أعلنت شركة “غازبروم” الروسية، أنها ستقلص حجم الغاز المرسل إلى أوروبا عبر أوكرانيا اليوم الثلاثاء، وهو اليوم الأخير قبل انتهاء الاتفاق الذي حافظ على تدفق الغاز طوال ما يقارب ثلاث سنوات من الحرب. وقالت الشركة إنها ستضخ 37.2 مليون متر مكعب فقط يوم الثلاثاء مقارنة بـ42.4 مليون متر مكعب يوم الاثنين، ومن المتوقع أن تتوقف التدفقات بالكامل مع الساعات الأولى من الأول من يناير عقب انتهاء الاتفاقية الممتدة لخمس سنوات.
ويشير انتهاء الاتفاقية إلى فقدان موسكو شبه الكامل لنفوذها الذي كان قويًا على سوق الغاز الأوروبي، حيث رفضت أوكرانيا التفاوض على اتفاق جديد بسبب استمرار الحرب، بحسب ما ورد في وكالة رويترز.
سيشكل وقف الإمدادات عبر أوكرانيا ضربة كبيرة لمولدوفا، الدولة التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفييتي سابقًا، فيما ستكون سلوفاكيا الأكثر تأثرًا بين دول الاتحاد الأوروبي. وعلى الرغم من ذلك، ستستمر المجر في تلقي الغاز الروسي من الجنوب عبر خط أنابيب “تورك ستريم” الممتد عبر قاع البحر الأسود، رغم رغبتها في الإبقاء على مسار أوكرانيا أيضًا.
من جهة أخرى، ستتخلى أوكرانيا عن رسوم عبور تقدر بنحو 800 مليون دولار سنويًا، بينما ستفقد “غازبروم” حوالي 5 مليارات دولار من مبيعات الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا.
وقد أمضت روسيا والاتحاد السوفييتي السابق نصف قرن في بناء حصة كبيرة من سوق الغاز الأوروبي، والتي بلغت ذروتها بنسبة 35%، إلا أن الحرب في أوكرانيا دمرت تقريبًا هذا النشاط التجاري لشركة “غازبروم”، عملاق الغاز المملوك للدولة. سجلت الشركة خسائر صافية بلغت 7 مليارات دولار في عام 2023، وهي أول خسارة سنوية منذ عام 1999.
في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، اتجه الاتحاد الأوروبي إلى تقليص اعتماده على الغاز الروسي، ما سمح لمنافسين مثل النرويج والولايات المتحدة وقطر بالحصول على حصة أكبر في السوق الأوروبية، مما زاد من تراجع نفوذ روسيا في هذا القطاع الاستراتيجي.