رحلة تطور «السويدى إليكتريك» من شركة أدوات كهربائية إلى عملاق صناعى ومحاور المستقبل

أحمد السويدى، الرئيس التنفيذى، يكشف فى حوار مع برنامج «CEO Level»:

رحلة تطور «السويدى إليكتريك» من شركة أدوات كهربائية إلى عملاق صناعى ومحاور المستقبل
أحمد علي

أحمد علي

11:12 ص, الأحد, 11 يوليو 21

حلَّ المهندس أحمد السويدى، الرئيس التنفيذى لمجموعة السويدى إليكتريك، ضيفًا على برنامج «CEO Level» فى حلقة الخميس الماضى على شاشةALMAL TV بمنصة يوتيوب، كاشفًا فى الحوار الذى أجراه معه حازم شريف، رئيس تحرير جريدة المال، المراحل التاريخية لرحلة تحول «السويدي» من شركة تجاة أدوات كهربائية إلى عملاق صناعى تخطى حدوده المحلية وصولًا للعالمية.

وكشف الرئيس التنفيذى لمجموعة السويدى إليكتريك، لبرنامج CEO Level الذى يُذاع فى السابعة مساء كل خميس، عن معلومات جديدة لم تكن متاحة عن الشركة، رغم كونها من أهم الشركات المقيدة فى البورصة المصرية.

وتنوعت المعلومات والبيانات التى كشف عنها برنامج CEO Level، بين مرحلة التوسعات الضخمة التى نفذتها الشركة خلال الفترة من 1997 إلى 2000 ومرحلة تأسيس شركات تابعة فى الفترة من 2006 إلى 2008، وأثار الأزمات المالية، سواء المحلية أو العالمية على المجموعة، وبين تغير استراتيجية الشركة التوسعية والتوجهات الجديدة لمجموعة «السويدى إليكتريك» خلال المرحلة المقبلة.

● ألقى حازم شريف، أول أسئلته على الرئيس التنفيذى لمجموعة «السويدى إليكتريك»، متسائلًا على تفاصيل بداية الشركة منذ تاريخ تأسيسها فى عام 1987؟ وكيف نمت وتطورت إلى وضعها الراهن؟

– أحمد السويدي: أشكركم على وجودى كضيف فى برنامج CEO Level، وأود أن أشير إلى أن أول مصنع تم إنشاؤه فى تاريخ الشركة كان فى عام 1988، وكان متخصصًا فى صناعة الكابلات الكهربائية.

بناء أول مصنع للمجموعة عام 1988 بنشاط الكابلات

وأثناء تلك الفترة كان نشاط الكابلات مرتبطًا بالشركة المصرية للكابلات – شركة قطاع عام تمتلك خبرة تصل إلى 20 عامًا وقتها- ولم يكن لها منافس، ثم بدأت «السويدي» زيادة جودة وكمية الإنتاج وتقديم خدمات أفضل بأسعار تنافسية، حتى تصل لمنافسة الشركة الحكومية آنذاك.

من 1997 إلى 2000 أضفنا مصنعًا كل عام بأنشطة الكابلات الخاصة والخامات والنحاس

ثم اتجهت «السويدي» منذ ذلك العام إلى إضافة منتج جديد لمصنعها سنويًّا فى إطار عملية التوسعات، إلا أنها منذ عام 1997 انطلقت بشكل كبير للغاية، إذ أسست مصنعًا جديدًا سنويًا خلال الفترة من عام 1997 إلى 2000، سواء مصانع للكابلات الخاصة، أو الخامات، أو مصنع النحاس الذى كان الأول من نوعه محليًا.

وسارت الأمور بطريقة صحيحة دون أى معوقات فى تلك الفترة، حتى عام 2000، والذى شهد تغيرًا كبيرًا فى استراتيجية الشركة، نظرًا لوقوع أزمة مالية فى مصر، الأمر الذى تسبب فى تداعيات سلبية على السوق تمثلت فى انخفاض حجم الطلب عقب حالة الانكماش المحلية.

ولم يكن أمام الشركة لمواجهة تلك الأزمة سوى طريقين، أولهم هو الاستغناء عن %50 من العمال والموظفين، وغلق المصانع لتقليل المصروفات، والثانى كان التوجه إلى التصدير للتغلب على مشكلة انكماش الطلب المحلى، وتعويضه بالطلب الخارجى، وهو الخيار الذى فضلته الإدارة فى وقتها متوجهة للتصدير الخارجى.

واصطدمت الشركة عند توجهها للتصدير بوجود فارق كبير بين أسعارها وأسعار المنتجات المنافسة لها خارجيًا، بنسبة بلغت %50، نتيجة عدم وجود الخبرة الكافية فى المنافسة، لتقوم بمواجهة ذلك عبر تقليل المصروفات واستخدام السبل الهندسية لتخفيض تكلفة الإنتاج، وكذلك من خلال التفكير جديًا فى الوجود الخارجى ليس فقط عن طريق التصدير، ولكن عن طريق الاستحواذات وتأسيس مصانع خارجية.

