تستهدف جامعة مصر للمعلوماتية فتح باب التقدم للدراسات العليا فى التخصصات التكنولوجية خلال المستقبل القريب، كما وقعت أيضا اتفاقية مع شركة «مايكروسوفت» لتصميم فصول ذكية بداخلها مع بداية العام الدراسى الحالى -2022 2023.
وقالت الدكتورة ريم بهجت، رئيس الجامعة – فى حورها مع «المال» – إن تنسيق العام الجديد أظهر تفضيل الطلاب لكلية علوم الحاسب على حساب كليات الهندسة والطب، موضحة أن جامعتها مستمرة فى تقديم منح لأوائل الثانوية العامة، ضمن مبادرة رئيس الجمهورية، بدعم من شركات قطاع التكنولوجى وعدد من البنوك، وكذلك عدد من المنح المتدرجة للمتفوقين سواء فى الثانوية العامة أو الشهادات المعادلة.
وأشارت إلى التخصصات التكنولوجية التى تحمل فرصا مستقبلية لطلاب الشريحة الأدبية ومنها الفنون الرقمية وتكنولوجيا الأعمال، ناصحة طلاب المرحلة الثانوية بالاهتمام بمقررات الرياضيات.
«المصرية للاتصالات» ترفع عدد المنح الكاملة لـ 25 بإضافة 9 العام الجارى
وأضافت أن الجامعة طرحت خلال العام الماضى 20 منحة دراسية كاملة لأوائل الثانوية، ولاقت إقبالا كبيرا من الشركات العاملة فى القطاع والبنوك ليزداد عدد المنح إلى 29 منهم 16 من الشركة المصرية للاتصالات و4 من البنك التجارى الدولي و3 من شركة مصر للنظم الهندسية و3 من شركة «إى أم أس» ومنحتين من «HPE» وشركات أخري.
وتابعت: تلقينا كذلك 29 منحة إضافية فى العام الجديد ليقترب عدد المنح التى تقدمها الجامعة من 60 لافتة إلى أن الشركة المصرية للاتصالات قدمت 9 منح جديدة العام الحالى ليصل عدد منحها إلى 25 كما قدم البنك الأهلى 5 منح دراسية كاملة لأوائل الثانوية العامة، و4 من بنك مصر، بالإضافة إلى دعم من شركة «مايكروسوفت» لتمويل عدد من المنح الكاملة والمتغيرة وسفر بعض الطلاب فى عامهم الأخير.
وقالت إن الجامعة تتواصل مع أوائل الثانوية لشرح برامج المنح وعادة ما يتم ذلك مع 200 إلى 300 طالب فى أقسام علمى رياضة وعلمى علوم وأدبى، مبينة أن المنح الدراسية الكاملة تغطى مدة الدراسة بالكامل، وتشمل المصروفات الدراسية والانتقالات والسكن للطلاب المغتربين، بخلاف المنح الجزئية والخصومات التى تقدمها الجامعة.
إنهاء الأعمال الإنشائية بحلول 2024 بطاقة استيعابية 10 آلاف طالب
وألمحت إلى أن الجامعة تخطط للانتهاء من الأعمال الإنشائية لمبانيها بحلول عام 2024 لترفع بذلك طاقتها الاستيعابية إلى 10 آلاف طالب مقابل من 1000 إلى 1500 طالب فى المبنى الحالى لها، مقدرة إجمالى مساحة أراضى الحرم الجامعى بـ 32 فدانا.
ولفتت إلى أن الجامعة تعد جزءا من مدينة المعرفة المخصصة لوزارة الاتصالات والتى تشتمل على مراكز تدريب تخصصية وأخرى بحثية تطبيقية متطورة ومجموعة من الشركات الناشئة ومخطط أن تشمل أيضا واحة تكنولوجيا لشركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المحلية والدولية، معتبرة أن الوزارة تولى الجامعة اهتماما كبيرا بهدف توفير خريجين على مستوى عال من الكفاءة لتلبية احتياجات سوق العمل فى قطاع التكنولوجيا.
وكشفت «بهجت» عن اعتزام مصر للمعلوماتية إضافة تخصص جديد بكليات هندسة «Mechatronics and Robotics» بحلول العام الدراسى المقبل إلى جانب، إضافة تخصص الهندسة الصناعية العام الذى يتبعه والتى تخدم توجه الدولة للتحول الرقمى ويواكب الثورة الصناعية الرابعة حول العالم.
