تعكف الحكومة حالياً ممثلة فى وزارات السياحة والنقل والطيران، على إعداد مخطط كامل للنهوض بمنظومة النقل الجوى والبحرى اللازمة لزيادة أعداد الوفود السياحية القادمة للسوق المحلية بحيث تصل إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2020 بما يحقق إيرادات تصل إلى 25 مليار دولار، وشهدت الفترة القليلة الماضية اتخاذ مجموعة من الإجراءات فى هذا الصدد منها على سبيل المثال إقناع شركات الطيران التركية والصينية بتيسير رحلات طيران عارض مباشرة لبعض المقاصد المصرية.
وبدأت هيئة التنمية السياحية بالاتفاق مع القوات المسلحة ووزارة الطيران المدنى إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية لتحويل بعض المطارات العسكرية إلى مدنية بحيث تكون صالحة لاستقبال الوفود السياحية لبعض المناطق، ومنها على سبيل المثال مطار رأس سدر بمنطقة مرسى علم.
وتبحث الوزارة حالياً مع وزارتى النقل والتنمية المحلية تنشيط السياحة النيلية والبحرية من خلال التوسع فى إقامة مراس نيلية جديدة على ضفاف طول الرحلة من القاهرة وحتى أسوان، فضلاً عن البحث عن آليات لتنشيط السياحة البحرية فى منطقة البحر المتوسط من خلال تخفيض إجراءات ورسوم الرسو والإقلاع من موانئ الاسكندرية وبورسعيد.
«المال» حاورت أحمد الخادم مستشار وزير السياحة للكشف عن الاجراءات التى تبحثها الوزارة مع الجهات الحكومية وعلى رأسها وزارتا النقل والطيران المدنى لتحسين منظومة النقل بمختلف قطاعاتها بهدف المساهمة فى المخطط الاستراتيجى لمضاعفة أعداد الوفود إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2020.
فى البداية قال مستشار وزير السياحة إن مؤشرات القطاع السياحى خلال الفترة من يناير حتى أكتوبر الماضى أظهرت تحسناً بنسبة 21% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2011 إلا أنها مازالت أقل عن المؤشرات التى حققها القطاع خلال عام 2010 بنسبة تصل إلى 10%، متوقعاً أن يتعافى القطاع بالكامل خلال الفترة المتبقية من 2012.
ممثلى القطاع الخاص يتوقعون زيادة الوفود السياحية بنسبة 25%
وأضاف أن توقعات ممثلى القطاع الخاص تشير إلى أنه بنهاية العام الحالى سترتفع أعداد الوفود السياحية القادمة لمصر بنسبة تصل إلى 25% على أقل تقدير فى حال استمرار الاستقرار السياسى والأمنى، بحيث تصل إلى 13 مليون سائح مقارنة بـ9.8 مليون سائح قاموا بزيارة مصر خلال 2011.
وأرجع الخادم التحسن النسبى فى مؤشرات القطاع السياحى إلى عدة عوامل يأتى فى مقدمتها نجاح الوزارة فى تنظيم رحلات طيران عارض من الصين وتركيا لمنطقتى الغردقة وشرم الشيخ إلى جانب استئناف الرحلات النيلية الطويلة مرة أخرى بين القاهرة وأسوان.
وأضاف مستشار وزير السياحة أنه إذا جاز أن نحصر انجازات الوزارة بعد الثورة فإن عودة الرحلات النيلية مرة أخرى تمثل الانجاز الأكبر الذى تحقق حتى الآن، مشيراً إلى أن هذه الرحلات هى أساس السياحة فى مصر منذ أكثر من 150 عاماً ولكن لاعتبارات أمنية توقفت منذ عام 1994.
وأشار إلى أن صندوق دعم السياحة تحمل نحو 20 مليون جنيه لاعادة تأهيل مجرى النيل من القاهرة وأسوان بهدف تأمين السفن إلى جانب اصلاح المراسى النيلية.
وأكد أن عودة الرحلات النيلية ستساهم فى تنشيط الوفود السياحية إلى 5 محافظات رئيسية ممثلة فى بنى سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وأسوان، والتى حرمت منها طوال الفترة الماضية لافتاً إلى أن أهالى المحافظات السابقة كان لديهم حسن استقبال للوفود السياحية القادمة على الرحلات النيلية، خاصة أنها تعتبر من أهم مصادر الرزق التى يعتمد عليها المواطنون.
