أوضح هشام زعزوع، وزير السياحة، في الجزء الثاني من حواره مع “المال”، أن الوزارة بالتعاون مع وزارة الطيران سترصد حزمة من الحوافز والتسهيلات لإنقاذ «الموسم الشتوى» واستعادة الطلب على القطاع السياحى خلال 3-6 أشهر عن طريق خفض رسوم المغادرة خمسة دولارات وتقديم دعم إضافى لجميع الرحلات القادمة من أوروبا والدول العربية، إلى جانب منح تسهيلات فى منح تأشيرات الترانزيت لبعض الجنسيات الأفريقية.
وأضاف أنه يستهدف 12 مليون سائح خلال العام الحالى و13 مليونًا للعام المقبل بعد رفع الدول الأوروبية الحظر المفروض على السفر لمصر منذ فض اعتصامى رابعة والنهضة فى 14 أغسطس الماضى.. وإلي نص الحواره.. الجزء الثاني:
«المال»: أعلن عدد من الدول الأوروبية خلال الفترة الماضية تخفيف درجة تحذيرات السفر لمنطقة البحر الأحمر على وجه التحديد، فما خطة الوزارة للرفع الكامل للحظر خلال الفترة المقبلة؟
هشام زعزوع: فى البداية علينا أن نؤكد أن فض اعتصامى جماعة الإخوان فى «رابعة العدوية» و«النهضة»، كان السبب الرئيسى وراء إعلان الدول المصدرة للسياحة، خاصة دول أوروبا، وروسيا على وجه التحديد فرض تحذيرات السفر للمقاصد السياحية، لكن الجولات التى قامت بها الوزارة ساعدت على تخفيف درجة حظر السفر، حيث قامت كل من بلجيكا وهولندا برفع الحظر عن البحر الأحمر، والعقبة وجنوب سيناء، كما أعلنت ألمانيا، والتشيك عن رفع تحذيرات السفر عن منطقة البحر الأحمر، نسعى لاقناعها برفع الحظر عن الأقصر وأسوان من خلال دعوة وفود أمنية من الدول الأوروبية لمعاينة الوضع على أرض الواقع.
كان هشام زعزوع قد قام بزيارة كل من فرنسا وألمانيا الشهر الماضى، ضمن الجولات الخارجية التى يقوم بها للتخفيف من تحذيرات السفر للمناطق الآمنة.
«المال»: لماذا تأخرت الوزارة فى إجراء الجولات الخارجية لاستعادة الحركة السياحية مرة أخرى؟
هناك مناطق يوجد بها استقرار أمني خاصة فى البحر الأحمر وجنوب سيناء
هشام زعزوع: رغم قناعتى الشخصية بأن هناك مناطق يوجد بها استقرار أمني خاصة فى البحر الأحمر وجنوب سيناء، فضلاً عن كون ما حدث فى مصر خلافًا مصريًا داخليًا بين فصيل سياسى واحد وباقى عموم المجتمع، ولا توجد فيه أطراف خارجية ولكن الواقع على الأرض كان يحتم على الوزارة الانتظار لحين هدوء الأوضاع نسبياً وهو ما تحقق مطلع سبتمبر الحالى، بما يمكننى من عقد جولات داخل المقاصد السياحية بدأت بزيارة منطقة الجونة بالغردقة مرتين الأولى لاستقبال وفد اعلامى روسى ثم المرة الثانية لاستقبال وفد إعلامى سياسى من المانيا وبلجيكا لمتابعة الحالة الأمنية فى المدينة على الأرض إلى جانب استقبال وفد إيطالي بمنطقة شرم الشيخ تمهيداً لإجراء زيارات خارجية.
