رويترز: إيران تنقل صواريخ للعراق تحذيرا لأعدائها

رويترز  قالت مصادر إيرانية وعراقية وغربية إن طهران قدمت صواريخ باليستية لجماعات شيعية تقاتل بالوكالة عنها في العراق، وإنها تطور القدرة على صنع المزيد من الصواريخ هناك؛ لدرء الهجمات المحتملة على مصالحها في الشرق الأوسط ولامتلاك وسيلة تمكِّنها من ضرب خصومها في المنطقة. ومن شأن أي

رويترز: إيران تنقل صواريخ للعراق تحذيرا لأعدائها
جريدة المال

المال - خاص

10:25 م, الجمعة, 31 أغسطس 18

رويترز 

قالت مصادر إيرانية وعراقية وغربية إن طهران قدمت صواريخ باليستية لجماعات شيعية تقاتل بالوكالة عنها في العراق، وإنها تطور القدرة على صنع المزيد من الصواريخ هناك؛ لدرء الهجمات المحتملة على مصالحها في الشرق الأوسط ولامتلاك وسيلة تمكِّنها من ضرب خصومها في المنطقة.
ومن شأن أي علامة على أن إيران تعد سياسة صواريخ أقوى في العراق، أن تُفاقم التوتر الذي زاد بالفعل بينها وبين واشنطن بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع قوى عالمية كبرى.
ومن شأن ذلك أيضًا أن يحرج فرنسا وألمانيا وبريطانيا، الدول الأوروبية الثلاث الموقّعة على الاتفاق النووي والتي تسعى لإنقاذ الاتفاق رغم تجديد العقوبات الأمريكية على طهران.
وقال ثلاثة مسئولين إيرانيين ومصدران بالمخابرات العراقية ومصدران بمخابرات غربية إن إيران نقلت صواريخ باليستية قصيرة المدى لحلفاء بالعراق، خلال الأشهر القليلة الماضية. وقال خمسة من المسئولين إنها تساعد تلك الجماعات على البدء في صنع صواريخ.
وقال مسئول إيراني بارز لرويترز ”المنطق هو أن تكون لإيران خطة بديلة إن هي هوجمت“. وأضاف ”عدد الصواريخ ليس كبيرًا.. مجرد بضعة عشرات، لكن بالإمكان زيادته إن تطلب الأمر“.
وسبق أن قالت إيران إن أنشطتها المتعلقة بالصواريخ الباليستية أنشطة ذات طابع دفاعي بحت. وامتنع مسئولون إيرانيون عن التعليق عندما سئلوا عن أحدث الخطوات. وامتنعت أيضًا الحكومة والجيش بالعراق عن التعليق.
والصواريخ المعنية، وهي صواريخ زلزال وفاتح 110 وذو الفقار، يتراوح مداها بين نحو 200 و700 كيلومتر، مما يضع الرياض في السعودية وتل أبيب في إسرائيل على مسافة تتيح ضربهما إن تم نشر هذه الصواريخ في جنوب العراق أو غربه.
ولفيلق القدس، ذراع العمليات الخارجية بالحرس الثوري الإيراني، قواعد في هاتين المنطقتين. وقالت ثلاثة من المصادر إن قائد فيلق القدس قاسم سليماني يشرف على البرنامج.
وتتهم بالفعل دول غربية إيران بنقل صواريخ وتكنولوجيا إلى سوريا وحلفاء آخرين مثل حركة الحوثي في اليمن وجماعة حزب الله بلبنان.
وأعربت دول الجوار السنية بالخليج وكذلك إسرائيل عن القلق من نشاط إيران بالمنطقة واعتبرته تهديدًا لأمنها.
ولم يرد مسئولون إسرائيليون بعدُ على طلب التعليق على مسألة نقل الصواريخ.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء ”هؤلاء الذين يهددون بمحونا يضعون أنفسهم في خطر مماثل، ولن يحققوا هدفهم بأي حال من الأحوال“.