وأضافت أن الجامعة مستمرة بشراكتها مع جامعة “Purdue” الأمريكية فى منح شهادات مزدوجة لتخصصات هندسة الحاسب وهندسة الإلكترونيات والاتصالات، إلى جانب استمرار الشراكة مع جامعة “مينيسوتا الأمريكية لمنح شهادات مزدوجة لطلاب كلية علوم الحاسب والمعلوماتية بجميع مساراتها والتى تشمل الذكاء الاصطناعى وهندسة وعلوم البيانات والأمن السيبرانى وتطوير الألعاب الإلكترونية وهندسة البرمجيات.
مفاوضات مع كيان عالمى لمنح شهادات مزدوجة لخريجى «تكنولوجيا الأعمال»
وكشفت عن إجراء مفاوضات مع إحدى الجامعات العالمية لتوقيع شراكة لمنح شهادات مزدوجة لطلاب كلية تكنولوجيا الأعمال، مشيرة إلى أن الجامعات السابق ذكرها تمنح الفرصة للطلاب للدراسة بها فى عام التخرج بشرط دراسة السنة الأخيرة فى الجامعة الأم، علاوة على حصول الطالب على معدل تراكمى مرتفع مع إجادة اللغة الإنجليزية إذ سيحصل الطالب على الشهادتين ( المصرية والأمريكية ) عقب الانتهاء من الدراسة.
ولفتت إلى أنه حال عدم تمكن الطالب من دراسة السنة الأخيرة فى الجامعة الأم سيحصل على شهادة جامعة مصر للمعلوماتية المعتمدة من مصر، علما بأن شهادة الدرجات تتضمن المقررات المدمجة التى درسها الطالب مع الجامعة الأجنبية وهو فى مصر، متابعة إن ذكر تلك البرامج يزيد من قوة السيرة الذاتية الخاصة بالطالب.
وأشارت رئيس جامعة مصر للمعلوماتية إلى الاتفاق مع شركة «تيرا داتا» للحلول لتدريب الطلاب فى مجالات الذكاء الاصطناعى وعلوم البيانات بداية من العام الدراسى الجارى، موضحة أن الفترة الماضية شهدت تنفيذ تدريب آخر بالشراكة مع «أمازون ويب سرفيس» ضمن فعاليات الهاكاثون الذى نظمته الجامعة مع الشركة لتطوير حلول مبتكرة لمواجهة التغيرات المناخية بمشاركة أكثر من 1500 طالب من 80 جامعة على مستوى مصر والدول العربية والأفريقية.
وتابعت إنه تم تنظيم تدريبات من خلال شركة «أمازون» للطلاب المشاركين بعد تقسيمهم لعدة مجموعات، كما تلقى المشاركون تدريبا على يد رجال الأعمال والشركات حول تكوين الفكرة الابتكارية ثم تسويقها.
ولفتت إلى أن المرحلة الثانية من التأهيل تضمنت تكوين 170 فرقة من 15 دولة ثم تصفيتهم إلى 12 فريقا، وستقدم الفرق فى تلك المرحلة مشروعاتهم الابتكارية خلال الأسبوع الحالى، وسيتم عرضها على لجان التقييم، ومن ثم اختيار المجموعات الفائزة فى 4 مجالات حول استخدام التكنولوجيا فى مواجهة تغيرات المناخ، على أن يتم عرض المشروعات الفائزة فى قمة المناخ خلال نوفمبر المقبل.
وقالت «بهجت» إن جامعتها بصدد الاتفاق مع شركة “IBM” لإضافة برامج تدريبية للطلاب، منوهة إلى أن الاتفاق مع العديد من شركات التكنولوجيا سيتيح لجميع طلاب مصر للمعلوماتية الحصول على تدريبات عملية خلال الدراسة.
تنسيق 2023 يحول كليات الحاسبات للقمة..ومستمرون فى دعم أوائل الثانوية
فى سياق متصل، تطرقت إلى التحولات الجوهرية التى شهدها تنسيق الجامعات العام الجارى (2022-2023 ) الأمر الذى أكد تطور وعى المجتمع، حيث نما الإقبال بشكل ملحوظ على كليات الحاسبات والمعلومات لتستقطب شريحة كبيرة من الطلاب فى شعبتى علمى رياضيات وعلمى علوم، لدرجة اكتمال أعداد كليات حكومية فى المرحلة الأولى من التنسيق.
واعتبرت أن الإعلام لعب دورا كبيرا خلال الفترة الماضية فى تسليط الضوء على أهمية التخصصات الجديدة والمرتبطة بالذكاء الاصطناعى، وعلوم البيانات وتحليل البيانات، بالإضافة إلى برمجة الألعاب الإلكترونية، والتصميم الإلكترونى، مما أسهم فى تحفيز الأهالى والطلاب فى الدخول لعلوم الحاسب.