«المال»: وزارة الخارجية بدأت منذ اللحظة الأولى إجراء حملات دولية لتوضيح حقيقة ما حدث فى 30 يونيو، خاصة أن عددًا غير قليل من الدول كانت تنظر له باعتباره انقلاباً عسكرياً وليس ثورة.. لماذا لم تستغل الوزارة تلك الزيارات فى الترويج السياحى؟
هشام زعزوع: منذ اللحظة الأولى قمت بالتنسيق مع وزارة الخارجية للضغط على الدول الأوروبية لرفع التحذيرات مع استثناء المناطق التى يوجد بها قلق مثل القاهرة نتيجة استمرار المظاهرات، ولا يوجد ما يستدعى وضع كود أحمر على بقية المناطق. واستفدت من اللقاء الذى جمعنى بوزير الخارجية الروسى بحضور وزير الخارجية نبيل فهمى وتم ارسال وفد أمنى لمنطقتى شرم الشيخ والغردقة لمعاينة المناطق على أرض الواقع، بالاضافة إلى الطلبات المباشرة التى تطلبها الوزارة من سفراء مصر فى الخارج.
«المال»: أعلنتم أكثر من مرة عن إجراء لقاءات مع سفراء الدول الأوروبية بالقاهرة ما نتائج تلك الزيارات على أرض الواقع؟
عقدت اجتماعات مع سفراء الدول الأوروبية
هشام زعزوع: عقدت اجتماعات مع سفراء الدول الأوروبية بالقاهرة منها لقاء مع السفير الفرنسى وطلبت منه جلب خبير أمنى للمناطق السياحية للتأكد من استقرار الأوضاع على أرض الواقع، تمهيداً لتخفيف درجة تحذيرات السفر، وبالفعل تم رفع التقرير للخارجية الفرنسية وننتظر مؤشرات إيجابية خلال الفترة المقبلة، خاصة أننى تابعت الجولات التى قام بها الخبير والتى زار فيها القاهرة والأقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ، وكذلك المطارات كما عقد لقاءات مع مسئولى المحافظات ومديرى الأمن بها واتصور أن يكون الانطباع جيدا.
«المال»: إنجلترا كانت من أولى الدول التى استمرت فى تنظيم رحلات لمنطقة البحر الأحمر.. ما تحركات الوزارة مع هذه السوق فى الفترة الحالية للعمل فى بقية المناطق السياحية؟
هشام زعزوع: آمل أن تقوم انجلترا خلال الأيام القليلة المقبلة برفع التحذيرات عن الصعيد ولاحقاً عن القاهرة، خاصة بعد رفعها عن البحر الأحمر وطلبت ذلك من سفير إنجلترا بالقاهرة من خلال مخاطبة الجهات الرسمية لبلاده، خاصة أن عدد منظمى الرحلات أعلنوا عن رغبتهم فى ذلك لا سيما أن كلتا المنطقتين تمتعت بهدوء نسبى، وعرضت على السفير الانجليزى ارسال وفد للتأكد من توافر الأمن فى الأقصر واكتشفت أنه ارسل وفدًا بالفعل وفى طريقه لرفع التقرير للسلطات الرسمية لرفع التحذير، ولدى شعور جيد بشأن هذا الإجراء خلال الأيام المقبلة.
«المال»: الوزارة أعلنت من قبل عن نيتها إمكانية تقديم دعم لخطوط الطيران مع اليابان هل يعنى ذلك وجود أى استجابة من السوق اليابانية فيما يتعلق برفع تحذيرات السفر؟
الوضع الحالى يشير إلى عدم امكانية إجراء أى حملات ترويجية للسوق اليابانية
هشام زعزوع: الوضع الحالى يشير إلى عدم امكانية إجراء أى حملات ترويجية للسوق اليابانية دون إعلان الحكومة اليابانية عن تخفيف حظر السفر لمصر، فلا يمكن أن نبدأ إجراءات الترويج ما لم يكن لدينا نور فى نهاية النفق مثل ما يحدث مع الدول الأوروبية التى تترقب استقرار الأوضاع الأمنية، لرفع تحذيرات السفر عن المقصد المحلى، واعتقد أن التقديرات اليابانية مبالغ فيها بدرجة كبيرة وكنت اتمنى من الحكومة اليابانية ألا تعمم الحظر على جميع المناطق خاصة المناطق الآمنة خاصة مع تخفيف مواعيد حظر التجوال.
