ريادة: «كورونا» أحدثت تأثيرات طفيفة على نشاط الشركة.. وخطة للتعافى بنهاية 2020

خلال حوار صحفى أجرتهُ « » مع قيادات الشركة

ريادة: «كورونا» أحدثت تأثيرات طفيفة على نشاط الشركة.. وخطة للتعافى بنهاية 2020
أسماء السيد

أسماء السيد

6:31 ص, الأربعاء, 24 يونيو 20

أحدثت جائحة «كورونا» تأثيرات طفيفية على أداء شركة «بورسعيد للتصنيع الغذائى ومنتجات الألبان – ريادة»، خلال الفترة الماضية، وهو ما وصفهُ مسؤلو الشركة بالتأثير المتوازن.

أجرت «المال» حوارًا صحفيًا مع قيادات «ريادة» متمثلة فى إبراهيم سودان رئيس مجلس الإدارة و رامى سودان المدير التنفيذى بالشركة، لمعرفة تأثيرات الظروف الراهنة على أداء الشركة، وخططها التوسعية بـ2020.

إنخفاص الحصة التصديرية بنحو %4 لتسجل %21 من إجمالى منتجات الشركة 

وأكد مسؤلو «ريادة»، أن الجائحة الراهنة أحدثت تاثيرات متوازنة على أداء الشركة خلال الفترات الماضية، تمثلت فى تراجعات طفيفة لمبيعات بعض المنتجات تم تعويضها بإستقرار الحركة البيعية لباقى المنتجات، وأيضًا إنخفاض الحصة التصديرية بنحو 4% فقط، فيما إستفادت من تدبير محزون إستراتيجى من مستلزمات الإنتاج بسعر منخفض.

بداية قال إبراهيم سودان رئيس مجلس الإدارة بشركة «ريادة»، إن شركتهُ بدأت عملها بالسوق المحلية منذ عام 2005، وتمتلك فى الوقت الحالى 6 مصانع بمحافظة بورسعيد تحت مظلة مصنع واحد مُقام على مساحة 40 ألف متر مربع، وتُقدر الطاقة الإنتاجية للشركة بحوالى 43 ألف طن سنويًا، وتمتلك العديد من العلامات التجارية من بينها «تشيزا» و « ضيافة « و «جولدن ديري».

وأضاف أن الحصة السوقية لشركتهُ، تختلف لكل منتج على حدة، فعلى سبيل المثال تقتنص أجبان «الفلمنك» و«الجودا» %40 من السوق المحلية، و %25 للجبن المطبوخ، فيما يُخصص حوالى %100 من جبن «العكاوي» للسوق الخارجية.

وإستخوذ الحديث حول تأثيرات الظروف الراهنة على أداء الشركة على الجزء الأكبر من الحوار، فقال سودان، أن جائحة «كورونا» الحالية، أحدثت تأثيرات مختلفة ومتفاوتة على أداء شركتهُ.

ووصف تلك التأثيرات بالمتوازنة، مرجحًا قدرة شركتهُ على إستيعابها خلال الفترة المتبقية من العام الجاري، وتعويض التراجعات التى شهدتها خلال الشهور الأولى منذ بدء الأزمة.

تراجع مبيعات الزبدة والموتزريلا بنحو %10.. وإستقرار باقى المنتجات 

ولفت إلى أن «كورونا» أدت لتراجع مبيعات بعض المنتجات وزيادة الطلب على آخرى وإستقرار البعض الأخر، مشيرًا أن مبيعات الجبن الموتزريلا والزبدة 10 و 8 جرام تراجعت بحوالى %10 خلال الشهور الماضية.

وبرر ذلك، بانه يتم توزيع تلك المنتجات لصالح شركات الطيران والمنتجعات والقرى السياحية والفنادق، التى شهدت شللاً تام منذ بداية أزمة «كورونا».

وتوقع أن يتم تعويض نسبة التراجع خلال الفترة المقبلة، وخاصة فى ظل العودة التدريجية لقطاعى السياحة والطيران، وكان مجلس الوزراء، اعتمد مؤخراً، عدة ضوابط واشتراطات بالنسبة للسياحة الداخلية فى خطوة تعطى بعض الأمل للشركات لسد جزء من التكاليف المستمرة عليها، وتتضمن تلك الإجراءات تشغيل الفنادق بنسبة حدها الأقصى 25% من إجمالى الطاقة الاستيعابية للفنادق، ترتفع بعدها إلى %50 كحد أقصى أيضاً.

