رحيل أحمد عدوية.. خسارة كبيرة تتكبدها الأغنية الشعبية في الوطن العربي

رحل أسطورة الغناء الشعبي وأحد أعمدة الأغنية الشعبية ورموزها " أحمد عدوية" تاركا العديد من الأغنيات التي حققت له شهرة كبيرة بالوطن العربي وتوجته ملكا للأغنية الشعبية المصرية كما يلقبه عشاقه ونجوم الوسط الفني .

رحيل أحمد عدوية.. خسارة كبيرة تتكبدها الأغنية الشعبية في الوطن العربي
أحمد حمدي

أحمد حمدي

1:02 ص, الأربعاء, 1 يناير 25

رحل أسطورة الغناء الشعبي وأحد أعمدة الأغنية الشعبية ورموزها ” أحمد عدوية” تاركا العديد من الأغنيات التي حققت له شهرة كبيرة بالوطن العربي وتوجته ملكا للأغنية الشعبية المصرية كما يلقبه عشاقه ونجوم الوسط الفني .

ومن الأغنيات التي قدمها عدوية في مشواره الفني الذي بدأه بفترة الستينات وحقق شهرة كبيرة بفترة السبيعنيات ” يابنت السلطان” و” زحمة يادنيا زحمة ” و” سلامتها أم حسن” و” حبة فوق ” و” سيب وأنا أسيب” و” راحو الحبايب” و” كركشنجي ” .

كما شارك في أكثر من 20 فيلما سينمائيا في فترة السبيعينات مع كبار النجوم أمثال عادل امام وغيرهم ، وحققت أغنياته في تلك الأفلام نجاحات كبيرة .

تعرض أحمد عدوية لحادث أليم يونيو 89 حينما حاول أحد الأمراء العرب ” طلال بن ناصر الصباح ” اغتياله بفندق الماريوت بالجناج 750 ، بقيامه بوضع جرعة زائدة من الهيروين والكوكايين لعدوية في شراب ” ويسكي ” فأدى لدخوله في غيبوبه ونقله للمستشفى ، وظل لفترة يتم علاجه بين مصر وباريس ، وغاب لأكثر من 10سنوات عن الأضواء بعد هذا الحادث ، حتى عاد عام 2010 للظهور في البرامج والحفلات مرة ثانية وقدم أغنيته الشهيرة مع رامي عياش ” وبحب الناس الرايقة ” .

محمد علي سليمان : لم يستطع أي مطرب شعبي ملآ فراغ ومكان عدوية حينما غاب عن الساحة الغنائية

قال الموسيقار القدير محمد علي سليمان والد النجمة أنغام : أن أحمد عدوية كان ظاهرة اجتماعية وفنية جديدة وموهوبا بالفطرة .

وأردف قائلا ل” المال”  أن عدوية كان أسطورة في الأغنية الشعبية بالطبع ، وأي هجوم تعرض له بسبب مرادفات أغنياته التي قدمها بفترة السبيعينات جاء من قبل أشخاص حاولو هدم نجاحه ونجوميته بأسلوب عقيم فكريا ليس أكثر .

أستطرد قائلا أنه لم يستطع أي مطرب شعبي ملآ فراغ ومكان عدوية حينما غاب عن الساحة الغنائية منذ عام 89 لأكثر من 10 سنوات بعد تعرضه للحادث الشهير ، لافتا الى أنه حينما عاد مرة ثانية للجمهور بعد سنوات من وقوع هذا الحادث لم تكون عودته بنفس وهج السبيعينات التي حقق فيها شهرة كبيرة .

وأكد سليمان أن الراحل عدوية كان مطربا شعبيا حقيقيا وغير تقليدي ، وكان تواجده في السينما اضافة له لكن كانت أغلبها تجارية في المقام الأول ولم تحمل قيمة فنية كبيرة .

صلاح عطية : عدوية لم يأتي صوت مثله في تاريخ الأغنية الشعبية المصرية ولن يأتي

من ناحيته أعرب المؤرخ الموسيقي صلاح عطية أن مشوار عدوية لايتجاوز 15 عاما وتاريخه الفني الذي أبدع فيه مابين عام 73 وحتى  يونيو 89 حتى تعرض لحادثة الماريوت الشهيرة التي أبعدته عن الغناء والجمهور 10 سنوات .

أضاف عدوية لم يأتي صوت مثله في تاريخ الأغنية الشعبية المصرية ولن يأتي ، بالاضافة أن  عدوية قدم ألبومين في بداية السبيعنيات  يضما العديد من المواويل الشعبية ، لكن لم يحققا النجاح الجماهيري .

