخابات الرئاسية؟
هشام زعزوع: بالتأكيد الفريق «السيسى» له صفات زعامة وطنية واضحة كما يملك من الناحية الإدارية وضوح رؤية وملتزم بأهدافه بدرجة كبيرة وقليل الكلام، ولكن أشك أن يترشح للانتخابات الرئاسية، واعتقد من مقابلتى المباشرة معه انه يرى أن الدور الذى يلعبه كوزير الدفاع مهم للغاية ويكفيه فخراً أن يستمر فيه، ولكن لو تقدم للانتخابات أعتقد أنه سيفوز فيها باكتساح.