وتوقع مستشار وزير السياحة أن تتمكن السياحة النيلية من استقطاب نحو 60 ألف سائح خلال عام 2013 على أن ترتفع هذه الأعداد إلى 250 ألف سائح خلال 5 سنوات.
وأضاف أن حجم إنفاق الوفود السياحية المهتمة بتلك النوعية من السياحية مرتفع جداً مقارنة بالسياحة الشاطئية والثقافية نتيجة طول فترة الرحلة بما يسمح بزيارة كل المناطق السياحية.
“السياحة” تستهدف استقطاب نحو 100 فندق عائم على طول مجرى النيل بين الأقصر وأسوان
ولفت مستشار وزير السياحة إلى أن الوزارة تستهدف استقطاب نحو 100 فندق عائم على طول مجرى النيل بين الأقصر وأسوان، بهدف التخفيف من أزمة عدم توافر المراسى النيلية بنسبة تصل إلى 30% على أقل تقدير.
وقال الخادم إن الوزارة تبنت خلال الفترة القليلة الماضية عددًا من السياسات التى من شأنها تشجيع هذه النوعية من السياحة منها البدء فى إقامة سلسلة فنادق فئة 2 و3 نجوم داخل محافظات الصعيد وتبدأ بمحافظة بنى سويف.
وكشف مستشار وزير السياحة عن وجود مفاوضات مع وزارة النقل والأجهزة المحلية على تخصيص الأراضى اللازمة لإقامة هذه المشروعات.
وعن أبرز الأسواق المهتمة بالسياحة النيلية، أوضح الخادم أنها تتمثل فى الأسواق الانجليزية والألمانية والفرنسية والأمريكية واليابانية، فضلاً عن السوق العربية التى بدأت بالاهتمام بهذه النوعية من السياحة.
وعن خطة التوسع فى إقامة مراس نيلية جديدة، قال مستشار وزير السياحة إن العقبة الوحيدة التى تواجه عمل هذه المراسى حالياً هى عدم توافر الأراضى الكافي، مشيراً إلى أنه يجرى التفاوض حالياً مع وزارة النقل تمهيداً لاقامة مرسى فى منطقة بنى حسن فى محافظة المنيا.
وعلى صعيد متصل كشف مستشار وزير السياحة عن وجود خطة تضعها الوزارة بالتنسيق مع الهيئات التابعة لوزارة النقل تتضمن ربط محافظات الصعيد ليكون لها منفذ على المحافظات الشاطئية، وذلك عبر إقامة سلسلة من الطرق البرية وخطوط السكك الحديدية، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من مشروع طريق الكريمات – الزعفرانة لربط محافظتى بنى سويف والجيزة بمنطقة البحر الأحمر.
الانتهاء من مشروع طريق لربط محافظة المنيا بمنطقة رأس غارب بالقرب من الغردقة
وقال إنه تم الانتهاء من مشروع طريق لربط محافظة المنيا بمنطقة رأس غارب بالقرب من الغردقة، مشيراً إلى وجود مفاوضات مع وزارة النقل ممثلة فى هيئة الطرق والكبارى لاعتماد مخصصات مالية جديدة لزيادة القدرة الاستيعابية للطريق.
ولفت مستشار وزير السياحة إلى أن هناك إجتماعًا خلال الأيام القليلة المقبلة مع ممثلين عن وزارتى النقل والبترول للسماح بمرور الأفراد والركاب عبر ميناء رأس غارب المتخصص فى نقل المنتجات البترولية بما يساعد على زيادة أعداد الوفود السياحية لمنطقة الغردقة، كما أنه يخدم حركة الحج والعمرة وتيسير حركة نقل العمالة المصرية للسوق السعودية.
وأضاف أن هناك خطة لرفع مستوى شبكة الطرق الواصلة بين منطقتى سفاجا وقنا والتى تتميز بوجود كثافة عالية من الوفود السياحية، خاصة لرحلات اليوم الواحد القادمة من الغردقة للأقصر وأسوان، مشيراً إلى أن الهدف من هذه التوسعات التقليل من معدلات الحوادث وإن كان معظمها ناتجًا عن أخطاء السائقين، وفق قوله.
وقال إنه تم الانتهاء من إنشاء طريق عرضى يربط منطقة أسوان بمرسى علم لتسهيل حركة الوفود السياحية بين المنطقتين، مشدداً على سرعة الانتهاء من المشروع الذى تبنته حكومة الدكتور عصام شرف لربط محافظة سوهاج بمنطقة الغردقة بما يساعد على زيادة أعداد السائحين لمحافظات الصعيد.