وأشارعطية الى أنه حينما تعاون عدوية مع بعض الأشخاص في فترة السبيعينات وقدموا له الأغنيات المناسبة لطبقة صوته واحساسه حقق نجاحا طاغيا  بداية من أغنية ” السح دح امبو” ، وكان من أسباب صناعة أحمد عدوية فنيا شركة صوت الحب للمنتج عاطف منتصر الذي قام برعايته .

 ومن صناع أغاني عدوية الشاعر حسن أبو عثمان فهو أهم شخص بالنسبة لمشوار عدوية الفني الذي كتب أجمل أغنيات عدوية   ، بالاضافة للملحن حسن أبو السعود والملحن محمد عصفور والملحن جمال سلامة ، فهؤلاء الأشخاص هم من صنعوا تاريخ عدوية الفني وابداعاته ، أما باقي صناع الأغاني في ذلك الوقت فكان تعاونهم معه عابرا في أغنية أو اثنتين فقط وفق” عطية ” .

وتابع أن الأغنية الشعبية كانت قبل عدوية شيئا بوجود مطربين كبار أمثال محمد عبد المطلب وكارم محمود ومحمد رشدي وشفيق جلال ومحمد العزبي ، وبعد ظهور عدوية سنة 73 أصبح الغناء الشعبي شيئا جديدا ومختلفا تماما وخلق أسلوبا جديدا للأغنية الشعبية فتح الطريق لمطربين آخرين بعده ساروا على نهجه مثل” كتكوت الأمير” و” مجدي الشربيني ” و” عبد الباسط حمودة” و” مجدي طلعت” و” حسن الأسمر ” ثم ” حكيم ” وغيرهم  ، لدرجة أنهم كانوا يسمون أنفسهم باسم ” عدوية ” ضمانا لشهرتهم وعملهم بسهولة في السوق الغنائي .

وشدد عطية أنه لم يوجد مطرب شعبي استطاع أن ينافس عدوية أبدا في فترة توهجه ونجوميته ، لافتا الى أن كل ماقيل عنه واتهامه أنه أفسد الذوق العام بأغنيات” السح دح امبو ” و” حبة فوق ” وغيرها ، لأنه كان يقدم مرادفات جديدة ، وأنصفهه المثقفين مثل الأديب العالمي نجيب محفوظ حينما وصفه أنه ” مغني الحارة ” ويدعو للبهجة ” .

مها متبولي : كان مطربا عالميا وأفضل نجم شعبي بالقرن العشرين

وقالت الناقدة مها متبولي أن عدوية كان مطربا عالميا بمعنى الكلمة ، وصوته كان مليئ بالشجن والاحساس وهو يعتبر أفضل مطرب شعبي في القرن العشرين بدون أي منافس .

وتلفت الى أنه لو لم يكن بهذه القوة لم يكن سينتبه له العندليب عبد الحليم حافظ في تلك الفترة التي ظهر بها عدوية ، لافتة الى أن الهجوم الذي تعرض له في بداية ظهوره بالساحة الغنائية بفترة السبيعينات يرجع لأنه في هذا الوقت كان المطربين الموجودين بالسوق نجاة وعبد الحليم وعبد الوهاب والأغنيات جميعها تحمل طابعا عاطفيا ورومانسيا ، وحينما ظهر عدوية بلون غنائي مختلف بأغنياته المبهجة جذب جمهورا كبيرا له ، لأنه في ذلك الوقت كان الجميع يتعافى من نكسة 67 ويريد أن يفرح فتفاعل الجمهور بشدة مع أغنيات عدوية المبهجة الشعبية .

أكدت متبولي أن أغنيته مع رامي عياش ” وبحب الناس الرايقة” التي قدمها بعد عودته للأضواء بعد سنوات ، حققت نجاحا جيدا ، وقدم بعدها أغنيات مختلفة على قدر صحته وجهده .

أشرف عبد الرحمن : عدوية كان يملك بحة صوتية وخامة جيدة

وعلق الناقد الموسيقي أشرف عبد الرحمن فقال : أن عدوية كان يملك بحة صوتية وخامة جيدة ، لكن استخدامه وغنائه لكلمات مثل ” السح دح امبو” والكثير من الأغنيات التي لاقت انتقادات وهجوما شديدا عليه كان أفضل وسيصبح اضافة جديدة للأغنية الشعبية مثل المطرب الراحل محمد رشدي .

وأضاف أنه قدم أغنيات جيدة مثل ” راحو الحبايب” و” يابنت السلطان” ، لكنه كان يملك صوتا مميزا وموهبة جيدة وكان يمكنه استغلالها بشكل أفضل في أغنيات تحمل موضوعات ومضمونا مهما للمستمع .

حيث أن المطربين الشعبيين الكبار مثل محمد رشدي وغيرهم أضافوا للأغنية الشعبية وطوروها ، وقدموا أغنيات رائعة في تاريخهم الفني دون استخدام كلمات قد لاترقى للذوق العام .