وتلتزم الفنادق بمعدل تشغيل حده الأقصى %50 من حجم العمالة وحظر خدمة البوفيه تماما، والاعتماد على قوائم محددة مسبقاً، وحظر تقديم الشيشة، وقياس درجات الحرارة لرواد المطعم، وترك مسافة امنة، وتوفير كل فندق عيادة وطبيب والتأكد من جودة أدوات الوقاية الشخصية ومواد التعقيم المستخدمة وعدم التعامل إلا مع الشركات المعتمدة من وزارة الصحة.

فيما لفت أن منتجات الجبن الأبيض شهدت طلبًا مرتفعًا بالفترة الماضية بسبب أجواء الحظر وحالة الهلع الشرائى والطلب الزائد التى أصابت المستهلكين المحليين فى بوادر ظهور «كورونا»، فيما أستقرت مبيعات المنتجات الآخرى.

وأشار إلى أن تنوع المنتجات التى تقدمها شركتهُ خفض حدة المخاطر على الشركة خلال الفترات الماضية، موضحًا أنه على الرغم من ذلك إلا أن نتائج أعمال الشركة بالربع الأول من العام الحالى جاءت مُرضية .

تتواجد فى 12 سوقاً خارجياً.. و«الجائحة» أعاقت المساعى لإقتناص حصص أكبر 

 وفيما يتعلق بالوضع التصديرى للشركة ومدى تاثرهُ جراء «كورونا»، قال إن شركتهُ تقوم بتصدير حوالى 25 إلى %27 من إجمالى المنتجات، وتتواجد فى 12 سوقاً خارجياً منها 7 أسواق منتظمة وهى المغرب وليبيا ولبنان و السعودية والإمارات و الكويت والأردن، كما لفت إلى أن شركتهُ لديها إجازة بتصدير منتجاتها للسوق الروسية من خلال عملاء لها هناك.

وأشار إلى أن جائحة «كورونا»، أدت لتراجع الحصة التصديرية بنحو %4 لتسجل %21 من إجمالى منتجات الشركة وذلك بسبب وقف بعض المعاملات التجارية وصعوبة الشحن، وتوتر الأحداث ببعض الدول العربية وخاصة ليبيا ولبنان.

وأشار سودان، الى أن «كورونا» أوقفت مساعى الشركة لزيادة صادراتها للأسواق المتواجدة بها حاليًا وخاصة السعودية، موضحًا أن شركتهُ تُدرج فى القائمة البيضاء لهيئة سلامة الغذاء، وأيضًا معتمدة من هيئة الدواء والغذاء السعودي، وكان لديها مخطط بزيادة الحصة السوقية من صادراتها بالسعودية تحديدًا لكن «كورونا» حالت دون ذلك.

فيما توقع رئيس مجلس الإدارة بـ«ريادة»، قدرة شركتهُ على تعويض تلك التراجعات خلال الفترة المتبقية من العام، فى إطار التوقعات بإنحسار الفيروس ووعودة النشاط الإقتصادى بقوة.

الابقاء على المستهدفات البيعية بقيمة 450 مليون جنيه بنهاية العام الحالى 

وأوضح أنهُ فى إطار ذلك وعلى الرغم من التأثرات الحالية، إلا أن شركتهُ أبقت على مستهدفاتها بشأن المبيعات والأرباح، إذ تستهدف 450 مليون جنيه مبيعات بنهاية 2020.

وعلى صعيد تأثيرات «كورونا» على النشاط التشغيلى للشركة، قال إن شركتهُ إضطرت لزيادة فترات العمل، لـ3 فترات بدلاً من فترتى عمل فقط سابقًا وذلك بهدف تقليل كثافة العمال بفترة العمل الواحدة.

وأوضح أن شركتهُ بذلك جهودًا كبيرة فى تأمين العاملين والقطاعات البيعية، من خلال دورات توعوية تم منحها للعاملين من قبل إدارة الموارد البشرية بالشركة، هذا إلى جانب تخصيص عيادات طبية لقيادس درجة حرارة العاملين وفصحهم طبيًا، وتوزيع كمامة يوميًا لكل عامل، والإلزام بضرورة غسل الأيدى كل نصف ساعة أو أقل، والتعقيم الدورى.

وفيما يتعلق بتدبير خامات الإنتاج فى ظل الظروف الراهنة، قال ان الشركة إهتمت بتدبير مخزون إستراتيجى من المستلزمات اللازمة للإنتاج خلال الفترات الماضية.