وبدأت المجموعة التركيز على دول خارجية أبرزها ليبيا والسودان والعراق وسوريا، وقامت بإنشاء عدة مصانع بها، وكانت بمثابة الانطلاقة الإيجابية للشركة خارجيًا.

الطرح فى البورصة جاء لتمويل توسعاتنا فى دول ليبيا والسودان والعراق وسوريا

وجاءت خطة الطرح فى البورصة، فى ظل رغبة المجموعة فى إقامة مصانع جديدة بدول قطر ونيجيريا وزامبيا وإثيوبيا، إضافة إلى شراء شركات قائمة فى أوروبا، سواء بمجال تصنيع العدادات عبر الاستحواذ على شركة فى سلوفينيا، ومجال التوربينات بشراء مصنع فى أسبانيا.

«2006 – 2008» توسعنا من خلال تأسيس والاستحواذ على 20 شركة وكان تصرف «طائش» إلى حد كبير

وقامت «السويدى إليكتريك» خلال الفترة من 2006 إلى 2008، ببناء أكثر من 20 شركة محليًا وأفريقيًا وأوروبيًا، فى توسع يمكن وصفه بـ «التوسع الغشيم» إلى حد ما، وذلك بسبب عدم الأخذ بعدة اعتبارات، من أهمها إمكانية حدوث أزمات سياسية أو اقتصادية.

● حازم شريف: أرغب فى التوقف عند تلك الجزئية المثيرة فى حديثك حول قرارات الاستحواذات، والدخول السريع للأسواق المختلفة، كيف تم اتخاذ تلك القرارات؟ وهل لم يكن لدى المجموعة مستشارٌ للمخاطر السياسية، فى ظل كون تلك الأسواق ناشئة ذات مخاطر سياسية؟ وما الأخطاء التى وقعت فيها المجموعة؟

– أحمد السويدي: عانت المجموعة من نقص الخبرة، أثناء توسعاتها الضخمة وساعد على اتخاذ قرار التوسع المتسرع سير العمل بالشركة حينها بشكل إيجابى وغياب أى عقبات أو أزمات داخلها، ومن ثم بات لدى الشركة مصنع عدادات فى سلوفينيا، وآخر للتوربينات فى أسبانيا، وشركات على مستوى قارة أفريقيا بالكامل والخليج العربى، إضافة إلى التوسع الكبير فى مصر.

وكان من المؤكد أن يتغير الوضع إن كان لدى المجموعة الخبرة الكافية، لأنه من الطبيعى أن يتم التدرج فى الخطة التوسعية لأى شركة، لأن وقوع الأزمة المالية العالمية فى 2008 كانت له آثار سلبية كبيرة على أرباح الشركة، إذ انخفضت بـ%50 عقب تراجع معدلات الطلب العالمى بنحو %20.

الأزمة العالمية 2008 أدت لانكماش الطلب العالمى بـنحو %20.. وتراجع أرباحنا %50

ورغم إعداد دراسات مسبقة عن ربحية القطاعات والاستثمار فيها، فإن وقوع الأزمة العالمية أطاح بتلك الدراسات التى باتت غير واقعية، ومن ثم أصبح الوضع سلبيًا للغاية، إذ تراجعت أرباح بعض المصانع، بينما تكبدت أخرى خسائر كبيرة.

وكان مصنع توربينات الطاقة فى أسبانيا الأكثر تأثرًا بالأزمة المالية العالمية فى 2008، رغم أنه قبل تلك الأزمة كان يتميز بوجود قائمة انتظار لعملاء تصل مدتها لعام تقريبًا، بأسعار مرتفعة وأرباح كبيرة، إلا أن الأزمة تسببت فى انخفاض الطلب ومن ثم الأسعار بنسبة %30، ليتكبد خسائر مستمرة.

أغلقنا مصنع نيجيريا.. وبعنا مصنع التوربينات فى إسبانيا بـ«يورو» عقب تكبد خسائر ضخمة

واتجهت الإدارة فى توقيت الأزمة العالمية فى 2008، نحو دراسة حلول الوضع الصعب، ومن بينها إغلاق بعض الشركات وبيع البعض الآخر، إذ تم التخلى عن مصنع التوربينات فى أسبانيا بـ«يورو واحد فقط» نظرًا لخسائره الكبيرة، رغم شرائه بنحو 80 مليون يورو، إضافة إلى إغلاق مصنع نيجيريا.

تم تجهيز خطة لانطلاقة جديدة فى 2011 إلا أن ثورات الربيع العربى أجهضتها

وأعدت «السويدى إليكتريك» خطة جديدة لإعادة ترتيب المجموعة والتجهيز لانطلاقة جديدة فى عام 2011، إلا أن وقوع ثورات الربيع العربى فى مصر وسوريا وليبيا واليمن أجهضت تلك الانطلاقة.

توقف 6 مصانع فى سوريا.. وتفجير آخر فى اليمن.. وتراجع مساهمة ليبيا لـ%0 من أعمال المجموعة

وتكبدت المجموعة خسائر كبيرة عقب الثورات العربية، إذ توقفت نحو 6 مصانع عن العمل فى سوريا، إضافة إلى تفجير مصنع للشركة فى اليمن، لكن دون خسائر بشرية، بجانب هبوط حصة السوق الليبية من حجم أعمال المجموعة من %15 لتصبح %0.

