رسوم ترامب الجمركية على المعادن تُثير ردود فعل انتقامية من كندا والاتحاد الأوروبي

حذّر وزير الشئون الأوروبية الفرنسي بنيامين حداد من أن الاتحاد الأوروبي قد يُوسّع نطاق استجابته

رسوم ترامب الجمركية على المعادن تُثير ردود فعل انتقامية من كندا والاتحاد الأوروبي
أيمن عزام

أيمن عزام

5:04 م, الأربعاء, 12 مارس 25

دخلت زيادة الرئيس دونالد ترامب للرسوم الجمركية على جميع واردات الولايات المتحدة من الصلب والألومنيوم حيز التنفيذ، يوم الأربعاء، مُعززًا بذلك حملته لإعادة تنظيم التجارة العالمية لصالح الولايات المتحدة، ومُثيرًا ردود فعل انتقامية سريعة من كندا وأوروبا، بحسب وكالة رويترز.

يُعيد إجراء ترامب لتعزيز الحماية لمنتجي الصلب والألومنيوم الأمريكيين الرسوم الجمركية السارية بنسبة 25% على جميع واردات المعادن، ويُوسّع نطاق الرسوم لتشمل مئات المنتجات النهائية، من الصواميل والمسامير إلى شفرات الجرافات وعلب الصودا.

أدى تركيز ترامب المُفرط على الرسوم الجمركية منذ توليه منصبه في يناير إلى زعزعة ثقة المستثمرين والمستهلكين والشركات بطرق يخشى الاقتصاديون من أنها قد تُسبب ركودًا اقتصاديًّا في الولايات المتحدة وتعوق نمو الاقتصاد العالمي.

استجابت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي والمكلفة بتنسيق الشؤون التجارية، بسرعة، قائلةً إنها ستفرض رسومًا جمركية مضادة على سلع أمريكية تصل قيمتها إلى 26 مليار يورو (28 مليار دولار)- غالبًا ما يكون لها أثر رمزي أكثر من أثرها الاقتصادي- اعتبارًا من الشهر المقبل.

ومع ذلك، صرحت رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين، للصحفيين، بأنها كلفت مفوض التجارة، ماروس سيفكوفيتش، باستئناف المحادثات مع المسؤولين الأمريكيين بشأن هذه المسألة.

وقالت: “نعتقد اعتقادًا راسخًا أنه في عالم محفوف بالشكوك الجيواقتصادية والسياسية، ليس من مصلحتنا المشتركة إثقال كاهل اقتصاداتنا بمثل هذه الرسوم”.

وقال مسئول كندي، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن كندا، أكبر مورد أجنبي للصلب والألومنيوم للولايات المتحدة، ستعلن عن رسوم جمركية انتقامية بقيمة 29.8 مليار دولار كندي، يوم الأربعاء.

وأعلنت وزارة الخارجية الصينية أن بكين ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها، بينما قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، يوشيماسا هاياشي، إن هذه الخطوة قد يكون لها تأثير كبير على العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة واليابان.

وانتقدت كندا وبريطانيا وأستراليا، حلفاء الولايات المتحدة المقربون، الرسوم الجمركية الشاملة، حيث قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز إن هذه الخطوة “تتعارض مع روح الصداقة الراسخة بين بلدينا”. ومع ذلك، استبعد فرض رسوم جمركية متبادلة، كما استبعدتها بريطانيا.

الدول الأخرى الأكثر تأثرًا بالرسوم الجمركية هي البرازيل والمكسيك وكوريا الجنوبية، والتي تمتعت جميعها بمستوى من الإعفاءات أو الحصص.

من خيط تنظيف الأسنان إلى الماس

دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرون أقل تأثرًا في الوقت الحالي. وقدّر معهد كيل الألماني أن الضرر الذي سيلحق بإنتاج الاتحاد الأوروبي لن يتجاوز 0.02%، لأن “جزءًا صغيرًا فقط” من المنتجات المستهدفة يُصدّر إلى الولايات المتحدة.

ومع أن تدابير الاتحاد الأوروبي المضادة متنوعة بشكل لافت، وتتراوح من خيط تنظيف الأسنان إلى الماس، ومن أردية الحمام إلى البوربون، إلا أنها لا تغطي سوى سلع تُعادل تجارة ستة أيام من السلع والخدمات ضمن العلاقة التجارية العملاقة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

ومع ذلك، حذّر وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي، بنيامين حداد، من أن الاتحاد الأوروبي قد يُوسّع نطاق استجابته.

وقال لقناة TF-1 التليفزيونية: “على سبيل المثال، إذا اضطررنا إلى اتخاذ إجراءات إضافية، فيمكن إدراج الخدمات الرقمية أو الملكية الفكرية”.

في البداية، هدد ترامب كندا بمضاعفة الرسوم الجمركية إلى 50% على صادراتها من الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة، لكنه تراجع بعد أن علقت مقاطعة أونتاريو الكندية تحركا لفرض رسوم إضافية بنسبة 25% على صادرات الكهرباء إلى بعض الولايات الأمريكية.

إمدادات الألومنيوم الكندية

تصاعدت حدة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وكندا في الوقت الذي يستعد فيه رئيس الوزراء جاستن ترودو لتسليم السلطة لخليفته مارك كارني، الذي فاز في سباق قيادة الحزب الليبرالي الحاكم، نهاية الأسبوع الماضي.

وكرر ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي رغبته في أن تكون كندا “ولايتنا الأولى والخمسين العزيزة”.

وصرح وزير الطاقة الكندي جوناثان ويلكنسون لرويترز أن كندا قد تفرض إجراءات غير جمركية، مثل تقييد صادرات النفط إلى الولايات المتحدة أو فرض رسوم تصدير على المعادن، إذا استمرت الرسوم الجمركية الأمريكية.

وتتمتع كندا بالموارد الوفيرة من الطاقة الكهرومائية التي جعلت إنتاج الألومنيوم الأولي أقل تكلفة، مقارنةً بالولايات المتحدة.

وبنت كندا مكانة رائدة في سوق الألومنيوم الأمريكي وتوقفت عن العمل مصاهر الألومنيوم الأمريكية، التي تسعى رسوم ترامب الجمركية إلى إنعاشها.