رسالة إلى الرئيس

2:59 م, الأحد, 11 يناير 15

جريدة المال

المال - خاص

2:59 م, الأحد, 11 يناير 15

أفكار الخرادلى

سيادة الرئيس..

لست أرى سلاما بين الشعب وتلك الكيانات لو سعت الدولة إلى ارضائها حتى ولو على حساب التاريخ ونعيد عملية نفاقها تماما مثلما حدث عقب 25 يناير، لأن ذلك يكون على حساب ايجابيات كثيرة وكبيرة تحققت فى تلك العهود مهما شابها من سلبيات ويمكن البناء عليها – وهو ما أراه يتم حقيقة- فنحن ما زلنا نستفيد من تلك الايجابيات مثل تأميم قناة السويس واننشاء السد العالى، ومجانية التعليم رغم ما شابها من سوء تطبيق فيما بعد، وعملية السلام بين مصر واسرائيل واستعادة سيناء، واستعادة طابا، وسلام واستقرار وعدم الدخول فى حروب لاطائل من ورائها على مدى ثلاثين عاما، ونمو اقتصادى واحتياطى نقدى قضى عليه الاخوان فى عام واحد.

سيادة الرئيس ..

إننى على ثقة من أن توجيهاتك للحكومة هى البناء على ما سبق من ايجابيات خلال العهود السابقة ومشروع قناة السويس الجديدة لأكبر دليل على ذلك. كما اننى على ثقة من قيامكم باصلاح ماهو قابل للاصلاح من أخطاء، أما غير القابل للاصلاح فلا مفر من القضاء عليه ومساواته بالأرض وتشييد بناء جديد على اسس سليمة ولكن لا أظن أن مساواة كل شىء بالأرض والبناء من جديد كما يطالب بعض «الحنجوريين « تفكير يمكن أن يصدر الا عن مجنون أو خائن يسعى لتنفيذ مخطط هدم الدولة تماما كما تم فى العراق الذى كان.

سيادة الرئيس ..

مثل كل الشعب المصرى ثقتى فى قيادتك وقدرتك واخلاصك بلا حدود، وعلى يقين أنك تستطيع تحقيق توازن جيد مع برلمان ننتظره حتى نتمم الاستحقاق الثالث، وان كنا غير واثقين أن كل نوابه سيكونون على قلب رجل واحد فى حب مصر والعمل لصالحها قبل مصالحهم الشخصية.

سيادة الرئيس ..

إن ظروفنا والأخطار المحدقة بنا تحتم علينا الا نترك أنفسنا فريسة للماضى نستغرق فيه وفى سوءاته وأحزانه وأتراحه، ونتشاحن ونتطاحن بسببه، ويسعى كل طرف لجذب الطرف الآخر إلى ما يراه صحيحا. لنترك الماضى للتاريخ يحكم عليه، على أن نستفيد من تجاربه دون أن يسيطر علينا ويعطلنا عما يجب أن نقوم به لاصلاح أحوالنا. عمل ضخم ينتظرنا ولن يقدر عليه جيل واحد، ولكن علينا أن نبدأ ونضع نواة الاصلاح على اسس سليمة. وأستعير ما قلته فى حديثك لرؤساء تحرير الأهرام والأخبار والجمهورية لأنه يعبر عن مطلب كل الوطنيين المخلصين: «المهمة لن تكتمل الا بوقفة المصريين معى، وأن يكون الشعب كله كتلة واحدة، هذا سياق ليس فيه اسقاط على أحد ولا هجوم على أحد. مهمتى أن الملم جراح مصر. البلد جرحت على مدى سنين، هذه مسؤوليتنا جميعا.. قوى سياسية واعلاماً وشباباً، علينا أن نلملم الجراح ونعيد الاصطفاف، وحتى المعارضين يجب عدم انتقادهم، كفانا تمزقا. مصر كادت أن تضيع وعلينا ألا نختلف».

كلام رائع والأهم مجهودات ومشروعات تشير إلى مستقبل أشبه بالحلم تحتاج لجهد وعمل وإخلاص الجميع، ولكن تصريح واحد يوحى بالانحياز أو الميل إلى طرف دون الآخر هو الذى يقلق الناس.

سيادة الرئيس ..

إن أصعب وأثقل مهمة تواجهك هى علاج التجريف الذى أصاب الشخصية المصرية على مدى نصف قرن. أما النفاق والمنافقون فإننى على يقين أنك تعرفهم بالاسم. فهم دائما يهيلون التراب على كل تاريخ سابق رغم أنهم مشاركون فيه بنفاقهم، ولكنهم ينقلون بخورهم إلى الحاكم الجديد. إنهم خبراء فى فرعنة الحاكم وكل حاكم، وهم أول من ينقلبون عليه إذا سقط، فيشطبون على أى انجاز حدث خلال حكمه. هؤلاء يسيئون لكل حاكم ويخصمون من رصيده لدى الناس.

لقد عودتنا منذ أن عرفناك أن تكون قدوة لنا، تبدأ بنفسك فى كل ما تتمناه منا، ولا أشك أن كل ما سبق ستكون أنت قدوتنا فيه لعلاج كل ما شاب الشخصية المصرية من سلبيات.

جريدة المال

المال - خاص

2:59 م, الأحد, 11 يناير 15