رغم خسائر المنافسين.. مؤسس «دابسي» يتوقع أرباحاً من العام الأول.. لن تكون شركة للركاب فقط

الدكتور طه الحكيم رئيس مجلس الإدارة في أول حوار صحفي

رغم خسائر المنافسين.. مؤسس «دابسي» يتوقع أرباحاً من العام الأول.. لن تكون شركة للركاب فقط
أحمد عاشور

أحمد عاشور

2:17 م, الأثنين, 11 مايو 20

أثارت شركة دابسي «dubci» الجدل منذ اقتحامها مجال النقل التشاركى باستخدام المحمول فى يوليو 2019، ورغم أنها ما زالت تجهز نفسها لأول رحلة أعلنت أن خدماتها لن تقتصر على طلب السيارات فقط، بل ستشمل يخوتا وطائرات ودراجات نارية وحافلات.

ولم تكتف «دابسي» بالإعلان عن نفسها بشكل تقليدى بل نشرت لوحات إعلانية عملاقة فى غالبية الشوارع والميادين، وسرعان ما انتشرت الأحاديث حول ارتباطها بإحدى الجهات المهمة فى الدولة، وهو ما تم نفيه بشكل قاطع على الفور، وأكدت أنها مملوكة لرجال أعمال مدنيين وطنيين، وأنها ستحدث حراكا فى سوق النقل التشاركى.

ورغم أن «دابسي» لم تعد بنفس البريق الذى كانت عليه فى يوليو 2019، إلا أن فكرتها ما زالت قائمة، فمنذ أشهر أعلنت أنها توصلت لتمويل ضخم من إحدى المؤسسات التمويلية، عقب ذلك أعلنت عن تعاقدها مع وزارة الداخلية لفحص سيارات السائقين من خلال مراكز الفحص الإلكترونى الخاصة بالوزارة ومجمعات الشرطة لصيانة السيارات، ولكن جاء «كورونا» وتعطل الانطلاق.

انتقلت «المال» لزياة قصر «دابسي»، الخميس الماضى، بهدف إجراء حوار صحفى، هو الأول من نوعه، مع الدكتور طه الحكيم، رئيس مجلس إدارة الشركة التى تحمل نفس اسم القصر أو يحمل القصر اسمها.. لكننا لم نتطرق إلى المسمى بدون قصد.

الحوار بحث بشكل تفصيلى فكرة الشركة ورؤيتها، ولماذا لم تخرج للنور رغم الشهرة الواسعة التى اكتسبتها منذ البداية، كما شمل الحديث أيضا شرح أسباب خسارة العاملين بسوق النقل التشاركى رغم الانتشار الواسع محليا وعالميا.

الحوار خلص لنتيجة رئيسية وهى أن «دابسي» ليست مجرد شركة لنقل الركاب باستخدام تطبيق يتم تحميله عبر الهاتف المحمول للتنقل من مكان لآخر، ولكنها تقدم مجموعة متكاملة من الخدمات تعتمد على نفس التكنولوجيا المستخدمة فى نقل الركاب وفقا لرؤية رئيس الشركة ومؤسسها والتى طرحها خلال حديثه.

وإلى نص الحوار..

بداية قال الحكيم إن «دابسي» كانت حريصة منذ بدايتها على خلق «براند قوى» وفاجئت الجميع بإعلانات فى كل مكان، لكن الإعداد لها سبق تلك الحملة الضخمة بنحو 10 سنوات ونجحت قبل ثلاث سنوات فى ابتكار التطبيقات اللازمة لاقتحام هذا المجال.

الكيانات العاملة بـ«تحرق فلوس» مقابل الانتشار ..ولدينا «business model» مختلف

وأضاف الحكيم منذ أن قررت «دابسى» العمل فى مجال النقل التشاركى ولديها «business model» مختلف عما تستخدمه باقى الشركات التى تعتمد على التضحية بأرباحها أو مقابل خلق قاعدة واسعة من العملاء لكن الشركة تتبع سياسة تحقيق الربحية من العام الأول.

وأوضح أن النموذج القائم فى شركات النقل التشاركى منذ 2006 مازال يعتمد على سياسة الانتشار لخلق علامة قوية يمكن من خلال منافس آخر يطمح فى زيادة حجم أعماله وتعزيز سيطرته.

وقال الحكيم إن 40% من إيرادات «دابسي» فقط ستكون من نشاط الركاب، و60% المتبقية من أنشطة وخدمات أخرى، لكنه كان متحفظا فى البداية فى الحديث عنها للحفاظ على السرية ومنع المنافسين من الاستفادة منها قبل الانطلاق فى السوق، ضاربا المثل بإدخال إحدى الشركات العالمية خدمة النقل بالطائرات بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان دابسى عنها، غير أنه سرد بعض منها فى سياق الحديث عن الخدمات التى سيشملها نظام العمل بتطبيق «دابسي».