وفيما يتعلق بتنشيط السياحة البحرية، قال مستشار وزير السياحة إن الوزارة تمكنت خلال الفترة القليلة الماضية من الوساطة بين شركة أوراسكوم القابضة للتنمية من ناحية وهيئة موانئ البحر الأحمر لاعادة تشغيل منفذ «طابا هايتس»، بعد أن كان متوقفاً نظراً لوجود اشتراطات وضعتها وزارة النقل تلزم اليخوت السياحية القادمة من ميناء العقبة بميناء نويبع لتخليص الرسوم والاجراءات الجمركية والعودة مرة أخرى لميناء طابا بما يمثل عبئًا كبيراً على الشركات.
مصر لا تستفيد إلا بـ 25% فقط من حصتها فى السياحة البحرية
وقال الخادم إن مصر لا تستفيد إلا بـ 25% فقط من حصتها فى السياحة البحرية التى تأتى لمنطقة البحر المتوسط، مشيراً إلى أن الاحصاءات الدولية تشير إلى أن إجمالى الوفود السياحية الوافدة عبر السياحة البحرية تقدر بحوالى 30 مليون سائح تتوزع بواقع 75% من السوق الأوروبية و25% من السوق الأمريكية.
وأضاف أنه بالرغم من موقع مصر المتميز على البحر المتوسط وامتلاكها عددًا واسعًا من الموانئ البحرية لكن أعداد الوفود السياحية القادمة عبر البحر لا تتجاوز الـ 800 ألف سائح نتيجة السياسات التى تفرضها الجهات الحكومية على سفن الركاب البحرية داخل موانئ الاسكندرية وبورسعيد.
وأوضح مستشار وزير السياحة أن هناك قيودًا مشددة على دخول وخروج السائح والذين يطلق عليهم سياحة اليوم الواحد، مشيراً إلى أن الجهات الأمنية تشرط لنزول السائح من السفن أن يكون حاملاً جواز سفر.
وأضاف أن أكثر من 60% من الوفود القادمة عبر السياحة البحرية لا يحملون إلا اثبات الهوية فقط على غرار ما هو متبع فى دول أوروبا بالكامل، فضلاً عن دول مثل تونس والمغرب واسرائيل وتركيا وغيرها من الدول.
وأكد مستشار وزير السياحة أن الرسوم المفروضة على سفن نقل الركاب أثناء الدخول والخروج والرسوم فى الموانئ المصرية، تفوق 4 أضعاف الرسوم التى تتحملها هذه السفن فى أى منطقة فى العالم الأمر الذى دفع هذه الشركات إلى استبعاد السوق المحلية من برنامجها.
ولفت الخادم إلى أن عددًا كبيرًا من مؤسسات التمويل الدولية أبدت ملاحظتها على أسلوب العمل فى الموانئ المصرية وعلى رأسها هيئة المعونة الأمريكية خلال المؤتمر الذى نظمته جمعية رجال الأعمال بالاسكندرية منتصف الشهر الماضى.
وقال إن ميناءى الاسكندرية وبورسعيد يمكنها استقبال أضعاف الأعداد التى يقومان باستقبالها حالياً إذا تمت ازالة جميع المعوقات التى تواجه منظمى الرحلات نظراً لقرب موقعهما من معظم المناطق الأثرية خاصة القاهرة التى تمكن السائح من عمل جولة داخل جميع المناطق خلال فترة لا تزيد على 16 ساعة.
أعداد شركات النقل البحرى السياحى العاملة فى السوق المحلية محدودة
ولفت مستشار وزير السياحة إلى أن أعداد شركات النقل البحرى السياحى العاملة فى السوق المحلية محدودة حيث لا تتجاوز الـ 7 شركات، لافتاً إلى أن إنهاء جميع المشاكل التى تواجهها منظومة النقل البحرى سيساعد على مضاعفة أعداد الشركات فى فترة زمنية قصيرة جداً.
وانتقد الخادم عدم انعقاد المجلس الأعلى للموانئ منذ أكثر من 12 شهراً، مشيراً إلى أنه لم ينعقد بعد الثورة إلا مرة واحدة فقط فى حكومة الدكتور عصام شرف بالرغم من أهميته فى حل المشاكل التى تواجه قطاع النقل البحرى بمختلف أنواعه وعلى رأسها النقل السياحي.