قال مسؤول أمريكي كبير لـ”رويترز” مشترطا عدم الكشف عن هويته، إن المحادثات المقررة في الولايات المتحدة اليوم الخميس مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس تأتي في أعقاب إفادة قدمها القادة في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لمستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان بشأن مجمل الخيارات العسكرية المتاحة لضمان عدم تمكن إيران من صنع سلاح نووي.
وتنفي إيران السعي إلى صنع أسلحة نووية وتقول إنها تريد أن تبرع في التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية.
وتؤكد الاستعدادات الأمريكية الإسرائيلية، التي لم ترد تقارير بشأنها من قبل، قلق الغرب إزاء المحادثات النووية العسيرة مع إيران التي يأمل الرئيس الأمريكي جو بايدن في أن تحيي اتفاق 2015 النووي الذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب.
مطالب إيرانية متشددة
لكن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين عبروا عن استيائهم بعد محادثات الأسبوع الماضي، بسبب مطالب هائلة لحكومة إيران الجديدة المتشددة، مما زاد شكوك الغرب في أن إيران تسعى لكسب الوقت لتطوير برنامجها النووي.
إلى ذلك أحجم المسؤول الأمريكي عن كشف تفاصيل عن التدريبات العسكرية المحتملة، وقال “نحن في هذا المأزق لأن برنامج إيران النووي يتطور إلى نقطة” يتجاوزها أي أساس منطقي معهود، معربا في الوقت نفسه عن أمل في المباحثات، ولم ترد السفارة الإسرائيلية في واشنطن ولا البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة على الفور على طلبات للتعقيب.
المفاوضات صعبة جدا
بعيد انتهاء الاجتماع الرسمي المقتضب الذي عقد، اليوم الخميس، في فيينا بين المشاركين في الجولة السابعة من المحادثات النووية مع إيران، أكد منسق الاتحاد الأوروبي، إنركي مورا أن المفاوضات صعبة جدا.
كما أردف قائلا: “سنرى أين سنصل في الأيام المقبلة”، وأضاف: “ما زالت هناك مواقف مختلفة يجب تقريبها، وهذا أساس المفاوضات وسنرى كيف يمكن التقدم”.
على جميع الأطراف الالتزام بالواقعية
إلى ذلك، أوضح أنه لا يستطيع التحدث في هذه المرحلة عن تفاؤل أو تشاؤم، بل رأى أنه على كل الأفرقاء أن يكونوا واقعيين حول ما يمكن أن يحصلوا عليه.
وقال: “نحن نقارب هذا الملف بالواقعية اللازمة للحصول على اتفاق، لأن الوضع صعب وهناك خلافات كثيرة يجب معالجتها، إلا أن الوقت قصير لتحقيق ذلك”.
فيما وصف مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، الاجتماع بالبناء.
إيران متمسكة برؤيتها
في حين أشار كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري، إلى أن جميع أطراف المحادثات أبدوا استعدادهم للعمل على “تضييق الفجوات”.
كما شدد، بحسب ما نقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية، على أن بلاده جادة بشأن المباحثات، ومتمسكة برؤيتها في آن.
وكان أوليانوف أوضح في تغريدة عبر حسابه على تويتر، بوقت سابق اليوم، أن “المشاركين عقدوا اجتماعا رسميا للجنة المشتركة الخاصة بالاتفاق النووي، بعد سلسلة من الاجتماعات التحضيرية التي عقدت صباحا”.
وفي رد على أحد المغردين حول الأجواء، وما إذا كان يشعر بالتفاؤل، رد بالإيجاب، دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.
مقترحات تقوض مبدأ التفاوض
يشار إلى أن الجولة السابعة من المباحثات النووية استؤنفت بعد توقف دام 5 أيام، طلبتها الدول الغربية للتشاور إثر تقديم الوفد الإيراني مقترحات وصفها الأوروبيون والأميركيون بأنها تقوض مبدأ التفاوض، وتحمل تراجعا كبيرا عما تم الاتفاق عليه في الجولات الست السابقة.
فيما اعتبرت الإدارة الأميركية، أن تلك الجولة ستشكل اختبارا لمدى جدية طهران، والتزامها بتحقيق تقدم فعلي على طاولة التفاوض.
فرصة أخيرة
كما نبهت أمس إلى أن اجتماعات اليوم ستشكل فرصة أخيرة أمام إيران لإحياء الاتفاق الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأمريكي سابق، دونالد ترمب، عام 2018، معيدة فرض العديد من العقوبات.
وقال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية، في إفادة دورية إن “بلاده ستكون قادرة على الحكم سريعا على ما إذا كانت طهران راغبة فعلا في التفاوض بجدية”.
وكانت المحادثات توقفت مؤقتا في الثالث من ديسمبر (انطلقت في 29 نوفمبر 2021)، عقب تقديم وفد إيران برئاسة علي باقري كني مسودتين لمقترحات جديدة، وصفتا بالمخيبتين للآمال وغير المقبولتين.