حولنا السائق لقائد يحظى بنفس درجة الاهتمام بالعميل

وأكد الحكيم تفوق وجدية شركته، حيث استطاعت منذ اللحظة الأولى جمع كل وكلاء الشركات العاملة، لأنها غيرت فلسفة التعامل مع السائق فأصبح «قائدا» وليس مجرد «كابتن»، وأنه بنفس أهمية العميل لأنه مصدر ورأسمال الشركة.

وأضاف أن الشركة كانت قاب قوسين من تنظيم احتفالية عملاقة، بمناسبة الانطلاق الرسمى لولا ظهور فيروس كورونا الذى قيد حركة السفر والانتقالات والاجتماعات فى الداخل والخارج.

«كورونا» عطلت انطلاقنا وحرمتنا من تحطيم 5 أرقام قياسية

وأشار إلى أن الاحتفالية كانت ستشهد تحطيم العديد من الأرقام القياسية، منها الوصول لأكبر نسبة مشاهدات للحفل على اليوتيوب، حيث كان مستهدف 100 مليون مشاهدة فى 24 ساعة، مقارنة بأعلى رقم محقق فى هذا الصدد (72 مليون مشاهدة حققته أغنية يابانية فى 24 ساعة)، وأكبر شاشة عرض بارتفاع 30 مترا وعرض 300 متر فى حضور 250 ألف شخصية، فضلا عن إطلاق نصف مليون رحلة فى 24 ساعة أيضا.

وأكد الحكيم أن ستفصح أيضا عن شكل تطبيقها للجمهور خلال الأيام القليلة المقبلة، بجانب سلسلة أخرى من التطبيقات تستخدم فى الدفع الإلكترونى والتواصل الاجتماعى.

خطة لاستثمار 750 مليون جنيه وسنتوسع فى 5 دول بعد عامين من انكسار الجائحة

وعن الأرقام والاستثمارات، كشف الحكيم (وهو عضو نقابة المهن السينمائية محترف فى الإخراج، ويعمل فى مجال البرمجة منذ وقت طويل، ولديه استثمارات فى المطاعم السياحية أيضا) أن الخطة الاستثمارية لـ«دابسي» تتضمن ضخ 750 مليون جنيه والتوسع فى 5 دول تشمل مصر والإمارات والسعودية والمغرب ودولة أفريقية خلال عامين من انكسار موجه كورونا، مؤكدا أن الشركة تتوقع تحقيق معدل ربحية يتراوح ما بين 21 – %25 من العام الأول، ولديها خطة للطرح فى البورصة 2021.

الكشف عن التطبيق خلال أيام ويتيح طلب الإسعاف والإبلاغ عن الجريمة بالتنسيق مع «الصحة» و«الداخلية»

وتحدث الحكيم بشكل أكثر تفصيلا عن الخدمات الإضافية التى ستقدمها «دابسي»، حيث سيسمح تطبيقها للعملاء بطلب الإسعاف بالتنسيق مع وزارة الصحة، وونش إنقاذ بالتعاون مع إدارة المرور، إضافة إلى دور مجتمعى آخر وهو الإبلاغ عن الجرائم مثل السرقة أو أى أعمال مخالفة للقانون بالتنسيق أيضا مع وزارة الداخلية.

إطلاق خدمة سيكون السائق فيها خبيرا في مجال ما (المحاماة أو الرسم أو الديكور) ويحصل العميل على المشورة

وستضيف «دابسي» خدمة أخرى عبارة عن «advisor trip»، كما قال الحكيم، وسيكون السائق فيها خبيرا فى مجال ما مثل المحاماة أو مهندس ديكور أو رسام، يحصل منه العميل على مشورة خلال طريقهما إلى النادى أو العمل بمقابل محدد.

وقال الحكيم إن تطبيق تلك الفكرة سيسهل للطرفين الحصول على الخدمة، فالعميل لن يحتاج للذهاب للمحامى فى مكتبه، والمحامى سيتمكن من إيجاد عملاء بشكل سهل وبسيط دون عناء، وخلق علاقات دائمة فيما بعد مع عملائه خارج تطبيق «دابسي».

