روسيا تتقدم عسكريا في منطقة لوغانسك وتحذر من ارتفاع أسعار الطاقة

على رأس قائمة مطالب مجموعة العشرين إخراج شحنات الحبوب من أوكرانيا عبر الموانئ

روسيا تتقدم عسكريا في منطقة لوغانسك وتحذر من ارتفاع أسعار الطاقة
أيمن عزام

أيمن عزام

5:57 م, السبت, 9 يوليو 22

قال حاكم إقليم لوغانسك في شرق أوكرانيا إنَّ قوات بلاده خاضت المعارك اليوم السبت لعرقلة التقدم العسكري الروسي في منطقة دونباس في الوقت الذي حثت فيه أوكرانيا حلفاءها على إرسال مزيد من الأسلحة.

وفي إشارة إلى أنَّ الكرملين لا يعتزم التفكير في حل وسط قريباً، قال الرئيس فلاديمير بوتين إنَّ استمرار استخدام العقوبات ضد روسيا قد يؤدي لارتفاع “كارثي” في أسعار الطاقة.

كما حدث صدام بين وزير خارجيته سيرغي لافروف مع نظرائه الغربيين في اجتماع مجموعة العشرين، والذي حث المشاركون فيه روسيا على السماح لكييف بشحن الحبوب الأوكرانية العالقة إلى عالم يواجه شبح الجوع.

روسيا تتقدم في منطقة لوغانسك

في غضون ذلك، استبعد المبعوث الروسي لدى لندن احتمال انسحاب بلاده من المناطق الأوكرانية الخاضعة لسيطرة موسكو.

وقال السفير أندريه كيلين لـ”رويترز” إنَّ القوات الروسية ستسيطر على باقي أنحاء دونباس، مستبعداً انسحابها من أي أراضٍ على الساحل الجنوبي.

وأضاف أنَّ أوكرانيا سيتعين عليها عاجلاً أم آجلاً أن تبرم اتفاق سلام مع روسيا أو “ستواصل الانزلاق من على هذا التل” إلى هاوية الدمار.

ميدانياً، وعلى خطوط الجبهة في الشرق؛ قال مسؤولون أوكرانيون إنَّ القوات الروسية شنّت قصفاً عنيفاً على بلدات وقرى بالتزامن مع هجوم من عدة اتجاهات.

وقال حاكم منطقة لوغانسك سيرهي غايداي عبر تطبيق “تيليغرام”: “الروس يطلقون النار على طول خط المواجهة بأكمله”.

وأضاف: “يحاول العدو التقدم من التجمعات السكنية بمنطقة لوغانسك إلى أقرب القرى في منطقة دونيتسك”.

المخطط الروسي

وتقول روسيا إنَّها تريد انتزاع السيطرة على منطقة دونباس بأكملها، وهي منطقة صناعية في الشرق مكوّنة من إقليمي لوغانسك ودونيتسك، لصالح الانفصاليين الذين تدعمهم في جمهوريتين أعلنتا استقلالهما من جانب واحد في وقت سابق.

وبعد الاستيلاء على مدينة ليسيتشانسك يوم الأحد الماضي وإحكام السيطرة على لوغانسك؛ أوضحت روسيا أنَّها تخطط للاستيلاء على أجزاء من المنطقة المجاورة.

وقال غايداي إنَّ القوات الروسية لم تتوقف بعد تقدمها الأخير في الشرق. وأضاف: “هم يهاجمون أراضينا، ويقصفونها بنفس الشدة كما حدث في السابق”.

كما استولى الروس على مساحة كبيرة من الأراضي في جنوب أوكرانيا

وفي الأجزاء التي تحتلها روسيا من منطقتي خيرسون وزابوريجيا في الجنوب؛ حثت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني السكان على الإجلاء قبل أن تشن القوات الأوكرانية هجوماً مضاداً.

ونقلت وسائل إعلام أوكرانية عن إيرينا فيريشتشوك قولها: “أرجوكم غادروا. سيبدأ جيشنا في استعادة هذه المناطق. إرادتنا قوية للغاية”.