* خط إنتاج الصواريخ

قال المصدر الغربي إن عدد الصواريخ لا يتجاوز العشرات وإن الغرض من عمليات النقل إرسال إشارة للولايات المتحدة وإسرائيل وخاصة بعد الغارات الجوية على قوات إيرانية في سوريا. وللولايات المتحدة وجود عسكري واضح في العراق.
وأضاف المصدر الغربي: ”يبدو أن إيران تحول العراق إلى قاعدة صواريخ أمامية“.
وذكرت المصادر الإيرانية ومصدر بالمخابرات العراقية أن قرارا اتخذ قبل نحو 18 شهرا بالاستعانة بفصائل مسلحة لإنتاج صواريخ في العراق، لكن النشاط زاد في الأشهر القليلة الماضية بما في ذلك وصول قاذفات صواريخ.
وقال قائد كبير بالحرس الثوري الإيراني خدم خلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات ”لدينا قواعد كهذه في أماكن كثيرة من بينها العراق، فإن هاجمتنا أمريكا هاجم أصدقاؤنا مصالح أمريكا وحلفاءها بالمنطقة“.
وقال المصدر الغربي والمصدر العراقي إن المصانع المستخدمة في تطوير صواريخ بالعراق توجد في الزعفرانية شرقي بغداد وجرف الصخر شمالي كربلاء. وقال مصدر إيراني إنه يوجد مصنع أيضا في كردستان العراق.
وتسيطر على هذه المناطق فصائل شيعية منها كتائب حزب الله، وهي واحدة من أقرب الجماعات إلى إيران. وذكرت ثلاثة مصادر أن عراقيين تدربوا في إيران على كيفية استخدام الصواريخ.
وقال المصدر بالمخابرات العراقية إن مصنع الزعفرانية أنتج رؤوسا حربية ومادة السيراميك المستخدمة في صنع قوالب الصواريخ في عهد الرئيس الراحل صدام حسين. وأضاف أن جماعات شيعية محلية جددت نشاط المصنع عام 2016 بمساعدة إيرانية.
وتابع المصدر قائلا: إنه تمت الاستعانة بفريق من المهندسين الشيعة ممن عملوا في المنشأة في عهد صدام، بعد فحص سجلاتهم، لتشغيل المصنع. وقال إنه جرى اختبار الصواريخ قرب جرف الصخر.
وامتنعت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن التعليق.
وأكد مسئول أمريكي، تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن طهران نقلت على مدى الأشهر القليلة الماضية صواريخ إلى جماعات بالعراق، لكنه لم يستطع تأكيد إن كانت هناك أي قدرة على إطلاق تلك الصواريخ من مواقعها الحالية.
وتحث واشنطن حلفاءها على تبنّي سياسات صارمة مناهضة لإيران منذ عاودت فرض عقوبات عليها هذا الشهر.
وأحجمت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي حتى الآن عن الانصياع لتلك الضغوط الأمريكية لكن صبرها بدأ ينفد أيضًا فيما يتعلق ببرنامج إيران للصواريخ الباليستية.
وعبرت فرنسا على وجه الخصوص عن استيائها من ”الهوس“ الإيراني بتطوير وإنتاج الصواريخ وتريد من طهران إجراء مفاوضات بشأن أسلحتها الباليستية.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان يوم الخميس إن إيران تسلح حلفاء إقليميين لها بالصواريخ وتسمح ”بانتشار الصواريخ الباليستية“. وقال ”ينبغي لإيران أن تنأى بنفسها عن إغراء السعي للهيمنة“ الإقليمية.
وفي مارس طرحت الدول الثلاث على الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب أنشطتها الصاروخية لكنها لم تتمكن من الدفع بإقرارها في مواجهة معارضة من بعض الدول الأعضاء في التكتل.
وقالت وثيقة صادرة عن الدول الأوروبية الثلاث آنذاك ”مثل هذا الانتشار للقدرات الصاروخية الإيرانية في أنحاء المنطقة هو باعث إضافي وخطير على القلق“.

* رسالة للأعداء

قال مصدر في المخابرات بالمنطقة إن إيران تقوم بتخزين عدد من الصواريخ الباليستية في المناطق العراقية التي تخضع للسيطرة الفعلية للشيعة ولديها القدرة على إطلاقها.
ولم يتمكن المصدر من تأكيد أن إيران قادرة على إنتاج الصواريخ في العراق.
وقال مسئول ثان في المخابرات العراقية إن بغداد على علم بتدفق الصواريخ الإيرانية لجماعات مسلحة شيعية للمساعدة في محاربة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية لكن الشحنات استمرت في الوصول بعد هزيمة التنظيم السني المتشدد.
وتابع: ”الأمر كان واضحًا لأجهزة الاستخبارات العراقية بأن تلك الترسانة من الصواريخ و التي مصدرها إيران لم تكن لغرض محاربة داعش لكنها ورقة ضغط تستخدمها إيران عندما تدخل في صراع إقليمي“.
وأضاف: ”لا نستطيع منع الميليشيات من إطلاق الصواريخ الإيرانية لأنه وببساطة مفتاح الإطلاق ليس بأيدينا. إنه مع الإيرانيين الذين يتحكمون بزر الإطلاق“.
وتابع قوله ”إيران بالتأكيد ستستخدم الصواريخ التي أرسلتها إلى الميليشيات التي تساندها لغرض إرسال رسالة قوية لأعدائها في المنطقة وإلى الولايات المتحدة مفادها أنها تمتلك القدرة على استخدام الأراضي العراقية منصة إطلاق لصواريخها لتوجيه ضربة في الزمان و المكان الذي تختاره“.
وأقر البرلمان العراقي قانونا في 2016 أضفى الصفة الرسمية على قوات الحشد الشعبي الشيعية وجعلها تابعة لأجهزة الدولة تحت إمرة رئيس الوزراء.
لكن إيران لا يزال لديها نفوذ واضح في التنسيق مع قيادات قوات الحشد الشعبي التي تلتقي بشكل متكرر مع سليماني من أجل التشاور.

جريدة المال

المال - خاص

10:25 م, الجمعة, 31 أغسطس 18