وكشف أن «دابسي» فى جعبتها خدمة أخرى لتوفير سيارات كهربائية ذكية يقودها العميل بنفسه، حيث توفر له الشركة السيارة فى المكان الذى يطلبه وتركها أيضا فى المكان الذى يرغب فيه، وكل ذلك يتم عبر بار كود يُرسل للعميل لفتح باب السيارة، بينما يقوم هو بسداد أتعاب الرحلة من خلال بطاقته الائتمانية مع إرسال صورة لبطاقته الشخصية للتأكد من هويته.

وأشار إلى أن الشركة لديها خطة للتوسع فى النقل الجماعى مع التركيز على المدن الجديدة و لافتا إلى أنها أطلقت على عام 2020 عام الاستثمار فى العاصمة الجديدة.

السوق المصرية تستوعب 5 شركات.. وسويفل تجربة ناجحة

وذكر أنه رغم الفرص الواعدة للنقل الجماعى إلا أنه يواجه تحديات عديدة فى ظل أزمة فيروس كورونا، الأمر الذى دفع العديد من الشركات لتسريح عمالتها لكنه أشار إلى أن السوق فى الظروف العادية قادرة على استعاب ما لايقل عن 5 شركات للنقل التشاركى الخاص والجماعى.

وفى نفس السياق، أشاد الحكيم بتجربة شركة للنقل الجماعى التشاركى التى بدأت من الصفر، وتمكنت من جمع التمويل أكثر من مرة فى وقت قياسى وانتشرت فى الخارج أيضا.

كما كشف عن دخول «دابسي» فى مشاركة مع أحد رجال الأعمال لإقامة مصنع لإنتاج الكمامات، وسيتم افتتاحه خلال شهر رمضان الجارى فى مدينة العبور بطاقة نصف مليون وحدة يوميا، تتضاعف فى وقت لاحق.

وأكد الحكيم أن المصنع سيلبى احتياجات السائقين وسيتم طرح إنتاجه فى السوق بأسعار أقل من المعلنة، وجار التنسيق مع إحدى الجهات الرسمية لبيع إنتاج المصنع الوليد فى منافذها بما يساهم فى الحد من ظاهرة الاستغلال وارتفاع الأسعار.

تأمين طبى وناد ومستشفى ومصايف للسائقين

كان رئيس مجلس إدارة «دابسي» حريصا على ضرورة الاهتمام بقائد السيارة بنفس قدر الاهتمام بالعميل، مؤكدا أن رأسمال شركات النقل التشاركى هو «صاحب السيارة»، مشيرا إلى أن الشركة قامت منذ اليوم الأول بتأسيس إدارة للموارد البشرية لخدمة العاملين، وتم الاستعانة بشركة استشارات قانونية كبرى لخدمتهم.

وقال الحكيم إنه سيتم توفير مستشفيات ونواد ومصايف للعاملين وتأمينهم ضد المخاطر، كما وعد جميع من قاموا بفحص سياراتهم فى مركز الخدمات التابعة لوزارة الداخلية بإجراء فحص آخر على أن تتحمل تكلفة «دابسي».

تطبيقات «دابجي» و«دابي» و«دابوي»

وتعتزم دابسى «dubci» إطلاق 3 تطبيقات جديدة، خلال الأيام القليلة المقبلة، للدفع الإلكترونى والتواصل الاجتماعى والبث المباشر للفيديوهات.

التطبيق الأول دابجى «dubgi»، وهو عبارة عن محفظة ذكية للسداد والتحويل النقدى بالاتفاق مع أحد البنوك المحلية وشركة دفع عالمية، ويتيح لعملائه التعامل مع جميع المحافظ الإلكترونية المتاحة فى السوق من خلال رقم الهاتف مع ميزة إضافية لتبادل الرسائل، وعلى غرار التواصل عبر تطبيق «الواتس آب».

والتطبيق الثانى هو دابى «dubyi»، ويتيح بثًّا مباشرًا للفيديوهات على غرار تطبيق تيك توك «tik tok»، مع وضع ضوابط للمحتوى فلن يُسمح بنشر أى مواد غير أخلاقية أو تتعلق بالسياسة، والاستعانة بفكرة المصنفات الفنية بحيث يتم تصنيفه وفقًا للفئة العمرية +12 أو +18، أما التطبيق الثالث فهو للتواصل الاجتماعى على غرار فيسبوك، وسيكون تحت مسمى دابوى «dubwi».

المساهمين

ويشار إلى أن محمد الوكيل صاحب مجموعة الوكيل للاستثمار العاملة فى مجال السيارات والمقاولات، ضمن المساهمين والمؤسسين فى «دابسى» بجانب الحكيم وعدد من رجال الأعمال، وأشار الأخير إلى أن الهيكل الإدارى للشركة يضم مجموعة من الشباب تتوفر لديهم الخبرة والكفاءة.