عززت هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر، في اختيار الخطوط الملاحية الكبرى طرقا بديلة بعيدة عن قناة السويس، آمال الحكوميين في موسكو حول التسارع في تطوير ممرهم الشمالي وتحويله إلى قناة السويس الجديدة، حسبما أكدت شركة روساتوم الحكومية.
وتدير “روساتوم” الأسطول الروسي من كاسحات الجليد التي تعمل بالطاقة النووية، وهي مسؤولة عن تطوير الطريق البحري.
مستشار سابق: “هجمات البحرالأحمر” تعزز خطوات تطوير “الممر الشمالي”
ومن ناحيته قال الدكتور يحيي رشدي ، المستشار الاقتصادي السابق بهيئة قناة السويس، إن توترات البحر الأحمر أجبرت الخطوط الملاحية إلى الاتجاه لطرق بديلة أكثر صعوبة ولكنها آمنة وهما طريق رأس الرجاء الصالح وممر القطب الشمالي المتوقع أن يصبح طريقا تجاريا رئيسيا بين أوروبا وآسيا خلال السنوات القادمة تقدر بـ25 سنة.
وقال “رشدي” إن هناك عوامل تعزز اختيار الممر الروسي الشمالي حاليا بسبب أن روسيا تعمل بخطى حثيثة على تطويره من بناء سفن مخصصة مقاومة للجليد، حيث تواصل تصنيع عدد إضافي من كاسحات الجليد لمرافقة السفن التجارية، بجانب أستثمارات الصين الهائلة بالممر الملاحي مع تصاعد حركة نقل الغاز المسال نافيا أي تأثير سلبي للحرب الاوكرانية علي ذلك الطريق.
كما انخفضت إيرادات قناة السويس بنسبة 63.5% خلال شهر أبريل الماضي، مقارنة بنفس الشهر من عام 2023، بسبب التوترات الجيوسياسية التى تشهدها حركة الملاحة في البحر الأحمر.
وقال الربان عمرو قطايا رئيس مجلس إدارة شركة انتربرايز للخدمات الملاحية، إن قناة السويس تعاني من تراجع بأكثر من 60% بسبب تداعيات هجمات الحوثي بالبحر الأحمر، تليها هجمات بمضيق هرمز ومعاودة أعمال القراصنة جميعها تداعيات دفعت الخطوط الملاحية إلى إعداد جداول منتظمة علي طريق رأس الرجاء الصالح متجاوزة مشكلة طول مدة الإبحار، لافتا إلى أنه في ظل تلك التداعيات تسعى روسيا بشكل كبير إلى تطوير طريقها تدعمها الصين التي تستحوذ علي نسبة كبيرة من التجارة العالمية.
وأوضح “قطايا”، أن كل التداعيات تستهدف خنق قناة السويس، خاصة أن هناك حربا اقتصادية بين أمريكا والصين بسبب استحواذ الأخيرة على التجارة الدولية مستهدفة تلبية احتياجات أوروبا من أمريكا وليست من آسيا وبالتالي تبعد تمام عن عبور قناة السويس، على حد قوله.
وفي نفس السياق تدعم شركة “روساتوم” الروسية تنفيذ برنامجا طويل الأجل مع “دي بي ورلد” الإماراتية لشحن البضائع ولتنمية شحن الترانزيت عبر ممر الملاحة الشمالي، مما سيكون أسرع بنحو 40% من طوكيو إلى لندن قياسا بالشحن عبر قناة السويس، وفقا لتصريحات الرئيس التنفيذي لشركة موانئ دبي العالمية.
خبير: منافسة “القطب الشمالي” لقناة السويس مرهونة بـ3 شروط
وقال وائل قدور، خبير النقل البحرى، عضو مجلس إدارة هيئة قناة السويس الأسبق، إن التوترات في البحر الأحمر ثم تابعتها هجمات بمضيق هرمز الذي تمر منه نسبة كبير من بترول دول الخليج، جميعها أسباب تدفع إلى تطوير الطرق البديلة وذلك ما يجري بالممر الشمالي من تطوير موانئ محورية من خلال “موانيء دبي”.
وقال “عضو مجلس إدارة هيئة قناة السويس الأسبق، إن شركة “Newnew shipping” الصينية بدأت تشغيل من 8 إلي 10 سفن حاويات بصفة منتظمة على طريق القطب الشمالى خلال عام 2024 لنقل الحاويات من الموانئ الآسيوية إلي أوروبا ، حيث تستغرق الرحلة 25 يوما فقط ، وجميعها مقاومة للجليد وتستطيع الإبحار طول العام ما بين ميناءى سانبطرسبرج بروسيا ومينا شنغهاى الصينى.
توقعات باستحواذ “الممر الروسي” على 40% من تجارة القناة 2049
وقال إن “ممر الشمال” سيكون خاليا تمام من الجليد ومستعد للعبور التجارة من آسيا إلى أوروبا، خاصة نقل الطاقة من غاز وبترول خلال عام 2049، متوقعا أن يستحوذ ممر الشمال على 40% من حصة قناة السويس في تلك التجارة، خاصة أن القناة حاليا تنقل نحو 75% من التجارة بين آسيا وأوروبا.
يذكر أن لدى “موسكو” طموحات كبيرة لطريق الشحن الذي يمتد على طول سواحلها في القطب الشمالي ويربط أوروبا بآسيا. في عام 2024، كانت الخطة الأصلية هي الوصول إلى 80 مليون طن من البضائع على الطريق، وفي عام 2030 – ما يصل إلى 150 مليون طن. وفي عام 2035، سيتم شحن أكثر من 200 مليون طن من البضائع.
وتوقع خبير النقل البحري، أن يصبح “القطب الشمالى” طريقا رئيسيا لنقل البضائع بين آسيا وأوروبا، ومنافسا قويا أمام قناة السويس، مرهون بثلاثة شروط وهي سهولة العبور في ظل وجود الجليد واقتصاديات الطريق وما يوفره من وقت للسفن وأخيرا الاستقرار السياسي العالمي.