وتابعت قائلة : «لم يعد الهدف من دخول كلية بعينها هو الحصول على لقب طبيب أو مهندس، مؤكدة أن ذلك لا يقلل من أهمية كليات الهندسة أو الكليات الطبية وإنما يدعم المواءمة بين أعداد الخريجين ومتطلبات سوق العمل».
وتطرقت فى حديثها إلى أحد التخصصات المطلوبة لسوق العمل حاليا وهى تكنولوجيا الأعمال والتى تعد مزيجا بين إدارة الأعمال وعلوم الحاسب ويقبل هذا التخصص طلاب الشريحة الأدبية، والعلمية مع تعليمهم جزء من علوم البرمجيات والذكاء الاصطناعى، لافتة إلى أن هذا المزيج يعزز تلبية متطلبات سوق العمل فى تخصصات مهمة، لم يدركها الطلاب وأولياء الأمور بعد.
وأكدت أن دعم مفهوم ريادة الأعمال والابتكار والتدريب العملى يأتى فى صدارة أولويات البرامج الدراسية داخل الجامعة لذلك تتضمن كل التخصصات مقررات عن ريادة الأعمال، وأنشطة خارج المنهج التعليمى لتقوية دائرة معارف الطلاب.
كما تطرقت إلى كلية الفنون الرقمية التى تستهدف طلاب الشريحة الأدبية والعلمية، وتضم برامج التصميم للألعاب الإلكترونية، وتجربة المستخدم، وغيرها من المجالات، مشيرة إلى احتياج سوق العمل لتلك التخصصات والتى تتضمن شقين علمى وفنى ومن ثم يستطيع طلاب القسم الأدبى الالتحاق بها، بخلاف تطوير البرمجيات التى تستهدف الشريحة العلمية فقط فى كليات علوم الحاسب.
وأشارت إلى أن أهمية كلية الفنون الرقمية فى مجال تصميم الألعاب الإلكترونية خاصة أن الألعاب الإلكترونية تشكل جزءا هاما من الاقتصاد العالمى، مؤكدة أن التحدى الأكبر فى المجالات الأدبية يكمن فى إعداد الخريجين الكبيرة بما قد لا يتناسب مع سوق العمل.
ولفتت إلى ضرورة تشجيع طلاب التعليم الثانوى على التخصص فى قسم علمى رياضة خاصة وأن معظم الدول تبذل مجهودات كبيرة لتلبية احتياجات سوق العمل.
وحول توافر أعضاء هيئة التدريس فى التخصصات المعلوماتية والتكنولوجية التى تتطلبها الجامعة، أكدت أن الجامعة لا تواجه حاليا مشكلة فى أعضاء هيئة التدريس، فيما قد يتطلب الأمر استقطاب المزيد منهم خلال السنوات المقبلة مع زيادة أعداد الطلاب والبرامج الدراسية.
ونوهت إلى أنه يمكن تدارك ذلك بتشجيع العلماء المصريين بالخارج سواء للعودة إلى الوطن أو العمل الجزئى لعام أو فصل دراسى ومن ثم نقل خبراتهم للطلاب.
وأكدت أن مصر للمعلوماتية من المخطط لها أن تصبح جامعة ذات ريادة فى التخصصات التكنولوجية بمصر وأفريقيا والعالم العربي- على حد وصفها، منوهة بأن الجامعة نظمت نهاية العام الدراسى الماضى لقاء تعريفيا جمع السفراء العرب والأفارقة لتعريفهم بالجامعة، وبمدينة المعرفة والمعامل والبيئة المحيطة بهدف تعزيز قدرتها على استقطاب طلاب وافدين.
واختتمت قائلة: يشهد قطاع التعليم العالى فى مصر تطورات سريعة تتمثل فى إضافة تخصصات جديدة لمواكبة متطلبات سوق العمل وزيادة أعداد الجامعات فى مختلف الأماكن حتى منخفضة الكثافة السكانية، فى إطار رؤية شاملة لتنمية الدولة وتوفير المناخ الملائم لهيكلة التوزيع الديموغرافى وإلغاء التمركز فى رقعة عمرانية صغيرة.
يشار إلى أن جامعة مصر للمعلوماتية تأسست فى أغسطس 2021 بموجب قرار جمهورى وتقدم 16 برامجًا دراسيًّا فى كليات الهندسة، وعلوم الحاسب والمعلومات، وتكنولوجيا الأعمال، والفنون الرقمية والتصميم.
وتغطى البرامج كلا من مجالات الذكاء الاصطناعى وهندسة البيانات، والثورة الصناعية الرابعة وصناعة الإلكترونيات وعلوم الاتصالات، بالإضافة إلى التكنولوجيا المالية والتسويق الإلكترونى وتحليل الأعمال، وفنون الرسوم المتحركة وتصميم الألعاب الإلكترونية.