سجلت أسعار النفط هبوطًا -اليوم الثلاثاء- برغم التوترات التي لا تزال تشهدها الأسواق على خلفية التهديدات بردود أفعال عسكرية على الهجمات التي استهدفت منشآتين نفطيتين في المملكة العربية السعودية، والتي قلصت إنتاج البلد العربي من النفط إلى النصف، وعجلت بارتفاع في الأسعار على نحو لم يعهده السوق في عقود.
وذكرت وكالة “رويترز” للأنباء، أن الهجمات التي وقعت على معملين تابعين لـ “أرامكو”، عملاقة النفط السعودية الحكومية السبت الماضي، رفعت أفاق حصول هزة عنيفة في الإمدادات في السوق العالمية الذي ركز في السنوات الأخيرة على المخاوف بشأن الطلب بسبب الضغوط التي تُمارس على النمو العالمي جراء الحرب التجارية الشرسة الدائرة بين أمريكا والصين، القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.
وانخفض سعر مزيد خام برنت القياسي العالمي بمعدل 36 سنتًا، أو ما يعادل نسبته 0.5%، إلى 86.66 دولار للبرميل اليوم الثلاثاء.
وتراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط بواقع 57 سنتًا، أو 0.9%، إلى 62.33 دولار للبرميل، وفي وقت سابق هبط مؤشري الخام كليهما بنسبة 2% تقريبًا.
وقفزت أسعار النفط -أمس الإثنين- بنسبة 20% تقريبًا في التداولات اليومية متأثرة في ذلك بالهجمات الأخيرة التي شهدتها السعودية، فيما تعد الزيادة الأكبر في قرابة 30 عامًا تقريبًا، قبل أن تختتم التداول على ارتفاع نسبته 15% تقريبًا.
ومن المقرر أن يعقد وزير الطاقة السعودية الأمير عبد العزيز بن سلمان، مؤتمرًا صحفيًا -اليوم في تمام الساعة الثامنة صباحًا، بتوقيت المملكة العربية السعودية، فيما لم تكشف “أرامكو” عن موعد محدد لاستنئاف ضخ الإنتاج النفطي بصورة كاملة.
وقال صمويل سيزوك، الشريك المؤسس في مؤسسة “إي إل إس أنلاسيس”: “كل الأنظار تتجه إلى المؤتمر الصحفي”.
وأضاف سيزوك: “نحتاج إلى تقييم مناسب للأضرار، ونحتاج أيضا إلى أن نشهد خطة للتعافي، وقبل هذا فإننا لا نعرف حقا حجم النفط الذي توقفت الرياض عن ضخه، وإلى متى سيستمر ذلك، وهذا هو السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه منذ السبت الماضي”.
الهجمات التي استهدفت المنشأتين النفطيتين في السعودية تسببت في خفض الإنتاج النفطي السعودي بواقع 5.7 ملايين برميل يوميا، وهو أكبر خفض في الإنتاج في نصف قرن.