أظهرت بيانات ارتفاع نشاط الأعمال في القطاع الخاص غير النفطي بالسعودية ليبلغ قمة ثلاثة أشهر في أبريل، فى الوقت الذى سجل فيه نشاط التوظيف للمرة الأولى نموا في خمسة أشهر، إذ تشهد المملكة مؤشرات على التعافي من تداعيات جائحة فيروس كورونا، بحسب وكالة رويترز.
وارتفع مؤشر “آي.إتش.إس ماركت” لمديري المشتريات بالمملكة المعدل في ضوء العوامل الموسمية إلى 55.2 في أبريل .
وذلك من 53.3 نقطة في مارس ، ليظل فوق مستوى الخمسين الفاصل بين النمو والانكماش للشهر الثامن على التوالي.
انتعاش مؤشر مديري المشتريات بالسعودية في أبريل
وقال ديفيد أوين الخبير الاقتصادي لدى “آي.إتش.إس ماركت ” إن مؤشر مديري المشتريات بالسعودية انتعش في أبريل بما يشير إلى تعزز النمو في مختلف جوانب الاقتصاد غير النفطي.
فقد زادت الطلبيات الجديدة بأسرع وتيرة في ثلاثة أشهر مع استمرار تعافي أوضاع الأعمال من “كوفيد-19”.
وتقدم المؤشر الفرعي للإنتاج إلى 58.7 في أبريل من 56.2 في مارس ، فيما يرتبط النمو إلى حد بعيد بزيادة الطلبيات الجديدة.
ارتفاع الطلب يدفع الشركات إلى زيادة عدد الموظفين لأول مرة في خمسة أشهر
ودفع ارتفاع الطلب الشركات إلى زيادة عدد الموظفين لأول مرة في خمسة أشهر وبأسرع وتيرة منذ نوفمبر 2019.
يعد توسع القطاع الخاص السعودى أمرا حيويا لخطط التحول الاقتصادي التي يدعمها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لخلق وظائف وإنهاء اعتماد أكبر مصدر للنفط في العالم على إيرادات الخام.
لكن على الرغم من التحسن في أوضاع الأعمال، فإن التوقعات لمستقبل النشاط كانت الأضعف منذ يونيو الماضي، وفقا للمسح.
وقال أوين “تراجعت توقعات الأعمال عن مستواها في مارس ، إذ توقع عدد أقل من المشاركين نمو الإنتاج في الاثنى عشر شهرا المقبلة.
“المخاوف الحالية لدى الشركات تشمل موجة أخرى محتملة من “كوفيد-19″ قد تؤدي إلى تفاقم المشكلات فيما يتعلق بالسفر الخارجي”.
وتضرر الاقتصاد السعودي بشدة العام الماضي جراء الصدمة المزدوجة لأزمة فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط.
صندوق النقد يتوقع أن ينمو الاقتصاد السعودى 2.9 % هذا العام
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الاقتصاد السعودى بنحو 2.9 % هذا العام، بعد انكماش 4.1 % في 2020.
فى سياق متصل، أظهر مسح آخر أن أوضاع الأعمال بالقطاع الخاص غير النفطي في الإمارات واصلت التحسن في أبريل.
نمو الأنشطة الجديدة فى الإمارات يبلغ أعلى مستوى في 20 شهرا
إذ بلغ نمو الأنشطة الجديدة أعلى مستوى في 20 شهرا، وذلك في الوقت الذي يتعافى فيه اقتصاد البلد الخليجي من جائحة “كوفيد-19”.
وصعد مؤشر “آي.إتش.إس ماركت” لمديري المشتريات في الإمارات المعدل في ضوء العوامل الموسمية، والذي يغطي قطاعي الصناعات التحويلية والخدمات، إلى 52.7 في أبريل من 52.6 في مارس.
وكان هذا أعلى مستوى منذ يوليو 2019 وخامس شهر على التوالي يشهد تخطي عتبة الخمسين الفاصلة بين النمو والانكماش.
محلل: لا يزال الاقتصاد الإماراتي غير النفطي فى طريقه للتعافى
وقال ديفيد أوين الخبير الاقتصادي لدى آي.إتش.إس “لا يزال الاقتصاد الإماراتي غير النفطي على الطريق الصحيح للتعافي من “كوفيد-19”.
تدعم المؤشر بالنمو القوي في حجم الأعمال والإنتاج. ونمت الطلبات الجديدة فى الإمارات بأسرع وتيرة لها منذ أغسطس 2019.
وقال أوين “مع ذلك، فإن وتيرة التحسن في أوضاع التشغيل لا تزال أقل من متوسط المسح الممتد منذ 12 عاما، مما يعكس المزيد من الاضطرابات المرتبطة بالجائحة لعدد من الشركات والقطاعات”.
وقالت الشركات التي شملها المسح إن الظروف في السوق تحسنت بسبب طرح لقاحات كوفيد-19 وتعزز ثقة الشركات.
الإمارات التي انكمش الاقتصاد فيها 5.9 % العام الماضي، وفقا لصندوق النقد الدولي، لديها أحد أسرع برامج التطعيم ضد فيروس كورونا في العالم.
وأفاد المسح بتحسن توقعات الأعمال للشهر الخامس على التوالي على أمل تواصل التعافي من أزمة فيروس كورونا وزيادة المبيعات عندما تستضيف دبي معرض “إكسبو 2020” في وقت لاحق من العام.
ورغم ذلك، انخفض التوظيف في أبريل للشهر الثالث على التوالي مع سعي الشركات لخفض التكاليف والإعلان عن تخفيض العمالة الوافدة.