كما ذكرت وسائل إعلام أوكرانية نقلاً عن مصادر عسكرية أنَّه تم “القضاء” على 194 جندياً روسياً في الجنوب خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

ولم يتسنَّ لـ”رويترز” التحقق بشكل مستقل من التقارير الواردة من ساحة المعركة.

إطالة أمد الصراع

وقال ميخايلو بودولياك، كبير المفاوضين الأوكرانيين في المحادثات المتوقفة مع موسكو، في وقت سابق إنَّ الجيش الروسي اضطر إلى وقف عملياته لإعادة إمداد قواته، وكذلك بسبب الخسائر التي تكبّدها.

وأخبر بودولياك قناة 24 التلفزيونية الأوكرانية: “من الواضح أنَّه يتعين عليهم إعادة الانتشار والدفع بقوات وأسلحة جديدة، وهذا أمر جيد جداً. هناك نقطة تحول بدأت تتشكّل لأنَّنا نثبت أنَّنا سنهاجم مرافق التخزين ومراكز القيادة”.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة دورية إنَّ روسيا تنقل قوات الاحتياط من جميع أنحاء البلاد وتجمعها بالقرب من أوكرانيا.

وأعطت تصريحات السفير كيلين في المقابلة التي جرت في مقر إقامته بلندن فكرة أوضح عن الهدف النهائي لروسيا من حربها في أوكرانيا، وهو السيطرة على الأراضي، مما سيحرم الجمهورية السوفيتية السابقة من أكثر من خُمس أراضيها في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفيتي.

وقال مسؤولون أوكرانيون إنَّهم بحاجة إلى مزيد من الأسلحة الغربية الثقيلة لتعزيز دفاعاتهم.

ووقَّع الرئيس الأمريكي جو بايدن أمراً بإرسال أسلحة جديدة تصل قيمتها إلى 400 مليون دولار لأوكرانيا أمس الجمعة، تشمل أربعة أنظمة صاروخية إضافية من طراز هيمارس والمزيد من الذخيرة.

وشكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بايدن على “تويتر” على الأنظمة الصاروخية والذخائر التي قال إنَّها احتياجات ذات أولوية.

وتعليقاً على توريد الأسلحة الجديدة؛ قالت السفارة الروسية في واشنطن إنَّ الولايات المتحدة تريد “إطالة أمد الصراع بأي ثمن” وتعويض الخسائر العسكرية الأوكرانية.

مطالب مجموعة العشرين

بدأت الولايات المتحدة في تقديم أنظمة الصواريخ الدقيقة لأوكرانيا الشهر الماضي بعد تأكيدات بأنَّها لن تستخدمها لضرب أهداف في روسيا. وعزت كييف نجاحاتها الأخيرة في المعارك إلى تسلح قواتها بأنظمة هيمارس.

وفي اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين؛ قاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجهود للضغط على روسيا. ومن المتوقَّع أن يكرر تحذيراته لبكين بعدم دعم الحرب الروسية عند اجتماعه مع نظيره الصيني وانغ يي اليوم السبت.

وانسحب وزير الخارجية الروسي لافروف أمس الجمعة من الاجتماع مندداً “بالانتقادات المسعورة” التي وجهتها الدول الغربية لبلاده خلال الحدث.

وكان على رأس قائمة مطالب مجموعة العشرين إخراج شحنات الحبوب من أوكرانيا عبر الموانئ التي أغلقت بفعل الوجود الروسي في البحر الأسود وانتشار الألغام البحرية.

وأوكرانيا مُصدّر رئيسي للحبوب، وقد حذرت وكالات إغاثة بالفعل من أنَّ العديد من البلدان النامية ستواجه نقصاً خطيراً في الغذاء إذا لم تصل الإمدادات إليها قريباً. وقال مسؤول غربي إنَّ بلينكن حثّ روسيا على السماح بمغادرة الحبوب الأوكرانية.