تخطط شركة «بى نيشتى» لأنظمة الطاقة، لتدشين مصنع جديد بالتعاون مع بعض الشركات الألمانية لتصنيع شاسيهات الطاقة الشمسية المتحركة داخل مصر باستثمارات مبدئية لن تقل عن 40 مليون جنيه.
كشف المهندس رومانى حكيم رئيس الشركة – فى حواره لـ«المال» – عن أنها تقوم حاليا بإجراء الدراسات الخاصة بالمشروع، وعرض الأمر على الشركاء المرتقب التعاون معهم، متوقعا إنهاء تلك الدراسات بختام العام الجاري.
يذكر أنه تم إنشاء شركة «بى نيشتى» لأنظمة الطاقة عام 2013، وتعمل فى تصنيع حوامل محطات الطاقة الشمسية، وتتعاون مع المطورين والمستثمرين العاملين بمجال الطاقة المتجددة.
وقال «حكيم» إن شركته قامت بتوريد معدات لتنفيذ مشروعات طاقة شمسية لصالح 12 فندقا فى مدينة شرم الشيخ بقدرات تقارب 10 ميجاوات، فضلا عن مزارع فودافون العاملة بالطاقة الشمسية، كما ساهمت فى تدشين أول مرسى بمحافظة أسوان.
وأوضح أن شركته قامت أيضا بتنفيذ مشروعات لصالح مصانع «Mcv» للسيارات، بالإضافة إلى المشاركة فى تدشين محطات شمسية لعدة مصانع وبنوك ومصالح تجارية، كما قامت بتوريد معداتها لصالح المطورين المنفذين لمحطات الطاقة الشمسية فى مجمع بنبان بمحافظة أسوان أيضا، و كذلك تنفيذ الأعمال الاستشارية لعدد من المشروعات الأخرى بنفس المجمع منها محطة بقدرة 65 ميجاوات.
وكشف عن توريد «بى نيشتى» معدات لتدشين أكثر من مشروع بالعاصمة الإدارية بالتعاون مع المنفذين داخل العاصمة الجديدة، وعدد من الكنائس بمختلف المحافظات وعدد من المستشفيات الخاصة والاكاديميات التعليمية.
وقال «حكيم» إن الشركة بدأت اقتحام السوق الأفريقية مؤخرا عبر التوريد لعدة دول منها نيجيريا والسودان وأوغندا وتنزانيا، موضحا أن التوريد يتم عبر شركات القطاع الخاص وليس الحكومات أو عبر مقاولين.
نخطط لاقتحام المغرب ووسط أفريقيا ..و%40 ارتفاعا بمدخلات الإنتاج
وأوضح أن شركته تدرس اقتحام السوقين المغربية ووسط أفريقيا عبر التوريد لصالح تلك الأسواق المهمة خلال عام 2023 مشيرا إلى أن أحد أبرز معوقات اقتحام الدول الأفريقية هى عوامل الأمن والأمان والاستقرار السياسي، بالإضافة إلى كيفية ضمان الحصول على المستحقات وغيرها من التحديات التى تسعى الشركة للتغلب عليها.
كما تخطط الشركة لافتتاح فرع آخر لها فى السعودية أو الإمارات خلال الفترة المقبلة للمساهمة فى خطط التوسعات والتنمية فى البلدين فى ظل خطة السعودية لتدشين مشروع «نيوم» الأضخم فى تاريخ المملكة والذى تتخطى استثمارات المرحلة الأولى منه تريليون ريال.
وتمتلك الشركة مصنعا فى مدينة السادس من أكتوبر على مساحة 1000 متر مربع برأسمال يصل إلى 10 ملايين جنيه، وباستثمارات إجمالية تقارب 25 مليونا للمصنع القائم.
وقال رئيس «بى نيشتى» إن شركته لا تعتزم حاليا الاستحواذ على بعض الكيانات العاملة فى القطاع أو للاندماج مع كيانات أخرى وتركز فقط فى التوسع وزيادة حجم أعمالها خلال الفترة المقبلة فى ظل توقعات زيادة الطلب داخل السوق المحلية فى ظل أزمة الطاقة العالمية واحتياج دول العالم للطاقة النظيفة والمتجددة.