وأوضح أن شركتهُ تستورد خامات الإنتاج من دول الإتحاد الأوروبى وفرنسا وألمانيا، مضيفاً أنهُ فى بداية ظهور الجائحة عانت الشركة فى توفير الخامات بشكل سريع، ما إضطرها لتأمين مخزون يكفى لـ3 شهور إنتاج.

وأشار إلى أن الأزمة الحالية خفضت سعر اللبن البودر، وبالتالى أفاد ذلك شركتهُ من خلال القدرة على خفض تكلفة الإنتاج، وبالتالى التأثير إيجابًا على نتائج أعمالها بنهاية العام.

وفيما يتعلق بخطط الشركة التوسعية خلال العام الجاري، كشف سودان عن مفاوضات بالفترة الحالية لإستحواذ «الهيئة العربية للإستثمار والإنماء الزراعي» على %25 من شركتهُ فى صورة زيادة رأس مال.

وأضاف أن قيمة تلك الصفقة تبلغ 120 مليون جنيه، سيتم توجيهها لتمويل العمليات التوسعية بالشركة، موضحًا أن شركتهُ تستهدف رفع العمليات التشغلية لمصانعها للطاقة القصوى خلال عامين أو 3 اعوام مقارنة بطاقات إنتاجية تترواح بين 40 إلى %70 بالفترة الحالية.

و»الهيئة العامة للإستثمار والإنماء الزراعي» هى كيان عربي، تابع لجامعة الدول العربية، ويضم حوالى 21 دولة عربية، من بينها مصر، ممثلة فى وزارة الزراعة المصرية.

وعلى صعيد آخر لفت إلى أن «الهيئة العربية» ستقوم بمشاركة شركتهُ فى تحركاتها لتنمية وتطوير مراكز تجميع الألبان.

تطوير 20 مراكزًا لتجميع الألبان بمحافظتى الدقهلية ودمياط 

وتوضيحًا لذلك قال رامى سودان الرئيس التنفيذى بـ»ريادة»، إن شركتهُ تتولى بالفترة الحالية تطوير 20 مركزًا لتجميع الألبان فى محافظتى الدقهلية ودمياط، من خلال بروتوكول تعاون تم توقيعه سابقًا مع هيئة سلامة الغذاء المصرية.

وأضاف أن شركتهُ بدأت المرحلة الأولى بتلك المحافظتين وقد تصل عملية التطوير لعامين أو أكثر.

وفسر رامى سودان، أن مجتمع الألبان بالسوق المحلية ينقسم إلى %20 لبن منظم يأتى من كبرى المزارع، و %50 من صغار المربين، هذا إلى جانب %30 آخرى يُنتجها الفلاحين والمزارعين وتؤول للإستهلاك اليومى.

وأوضح أن تلك المراكز التى تتولى شركتهُ تطويرها تختص بحصة الـ %50 من صغار المربين، موضحًا أن عملية التطوير تتم على 5 مراحل، أولاً الإهتمام بالحيوان من خلال الغذاء والخدمة البيطرية وعمليات التلقيح، وثانيًا عمليات الحلب، وثالثًا طُرق نقل اللبن من نقاط الحلب للمركز، ورابعًا الإهتمام بالمركز ذاته، وأخيرًا طُرق نقل اللبن من المركز للمصنع.

وأوضح أن مجتمع الألبان يُعد واعدًا وفرص النمو به محليًا لا تزال محدودة حتى الآن.

ولفت رامى سودان، إلى أن المركز الواحد يُنتج كميات تتراوح بين 5 إلى 10 أطنان يوميًا من اللبن، فيما تستهلك مصانع شركتهُ حوالى 80 طن يوميًا فى فصل الشتاء، و40 إلى 50طن يوميًا فى فصل الصيف.

وأضاف أن مصنعى «الفلمنك والجودا» و «العكاوي» يعتمدان فى إنتاجهما على %100 من الحليب الطازج، فيما تعتمد الموتزريلا على نحو %50 من الحليب الطازج.

وفيما يتعلق بالدور المجتمعى الذى تلعبهُ شركتهُ قال رامى سودان، إن الشركة قد عقدت اتفاقًا مع مصلحة الكفاية الإنتاجية ووزارة التربية والتعليم، لتطوير التعليم الفنى وتاهيل بعض الطلاب من خلال دبلوم فنى زراعي، للعمل فى مصانع الشركة عقب التخرج أو العمل بالسوق الخارجي.

ولفت إلى أن شركتهُ ستعقد اتفاقية خلال الأيام القليلة المقبلة مع وزارة الزراعة ووزارة التربية والتعليم لتولى مدرسة كاملة بمحافظة بورسعيد فى إطار الإهتمام بمجالات الألبان والزراعة.