«المال»: هل ترى أن مواقف دول أوروبا من حظر السفر لمصر لها أبعاد سياسية أم انه أمنى فقط؟
هشام زعزوع: علينا أن نتفهم مدى حرص الدول الأوروبية على سلامة رعاياها، خاصة أن قيمة الإنسان غالية لدى الدول الأوروبية، ونحن نتفهم ذلك ونسعى لإجراء حوار مع تلك الدول بحيث تتم استعادة الحركة السياحية.
«المال»: إذا كانت الوزارة تسعى لإجراء حوار مع جميع سفراء العالم لماذا رفضت إجراء لقاء مع السفيرة الأمريكية السابقة آن باترسون لاستعادة السوق الأمريكية؟
هشام زعزوع: انا قلت لو طلبت السفيرة الأمريكية إجراء لقاء كما يتم مع باقى الوزراء لن أوافق، وأنا أعرف مقدماً أن الموقف السياسى الأمريكى يميل لجماعة الإخوان المسلمين ولم يكن هناك أى شىء يدعونى لعقد لقاء معها، فضلاً عن أن السوق الأمريكية تستحوذ على 2.5% فقط من إجمالى أعداد الوفود.
«المال»: ما خطة الوزارة لزيادة الطلب على المقصد السياحى المحلى خلال الموسم الشتوى الذى يبدأ غداً الثلاثاء بافتراض استقرار الأوضاع؟
سيتم الإعلان عن حملات دعائية قوية قريبا
هشام زعزوع: عقدت مجموعة من الاجتماعات مع مسئولى الوزارة بهدف الإعداد لمرحلة ما بعد تخفيف حظر السفر أو رفعه عن المناطق السياحية بالكامل ونعمل كما لو أن الموسم الشتوى مستقر بنسبة 100% ومن المقرر أن يتم الإعلان عن حملات دعائية قوية لم تحدث خلال عامى 2011 و2012، فمصر تمتلك قدرات تنافسية مقارنة بغالبية الأسواق المجاورة، خاصة تركيا وتونس وجنوب اسبانيا وجنوب اوروبا واليونان لا تعمل إلا فى الصيف، وجزر الكناريا هى المنطقة الوحيدة التى تجتذب السياحة الشتوية.
«المال»: ما المناطق السياحية الأولى بالرعاية والتى ستركز عليها الوزارة خلال المرحلة الراهنة؟
هشام زعزوع: الإجراء المنطقى الذى يتوجب على الوزارة اتخاذه هو التحرك على المستوى السياسى لرفع التحذيرات، أو تخفيفها، خاصة فى منطقتى البحر الأحمر وجنوب سيناء اللتين تستحوذان على حوالى 70% من إجمالى المنشآت الفندقية القائمة، وبالتالى لو نجحنا فى ذلك يعنى استعادة ثلثى السياحة الوافدة، وبمجرد رفع الحظر عن تلك المناطق سيتم الضغط لرفع الحظر عن الأقصر وأسوان لاعتبارات مجتمعية وانسانية للعاملين بالقطاع السياحى الذين يعانون من تراجع الايرادات منذ أكثر من عامين ونصف العام.
«المال»: أين الأسواق الرئيسية التى تركز عليها الوزارة فى الوقت الحالى وما إجراءات التنشيط؟
هشام زعزوع: سنركز خلال الفترة القليلة المقبلة على 4 مقاصد رئيسية هى أوروبا الشرقية وأوروبا الغربية، والدول العربية، والدول الأفريقية.
«المال»: ما الخطط التى وضعتها لكل سوق على حدة؟
هشام زعزوع: بالنسبة لأوروبا الشرقية والغربية نعمل على رفع الحظر من خلال اللقاءات التى تم ذكرها من قبل، خاصة أن أوروبا تستحوذ على حوالى 70% من إجمالى السياحة الوافدة، ونسعى إلى إيجاد أجندة سياحية طوال العام تبدأ اعتبارًا من الشهر المقبل مع تركيزها على مناطق البحر الأحمر.
