أعلنت روسيا عن تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير المنتجات الزراعية من الموانئ الأوكرانية، في أعقاب هجمات على سفن في شبه جزيرة القرم، حسب ما نقلت وكالة “تاس” للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية.
وقالت الوزارة في بيان أصدرته اليوم السبت، إن هذه الخطوة تأتي “رداً على الهجوم الأوكراني الإرهابي في سيفاستوبول” بشبه جزيرة القرم، مشيرة إلى أن أوكرانيا هاجمت سفن أسطول البحر الأسود، وسفنا مدنية مشاركة في ضمان أمن “ممر الحبوب”.
اتفاق تصدير المنتجات الزراعية
كان الجيش الروسي قد أعلن في وقت سابق اليوم، أنه صدّ هجوما بمسيّرات استهدف أسطوله في خليج سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم، متسبّباً بأضرار في إحدى السفن. واتهم أوكرانيا وبريطانيا بالوقوف ورائه.
وأعلنت موسكو عزمها على أن تطرح أمام مجلس الأمن الدولي قضية هجمات الطائرات المسيرة التي استهدفت ميناء سيفاستوبول، إضافة إلى الانفجارات التي خلفت أضرارا في خطي أنابيب “نورد ستريم” لنقل الغاز في سبتمبر الماضي.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر “تليجرام”، إن “الجانب الروسي يعتزم لفت انتباه المجتمع الدولي، عبر مجلس الأمن، إلى سلسلة الهجمات الإرهابية التي نفذت ضد روسيا في البحر الأسود وفي بحر البلطيق، ويشمل ذلك ضلوع بريطانيا”.
الحصار على صادرات الحبوب
كانت روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، قد وقعت اتفاقا لفك الحصار المفروض على صادرات الحبوب والأسمدة الأوكرانية من موانئ البحر الأسود، بهدف المساعدة في تخفيف حدة أزمة الأغذية العالمية المتنامية.
وأمس الجمعة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو وتيريش، “جميع الأطراف”، إلى “بذل كل جهد ممكن” لتمديد الاتفاق الخاص بصادرات الحبوب الأوكرانية، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة رفع “الحواجز” بسرعة أمام الصادرات الروسية.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم جوتيريش في بيان، إن المدة الأولية للاتفاق بشأن الصادرات الأوكرانية “هي 120 يوما، ويمكن تمديدها تلقائياً في 19 نوفمبر المقبل إذا لم يعترض أي طرف”.
وأضاف: “نحن لا نقلل من شأن التحديات، لكننا نعلم أنه يمكن التغلب عليها”، مشددا على أن “الحكومات وشركات الشحن البحري، وتجار الحبوب، والأسمدة والمزارعين في كل أنحاء العالم، يحتاجون إلى إيضاح الأمور”.
مخاوف روسية
في منتصف أكتوبر الجاري، قال المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف، جينادي جاتيلوف، إنَّ موسكو قدَّمت لائحة مخاوف إلى الأمم المتحدة بشأن اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، مؤكداً أن بلاده مستعدة لرفض تجديد الاتفاق الشهر المقبل ما لم تتم تلبية مطالبها.
أضاف جاتيلوف في مقابلة مع وكالة “رويترز” آنذاك، أن موسكو سلَّمت، رسالة إلى أنطونيو جوتيريش تتضمَّن قائمة بالشكاوى، قائلاً خلالها: “إذا لم نرَ شيئاً يحدث على الجانب الروسي من الصفقة – تصدير الحبوب والأسمدة الروسية – فعندئذ، سيتعين علينا النظر إلى الأمر بطريقة مختلفة”.
في رده على سؤال عما إذا كانت روسيا قد تمتنع عن دعم تجديد الاتفاق، بسبب هذه المخاوف، قال جاتيلوف: “هذا احتمال قائم. لسنا ضد تصدير الحبوب، لكن هذا الاتفاق يجب أن يكون قائما على التساوي، والعدل، وأن ينفذه جميع الأطراف بإنصاف”.