رينو تكشف عن خطة استراتيجية لتقليص الإنتاج 20% وخفض التكاليف بأكثر من مليارى يورو وتسريح 14.6 ألف عامل

مع طرح موديلات مبتكرة من ألبين وداشيا وكهربائية

رينو تكشف عن خطة استراتيجية لتقليص الإنتاج 20% وخفض التكاليف بأكثر من مليارى يورو وتسريح 14.6 ألف عامل
خالد بدر الدين

خالد بدر الدين

6:00 ص, الأربعاء, 28 أكتوبر 20

تعهد لوكا دى ميو الرئيس التنفيذى لمجموعة رينو الفرنسية للسيارات بالكشف فى يناير المقبل عن خطة استراتيجية تستهدف تقليص الإنتاج بحوالى %20 وخفض التكاليف بأكثر من مليارى يورو والوظائف بحوالى 14.6 ألف وظيفة والتوسع خلال العام الجديد فى طرح موديلات مبتكرة من البين وداشيا إضافة ألى سيارات كهربائية جديدة.

وأعلن جان دومينيك سينار رئيس مجلس إدارة المجموعة أنه سحب فى نهاية الأسبوع الماضى 3 مليارات يورو من القرض البالغ قيمته 5 مليارات يورو (5.85 مليار دولار) الذى حصلت عليه الشركة وضمنته حكومة باريس خلال الربع الأول من العام الجارى لتوفير السيولة اللازمة للتصدى لتداعيات وباء فيروس كورونا.

وأكد أن رينو أنها لديها سيولة ضخمة، لكنه يريد من سحب %60 من هذا القرض الاستفادة من كل الموارد المتاحة له لمواجهة خسائر بلغت أكثر من 7 مليارات يورو خلال النصف الماضى وهبوط إجمالى مبيعات السيارات فى أسواق أوروبا طوال الشهور التسعة من هذا العام بسبب وباء كوفيد 19 الذى انتشر فى 200 دولة.

وذكرت وكالة رويترز أن سينار أوضح أنه لن يستخدم يورو واحد من القرض الذى أخذته من بنوك تجارية والذى ضمنت الحكومة الفرنسية %90 منه مالم يتدهور الوضع بسبب وباء كورونا الذى تصدرت الإصابة به قارة أوروبا خلال النصف الأول من العام الجارى غير أن الولايات المتحدة والبرازيل والهند تحتل المراكز الثلاث الأولى حاليا وكذلك فرنسا فى المركز الثامن.

ورغم أن شركة رينو كشفت فى نهاية الأسبوع الماضى عن تصميم جديد لموديلات سيارات كهربائية، إلا أنها انضمت لشركات فرنسية كبرى مثل ايرفرانس كيه إل إم للحصوص على قروض من بنوك تجارية ولكن بضمان من الحكومة ضمن برنامج مواجهة الأزمات الذى طرحته أطلقته الحكومة الفرنسية لمساعدة الشركات على مواجهة وباء كورونا الذى أصاب أكثر من مليون فرنسى حتى الآن.

وقالت كلوتيد ديلبوس رئيسة الشئون المالية لمجموعة رينو إن القرض يستحق السداد فى نهاية العام الجارى ولذلك سيكون عديم الجدوى إذا لم يستخدم خلال الربع الحالى برغم الموقف القوى من السيولة الذى تحظى به الشركة التى لدديها احتياطى يتجاوز 15 مليار يورو ولكن سحب أكثر من نصف القرض مجرد إدارة حكيمة للموارد المالية المتاحة لها.

وتراجعت إيرادات مجموعة رينو أكثر من %8 خلال الربع الثالث المنتهى سبتمبر الماضى لتنزل إلى 10.37 مليار يورو (12.2 مليار دولار) بالمقارنة بنفس الربع من العام الماضى ولكنها أفضل من الهبوط الذى بلغ %35 فى النصف الأول من هذا العام مع تفاقم انتشار العدوى بالوباء خلال شهور تلك الفترة، حيث إنها تفوقت على توقعات المحللين فى وكالة بلومبرج الأمريكية والتى بلغت فى المتوسط 9.96 مليار يورو.

