هشام زعزوع ردا على انتقادات دعم السياحة الداخلية: "المصريون" انقذوا القطاع من الانهيار الكامل

القطاع السياحى فى حالة خطيرة وفى حاجة لدفعه قوية خاصة بعد أزمة سقوط الطائرة الروسية فى سيناء

هشام زعزوع ردا على انتقادات دعم السياحة الداخلية: "المصريون" انقذوا القطاع من الانهيار الكامل
أحمد عاشور

أحمد عاشور

10:53 ص, الأحد, 31 يناير 16

واجهت «المال» الدكتور هشام زعزوع وزير السياحة، بالانتقادات التى ذكرها رجل الأعمال عمرو صدقى، عضو مجلس النواب المعين، والتى قال فيها إن الوزارة «لفت الحبل حول رقبتها» بإطلاقها حملة تنشيط السياحة الداخلية «الرخيصة»، خاصة وأن المصريين أساءوا استخدام المناطق السياحية، وبنيتها التحتية، مع التأكيد على احترامه الشديد لجميع المصريين.

يرى «صدقى» أن حملة وهاشتاج «هى دى مصر» تسببت فى نشر صورة مسيئة لمصر.

فى حين أكد هشام زعزوع، أن الحملة حققت نجاحاً منقطع النظير، وأن 97% من الصور التى استخدمت بها كانت ايجابية.

إنتقد العضو المعين، سياسات وزارة السياحة التى ركزت على أسواق بعينها، ولم تتبع سياسة تنويع المصادر التى دشنها الرئيس عبد الفتاح السيسى، فور توليه مهام منصبه، فيما يخص التسليح، مضيفاً أن الإكتفاء بأسواق بعينها، عرض القطاع للإنهيار، بعد حادث سقوط الطائرة الروسية.

أكد «صدقى» أن وزير السياحة يعتمد على مجموعة صغيرة من كبار ممثلى القطاع، ولم يستفد من تجارب أصحاب الشركات المتوسطة والصغيرة، كما يعتمد على ما وصفه بـ«البروباجندا» الإعلامية التى أدت لنتائج سلبية.

فى حين أكد الوزير، أن الفترة الماضية لم تشهد له ظهور ملموس بوسائل الاعلام، وهو أمر مقصود لحين الانتهاء من وضع خطة متكاملة للتعامل مع أزمات القطاع الفريدة من نوعها، خاصة بعد سقوط الطائرة الروسية.

قال هشام زعزوع وزير السياحة، إنه يقدر وجهات النظر والإنتقادات تطوير القطاع السياحى، لكنه كان يفضل أن يبلغه البرلمانى عمرو صدقى، بملاحظاته من خلال إتصال هاتفى، أو زيارة لمكتبه، خاصة أنه ممثلاً للقطاع السياحى فى مجلس النواب.

لماذا السياحة الداخلية؟

دافع «زعزوع» عن حملة تنشيط السياحة الداخلية التى دعت لها الوزارة، موضحاً أن القطاع السياحى فى حالة خطيرة، وفى حاجة لدفعه قوية، خاصة بعد أزمة سقوط الطائرة الروسية فى سيناء. كما أن السياحة الداخلية تساعد فى رفع وعى المصريين، وتزيد من ارتباطهم ببلادهم.

وأكد أن الجميع يعلم التأثيرات السلبية التى قد تنتج عن السياحة الداخلية، على البنية التحتية للفنادق، ولكن يتم العمل على رفع درجات الوعى، حتى تتحول الرحلات السياحية الداخلية لعادة جيدة، كى يستطيع القطاع السياحى الاعتماد على الأجانب والمصريين معاً، كما هو الحال فى العديد من الدول المتقدمة، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، التى تعتمد بشكل أساسى على السياحة الداخلية، مقارنة بالسياحة الخارجية.

وتسآل هشام زعزوع الذى يعاصر أكبر أزمة يواجهها القطاع منذ سنوات طويلة: هل سيكون الوضع أفضل للفنادق المصرية، إذا لم يتم الإعلان عن برنامج لتنشيط السياحة الداخلية، وانتظرنا لحين عودة الرحلات الخارجية، وترك فنادق شرم الشيخ فارغة ؟!