وأضاف «حكيم» أن السوق تعانى من عدة تحديات أبرزها توفير الدولار والاعتمادات المستندية فى ظل صعوبة فتح الاعتمادات من جانب البنوك نظرا لقلة الدولار مع عدم ثبات واستقرار سعره مؤخرا، بالإضافة إلى التضخم وارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج مثل المعادن والبلاستيك وغيرها، مما يرفع التكلفة النهائية للمنتجات.
وأشار إلى أن نسبة المكون المحلى بمنتجات الشركة تصل إلى %90 مما يساعد على استقرار أسعار منتجاتها بعض الشئ مقارنة مع منتجات أخرى، موضحا أن هناك خطة لزيادة الطاقة الإنتاجية للشركة خلال الفترة المقبلة.
وقال إن تكلفة الإنتاج ارتفعت بواقع %40 خلال الربع الجارى، على خلفية صعود مدخلات الإنتاج وتحرك سعر الدولار وزيادة التضخم وارتفاع أسعار الطاقة والمعادن مؤخرا خاصة الحديد والذى قفز لقرابة 18 ألف جنيه للطن.
وأضاف أن شركته تستطيع توريد معدات لمشروعات تصل إلى 60 ميجاوات سنويا وفقا لطاقتها الإنتاجية وحال تجاوز تلك الطلبيات فقد يتم توسعة المصنع وزيادة الإنتاجية.
وكشف عن أن حجم توريدات الشركة خلال عام 2021 بلغ حوالى 20 ميجاوات من حوامل الطاقة الشمسية، وتستهدف الشركة مضاعفة تلك التوريدات خلال العام الجارى مع ارتفاع الطلب نتيجة استضافة مصر قمة المناخ «Cop27» فى شرم الشيخ نوفمبر المقبل.
ندرس المشاركة بمشروعات الدلتا الجديدة وقمة المناخ بشرم الشيخ
وأشار إلى أن شركته تعتزم المشاركة فى التوريد للمشروعات القومية وعلى رأسها مشروع الدلتا الجديدة والذى تخطط الحكومة من خلاله لاستصلاح 2.25 مليون فدان واستخدام الطاقة الشمسية فى المشروعات.
وأضاف أن «بى نيشتى» تعتزم المشاركة فى قمة التغير المناخى «Cop27» نوفمبر المقبل فى شرم الشيخ، لاسيما وأنها القمة الأبرز عالميا، بالإضافة إلى التوريد للمشروعات النظيفة داخل المدينة فى ظل خطة الحكومة لتحويل شرم الشيخ لمدينة خضراء وشاركت فى تنفيذ فنادق بالطاقة الشمسية هناك.
وطالب “حكيم” بمزيد من التشريعات والضوابط لتنظيم سوق العمل بقطاع الطاقة الشمسية، لاسيما وأنها تحتاج إلى حزمة من الحوافز التشجيعية والبرامج التمويلية لتشجيع المستثمرين والمواطنين للاستثمار فى مشروعات الطاقة الشمسية تماشيا مع سياسة الدولة فى ترشيد الاستهلاك للغاز الطبيعي، خاصة أن مصر وضعت خطة طموح للتوسع فى مشروعات الطاقة النظيفة .
وتمثل مشروعات الطاقة المتجددة نحو %20 من إجمالى القدرات الكهربائية المركبة على الشبكة القومية، ومن المخطط زيادة تلك النسبة لتصل إلى %42 بحلول عام 2035.
كما تخطط مصر للوصول بإجمالى الكهرباء المنتجة من الطاقة المتجددة خلال 2023 إلى 10 آلاف ميجاوات، بزيادة قدرها 2700 ميجاوات على العام السابق له، بما يعادل %11 من عدد من المشروعات الجارى إنشاؤها، من إجمالى إنتاج الطاقة الكهربائية فى مصر الذى بلغ 60 ألف ميجاوات.