وانخفضت مبيعات شركة رينو من سيارات الركوب والشاحنات بحوالى %6 خلال الربع الثالث من هذا العام بينما قفزت مبيعات سيارتها الكهربائية «زوى» بأكثر من %150 خلال نفس الربع ولذلك يعتزم لوكا دى ميو تجميد استراتيجية التوسع العالمى التى تنفذها رينو منذ زمن طويل والتركيز على الموديلات مرتفعة السعر التى تساعد على زيادة الأرباح.

وهبط إجمالى مبيعات مجموعة رينو بحوالى %2.9 خلال الربع الثالث من العام الجارى ولكنها أفضل من الانخفاض البالغ %5 لمبيعات شركات السيارات الأوروبية خلال نفس الفترة علاوة على ارتفاع مبيعات رينو بأكثر من %8 الشهر الماضى بفضل سياراتها الكهربائية الصغيرة «زوى».

وأوضح دينيس لو فو رئيس قسم المبيعات أن رينو باعت أكثر من 27 ألف وحدة من زوى الكهربائية صغيرة الحجم خلال الثلاث أشهر الماضية لتحسن من إجمالى مبيعاتها كما أن لديها القدرة على إنتاج 10 آلاف وحدة من زوى كل شهر اعتبارا من نوفمبر وخلال العام القادم.

ويرى لوكا دى ميو أن ارتفاع إيرادات رينو بأكثر من التوقعات يرجع إلى تزايد مبيعات موديلاتها من السيارات الكهربائية التى تحقق قواعد المفوضية الأوروبية التى تنص على خفض الانبعاثات الكربونية إلى أدنى حد ممكن حتى تصل إلى زيرو عندما تتحول جميع السيارات التى تعمل بالوقود التقليدى إلى البطاريات الكهربائية وخلايا الهيدروجين.

ويتفق التحسن النسبى لمبيعات سيارات رينو مع النتائج التى فاقت التوقعات لمبيعات شركات أوروبية أخرى مثل مرسيدس وBMW الألمانيتين وفولفو السويدية خلال الربع الماضى وارتفاع إجمالى مبيعات السيارات فى أوروبا خلال شهر سبتمبر الماضى والتى صعدت بأكثر من %1 لتزيد عن 1.3 مليون وحدة لأول مر منذ بداية العام الحالى.

وقال المتحدث الرسمى لشركة رينو أن طلبات شراء السيارات ارتفعت فى نهاية سبتمبر الماضى %60، بينماالمخزون هبط بحوالى %20 عما كان عليه فى نهاية عام 2019 بسبب وباء كورونا الذى تسبب فى وقف المصانع وتجميد الإتناج أسابيع طويلة هذا العام للحد من تفشى العدوى بمرض كوفيد 19.

ولم تعلن مجموعة رينو عن أرباحها للثلاثة أرباع الماضية ولكنها تكبدت خسائر فادحة خلال النصف الأول من العام الحالى ومعظمها بسبب وباء كورونا وتكاليف تسريح العمالة وإعادة الهيكلة مع شيريكتيها نيسان وميتسوبيشى موتورز اليابانيتين بعد فضيحة اعتقال كارلوس غصن رئيس الشركات الثلاث فى نوفمبر 2018 والخسائر التى تكبدتها رينو بسبب ذلك مع هبوط المبيعات.

ومن جهة أخرى أعلنت كلوتيلد ديلبوس أن رينو تعتزم وقف إنتاج سيارات فيات تالينتو الفان فى مصنعها بمدينة ساندوفيل فى فرنسا لصالح فيات كرايلسر الإيطالية الأمريكية والمتعاقدة معها منذ عام 2014 ولكنها بدأت الإنتاج الفعلى منذ عام 2016 لأن هذا الإنتاج يكلفها أكثر مما يحقق لها أرباح، وبعد أن أعلنت الأخيرة عن توقيع اتفاقية اندماج مع شركة بيجو ستروين الفرنسية المنافسة لها والتى سيتم اكتمالها فى الربع الأول من العام القادم.