وأضاف: الوزارة طرحت برامج السياحة الداخلية تحت عنوان «مصر فى قلوبنا»، على الفنادق بشكل اختيارى، ولم يتم إجبار أحد على المشاركة قائلاً: هل الـ200 ألف غرفة فندقية العاملة فى مصر تشارك فى حملة السياحة الداخلية؟ هناك البعض وافق، والبعض رفض، أين إذن المشكلة؟!

وأكد أنه وافق على مد حملات تنشيط السياحة الداخلية للموسم الصيفى، بناء على طلب وضغط من القطاع السياحى، وحرصاً على استمرار تشغيل الفنادق، مضيفاً أن حملات السياحة الداخلية، كانت إيجابية للغاية، وحققت مؤشرات جيدة، بل إن البعض انتقد اقتصارها على شرم الشيخ فقط، وأنقذت القطاع من الانهيار الكامل.

يذكر أن الوزير أعلن الأسبوع الماضى، عن مَد فعاليات مبادرة «مصر فى قلوبنا» ابتدءا من إجازة نصف العام الدراسى وحتى 30 مايو المقبل، مع إدخال مدن سياحية أخرى للمبادرة، منها دهب وطابا ونويبع، بسعر مدعم لا يَتعدى 600 جنيه لفنادق 5 نجوم للإقامة 4 ليال شاملة الانتقالات.

هاشتاج «هى دى مصر»

أكد زعزوع أن فكرة حملة وهاشتاج «هى دى مصر» جاءت بدعوة من الشباب وشركة «جى دبليو تى» التى تتولى حملة الترويج لمصر خارجياً، لوضع صورة إيجابية عنها بحيث تتكون «مكتبة» بالصور الايجابية على شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى.

وأكد الوزير أن وزارته أجرت اختباراً حول تأثير حملة «هى دى مصر» فى الأسواق الخارجية ونالت إعجاب عدد واسع من الأجانب معلناَ عن بدء إطلاق تلك الحملة بالأسواق الخارجية اعتباراً من مطلع فبراير.

وأضاف هشام زعزوع أن الوزارة لم تدفع مليما واحدا فى حملة “هى دى مصر” داخلياً، مؤكداً أن جميع المطبوعات المنتشرة على الطرق مهداة من شركات إعلام فى إطار سعيه لتنشيط ومساندة القطاع السياحى.

ويوافق وزير السياحة هشام زعزوع البرلمانى الذى اختاره الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى إمكانية استخدام هاشتاج الحملة فى وضع صور مسيئة تضر سمعة السياحة المصرية، قائلاً «بالفعل فى البداية فى ناس وضعت مقلب زبالة وقالت هى دى مصر».

واستكمل زعزوع قائلاً «علينا الأخذ فى الاعتبار أن شبكة الانترنت منصة مفتوحة للجميع ومن الممكن استخدامها بشكل سيئ أو ايجابى وبالتالى فالنجاح هنا بأن تكون نسب الصور الايجابية أعلى من المسيئة وغير ذلك يٌعد فشلاً ذريعاَ».

ويقول وزير السياحة: «نفترض أننا فى باريس فيمكن وضع صورة جيدة عن حضارتها ومن الممكن أيضا وضع صورة سيئة تشير لمناطق بها قمامة.. فالأمر لا يقتصر على مصر فقط»، مضيفاً أنه أجرى دراسة أكدت أن الصور المسيئة التى تم الترويج لها بالحملة لا تتجاوز الـ3% والـ97% المتبقية إيجابية بما يعنى أن الحملة نجحت بامتياز.

وشدد وزير السياحة على أنه لا يدافع عن موقفه، مضيفاً «لو شايف أن الحملة غلط مش من مصلحتى كمسئول أن نستمر فى هذا الاتجاه أنا عايز بلدى تنجح والقطاع ينتعش أيضا بل بعض المواطنين يدافعون عن الحملة على مواقع التواصل الاجتماعى وينتقدون من يتعمد تكرار نشر الصور السيئة عن مصر بما يؤكد زيادة الوعى لدى الناس».