«المال»: وهل الظروف الحالية تسمح بعودة السياحة العربية خاصة أن العرب يفضلون القاهرة؟
استجابة وزارة الداخلية لتخفيف الحظر ستساهم فى إنعاش السياحة العربية للقاهرة
هشام زعزوع: استجابة وزارة الداخلية لتخفيف الحظر ليبدأ من 12 بعد منتصف الليل حتى الخامسة صباحاً ستساهم فى إنعاش السياحة العربية للقاهرة من ناحية إلى جانب سعى الوزارة إلى تنشيط تلك النوعية من السياحة لمناطق البحر الأحمر من خلال الاتفاق على تشغيل 7 خطوط طيران من «جدة – شرم الشيخ»، و«الرياض – شرم الشيخ» و«الرياض – الغردقة» وكذلك «أبوظبى – شرم الشيخ» و«أبوظبى –الغردقة» و«الكويت – شرم الشيخ»، و«الكويت – الغردقة»، من المتوقع أن يبدأ تشغيل تلك الرحلات قبل عيد الأضحى.
«المال»: ما أبرز البرامج المناسبة للسوق العربية ومتى تتوقع انتعاشها؟
هشام زعزوع: نسعى إلى وضع برامج نهاية الأسبوع للدول العربية تبدأ من يوم الاربعاء وتنتهى بالسبت على مدار العام، بخلاف الأعياد واجازة الصيف خاصة، واتوقع أن تنتعش السياحة العربية لمصر مطلع العام المقبل.
«المال»: وماذا عن رؤية الوزارة لجذب السياحة الافريقية فى المدى القصير؟
هشام زعزوع: الوزارة بدأت اتخاذ إجراءات إيجابية لتنشيط السياحة الافريقية وتم عقد اجتماع بحضور الدكتورة عادلة رجب المستشار الاقتصادى للوزارة مع وزير الطيران ومسئولى المخابرات العامة والأمن الوطنى بهدف منح بعض التسهيلات لعدد من الجنسيات الافريقية التى تأتى لمصر عبر رحلات الترانزيت.
«المال»: ماذا تعنى بمنح تسهيلات للسياحة الإفريقية وما طبيعتها؟
الوزارة طلبت منح تأشيرات لبعض الجنسيات الافريفية داخل المطار
هشام زعزوع: الوزارة طلبت منح تأشيرات لبعض الجنسيات الافريفية داخل المطار بدلاً من اشتراط الحصول عليها مسبقاً، خاصة أن الرحلة تباع داخل المطار، بحيث يتم تنظيم برامج لزيارة المناطق السياحية والأثرية والترفيهية بالقاهرة مثل زيارة خان الخليلى والأهرامات بدلاً من الجلوس فى المطار انتظاراً لمدة تصل إلى 10 ساعات انتظاراً لموعد الرحلة.
«المال»: ما أبرز الجنسيات التى سيتم منحها تلك التسهيلات ومتى سيبدأ تفعيل البرنامج؟
هشام زعزوع: نستهدف من البرنامج الجديد دول جنوب شرق افريقيا، بخلاف دولة جنوب افريقيا، مثل زامبيا، زيمبابوى وموزمبيق وناميبيا إلى جانب نيجريا التى يتميز مواطنوها بارتفاع حجم انفاقهم وسيكون من أولى الدول التى سيتم منحها تسهيلات فى التأشيرات.
«المال»: كم الأعداد المتوقع جذبها عبر برنامج «الترانزيت»؟
هشام زعزوع: أتوقع أن يجذب هذا البرنامج أعدادًا تتراوح بين 200 و300 ألف سائح سنوياً، حيث أشارت دراسات الجدوى التى أعدتها الوزارة إلى أن ما يقرب من 600 ألف راكب يمرون بمصر من خلال الرحلات الترانزيت، وبالتالى نسعى لاجتذاب تلك الأعداد من خلال برامج اليوم الواحد.
«المال»: الوزارة طالبت أكثر من مرة بتسهيلات فى منح التأشيرات خاصة لدول شمال أفريقيا ما الموقف الحالى؟
هشام زعزوع: الجهات الحكومية وعدت بمنح تسهيلات فى التأشيرات للوفود السياحية الوافدة من دول شمال افريقيا، خاصة من تونس والجزائر مع إمكانية تأجيل الزيادات لرسوم تلك التأشيرات خلال الفترة القليلة المقبلة.