يخطط زعزوع أن تتحول حملة «هى دى مصر» لحملة عالمية

ويخطط هشام زعزوع أن تتحول حملة «هى دى مصر» لحملة عالمية، مضيفاً انه سيتم تدشين فيلم ترويجى عملاق عنها خلال الفترة المقبلة قائلاً «الحملة تتم بشكل تدريجى محسوب النتائج بدقة».

ورداً على انتقادات النائب عمرو صدقى بأن الوزير يستمع لمجموعة قليلة من الشركات فقط وهى المسيطرة على السوق أكد زعزوع أن «باب مكتبه مفتوح للجميع لتقديم أفكار من شأنها النهوض بالقطاع سواء كان صغيراً أو كبيراً».

وأضاف هشام زعزوع أنه يلتقى الشركات العملاقة بالسوق السياحية لحل مشاكلها ورعاية مصالحها، مضيفاً «اذا كان النائب عمرو صدقى يشير إلى رؤساء الغرف داخل اتحاد الغرف السياحية، فوزير السياحة يتعامل معهم بحكم القانون كما يتم التعامل مع رؤساء جمعيات المستثمرين السياحيين أيضا».

“مفيش حد بيقابلنى وبرفض طلبه، ممكن يتم تأجيل الميعاد بسبب ارتباطات العمل، ومفيش مرة رفضت فيها مقابلة عمرو صدقى قبل تعيينه فى البرلمان.. وأنا اشعر دائماً أن المسئول فى مصر يُدعى عليه ان عنده شلة.. وأنا بالنسبة لى معنديش شلة خالص.. وقلت فى اكتر من مرة وحتى فى اتحاد الغرف السياحية أنا بتعامل مع كيانات وليس أشخاص.. فمثلاً الاتحاد فيه النهارده الهامى الزيات، لو بكرة لم يتم التجديد له أو لم يخض الانتخابات أو خلافه هتعامل مع الموجود.. ومعنديش «شلل» ولا أخرج مع أحد فى القطاع.. ولكن لى أصدقاء بحكم عملى فى القطاع من بينهم النائب عمرو صدقى، فانا اعرفه منذ أكثر 30 عاماً”، كما يقول هشام زعزوع.

تنويع مصادر السياحة

قال وزير السياحة إنه يتفق تماماً مع ما قاله عمرو صدقى بشأن أهمية تنويع المصادر السياحية لمصر إلا أنه أكد أن الوزارة تعمل فى هذا الإطار وأكبر دليل على ذلك ارتفاع حجم السياحة الوافدة من الصين من 60 ألف سائح إلى 135 ألفا فى الوقت الحالى.

وأشار زعزوع إلى أن الحركة السياحية مع الصين ارتفعت بفضل السماح للقطاع الخاص المصرى بتشغيل رحلات، مضيفاً أن وزارته فى انتظار الحصول على تصديق الجانب الصينى على زيادة الرحلات الوافدة لمصر.

وأضاف الوزير هشام زعزوع أن الأمر لا يقتصر فقط على وزارته بل يتطلب أيضا توفير الطيران اللازم لنقل الوفود السياحية، فعلى سبيل المثال سوق البرازيل من الأسواق الواعدة ولكننا فى حاجة لطيران ينقل تلك الوفود بخلاف تعديل اتفاقيات الطيران الدولية، فالأمر لا يتعلق بقرار وزارة السياحة فقط.

وذكر زعزوع أن الوزارة تواجه تحدياً من نوع آخر يختص بطبيعة حركة السياحة، إذ إن 70% من الوفود السياحية البعيدة عن مصر تفضل قضاء اجازاتهم بالأسواق القريبة منها والـ30% المتبقية تلجأ للأسواق الأقرب فالأقرب، وبالتالى فتظل المصادر الرئيسية لمصر هى دول أوروبا.

وأكد أنه يسعى أيضا لتنشيط السياحة الوافدة من أسواق مثل أوكرانيا وكازاخستان وبولندا، مضيفاً أن وزارته ستعلن خلال الأيام القليلة المقبلة عن تفاصيل خطتها المستقبلية على المستويين قصير وطويل الأجل.

أكد هشام زعزوع أنه فضل خلال الفترة الماضية الابتعاد عن الظهور الاعلامى لحين وضع خطط محددة المعالم قابلة للتطبيق تساعد ممثلى القطاع على الخروج من الأزمة.

زعزوع: صديقى عمرو «طلّع تشريعات تطمئن متخذى القرار»

وجه وزير السياحة هشام زعزوع رسالة للبرلمانى المعين عمرو صدقى، عبر جريدة المال جاء نصها على التالى: «صديقى عمرو أرجو منك وأنت تعلم مشاكل القطاع إلى جانب أنك عضو برلمانى أن تساعدنا فى إصدار التشريعات اللازمة عشان المسئول فى الدولة يكون مطمئن وهو يتخذ القرار..عليك دور حماية صناعة القرار فى الوقت الحالى».

وشدد وزير السياحة على ضرورة تغيير السياسة التشريعية لمصر متسائلاً لماذا لا نكون مثل دبى ونحن نتمتع بكفاءة بشرية بجميع القطاعات.

وتابع أن مصالح المواطنين معطلة بسبب خوف مسئولى الحكومة من اتخاذ القرار مضيفاً حتى تتحرك عجلة الإنتاج للأمام لا بد من وجود مبدعين ومسئول جريء قادر على اتخاذ قرار.

وأضاف هشام زعزوع أن المستثمرين يشتكون بطء الإجراءات وكل ذلك بسبب الخوف قائلاً “جميع موظفى الجهاز الإدارى ينتظرون الآن توقيع الوزير خوفاً من العقاب”.

وقال إن الرئيس عبد الفتاح السيسى يدرك ذلك جيداً والدليل على ذلك تأكيده أنه مستعد للتوقيع على أى مشروع بدلاً من المسئولين الحكوميين.

تقدم ملموس فى تأمين المطارات

قال وزير السياحة هشام زعزوع إن الحكومة حققت تقدماً ملموساً مع الجانب البريطانى بشأن استئناف الرحلات الجوية لشرم الشيخ التى توقفت عقب سقوط الطائرة الروسية فى سيناء أكتوبر الماضى.

وأضاف أنه التقى عددا واسعا من الوفود البريطانية سواء الأمنية او السياسية قائلاً «عندى أمل كبير فى ربنا سبحانه وتعالى أن التقارير التى أعدتها تلك الوفود أواخر هذا الشهر ستكون إيجابية خاصة فيما يتعلق بمطار شرم الشيخ».

وتابع أن مصر حققت تقدماً ملحوظاً فى الإجراءات الأمنية المتبعة داخل المطارات وعلى وجه التحديد داخل مطار شرم الشيخ بما يؤكد جدية الحكومة فى التعامل مع هذا الملف، مضيفا أنه لديه أمل كبير أن يعيد رئيس الوزراء البريطانى النظر فى قرار تعليق الرحلات فى القريب العاجل.

وفيما يتعلق بالمفاوضات مع الجانب الروسى قال هشام زعزوع إنه يوجد تعاون مثمر مع الوفود الروسية لتى تتابع الإجراءات الأمنية وفى انتظار أنباء جيدة عن تطور ملف عودة السياحة.

وأضاف أن وزارة الطيران استجابت مؤخراً لمطالب الجانب الالمانى بشأن تشديد الإجراءات الأمنية داخل مطارى «الغردقة» و«مرسى علم» بالرغم أن الأخير تابع لشركة «الخرافى» الكويتية ولكن سيتم ارسال لجنة من الخبراء لمعاينة المطار.

وتابع زعزوع أن جميع الإجراءات التى تتخذها الحكومة ستساعد متخذى القرار الأجنبى على إعادة النظر فى قرارت تعليق الرحلات للمقاصد السياحية المصرية ولكنه أعاد التأكيد بعدم علمه بموعد استئناف تلك الرحلات وإن كان هناك وضوح أكبر بالنسبة للجانب البريطانى.

وأكد وزير السياحة أن القطاع السياحى فى حاجه لجهود عملاقة لاستعادة الحركة السياحية مرة أخرى حال عودة استئناف الرحلات السياحية معترفاً بان مصر فقدت جزءا كبيرا من قوتها السياحية خلال الفترة الماضية.