وعادت إدارة «السويدى إليكتريك» مجددًا خلال الفترة من 2011 وحتى 2013، لبحث إعادة ترتيب المجموعة، فى ظل الأزمة الكبيرة التى عانت منها، وذلك عبر دراسة ملفات وأنشطة اخرى، من بينها المشاركة فى حل أزمة الكهرباء التى عانت منها مصر فى تلك الفترة.

المجموعة انطلقت فى 2014 عقب المشاركة فى خطة الدولة التوسعية عبر إنشاء محطات الكهرباء والمياه

وفى عام 2014، قدمت المجموعة حلولًا لأزمة الكهرباء، إذ عرضت على القيادة السياسية ومسئولى الدولة، كيفية إنشاء محطات كهرباء فى 6 أشهر فقط، الأمر الذى كان بمثابة انطلاقة جديدة لها، وركزت خلالها على بناء محطات المياه والكهرباء، ثم اختراق نشاط المقاولات الكهربائية والكهرومائية وغيرها.

● حازم شريف: ماذا عن حجم أعمال المجموعة فى مصر ونسبتها لإيرادات المجموعة ككل؟ وكم دولة توجد فيها المجموعة حاليًا؟

– أحمد السويدي: تقدر نسبة إيرادات مصر لإجمالى إيرادات المجموعة، بنحو %50 مقارنة بـ%40 قبل الدخول فى محطات الكهرباء، إذ ارتفعت النسبة عقب العملية التوسعية التى أطلقتها الدولة المصرية فى البنية التحتية خلال الأعوام الماضية.

«السويدى» توجد فى أكثر من 50 دولة بإدارة مصرية بالكامل

وتوجد مجموعة «السويدى إليكتريك» فى أكثر من 50 دولة حول العالم، فى قارة أفريقيا، والخليج العربى بأكمله والعراق والقارة الأوروبية، ومؤخرًا آسيا فى أفغانستان، وأود الإشارة إلى أن الإدارات القائمة على تلك الاستثمارات مصرية بالكامل.

وأكد الرئيس التنفيذى لمجموعة «السويدى اليكتريك»، على اهتمام المجموعة الكبير بملف تدريب العاملين ورفع مستوى الكفاءات، ودعم الشباب فى المراكز الإدارية المختلفة، ما منح المجموعة ميزة تكمن فى انخفاض متوسط أعمار العاملين فى المجموعة.

● وعاد مقدم برنامج CEO Level، لتوجيه أسئلته للضيف مجددًا، متسائلًا على منطقية الوجود فى 50 دولة؟ وهل سيكون استمرار ذلك النوع من التوسعات محور الاستراتيجية المقبلة أم ستتجه المجموعة نحو زيادة حجم الأعمال القائمة وتقليل عدد الأسواق؟

– أحمد السويدي: من المؤكد أن الوجود فى 50 دولة أمر غير سهل، ولكن المجموعة تتبع استراتيجية تنظيمية لأعمال تلك الأسواق، ومتابعة نتائجها، إذ هناك رئيس تنفيذى لكل قطاع فى المجموعة، بجانب مدير لكل بلد يقوم بمتابعة الأعمال وإعداد تقارير عنها يتم رفعها للإدارة العليا.

أما على صعيد التوسعات الجغرافية، فـإن الاستثمارات الراهنة فى الأسواق المختلفة كافية للمجموعة، التى تعتزم التركيز عليها بهدف الحصول على أعلى عائد استثمارى ممكن من تلك الأسواق.

الكابلات والمقاولات يستحوذان على %80 من إيرادات المجموعة مناصفة

● حازم شريف: كم تبلغ نسبة مساهمات الأسواق المختلفة التى توجد فيها «السويدى إليكتريك» فى إيرادات المجموعة ككل؟ وماذا عن شكل الإيرادات خلال الفترة المقبلة وحصة كل قطاع؟

– أحمد السويدي: تستحوذ مصر حاليًا على %50 من إيرادات المجموعة، فيما تسجل دول الخليج نحو %20 من الإيرادات، ومثلها لدول أفريقيا، و%10 للدول الأوروبية.

وعلى صعيد القطاعات، فإن «الكابلات» تستحوذ على %40 من الإيرادات، إضافة إلى حصة مماثلة لقطاع «المقاولات» فيما تؤول الـ%20 المتبقية لصالح قطاع الصناعات، والذى يضم العدادات والمحولات والتكنولوجيا الحديثة، إلى جانب أن المجموعة تُركز حاليًا على مجال التكنولوجيا واستخداماتها، إذ تسعى لإدخال الوسائل التكنولوجيا المختلفة فى كل مراحل الصناعة، سواء فى الكابلات أو المحولات أو العدادات.

نهدف لزيادة المبيعات بـنحو %50 خلال 3 أعوام.. ورفع عدد العاملين %25

● حازم شريف: هل هناك خطط تقديرية لشكل وتوزيع إيرادات المجموعة من حيث الأسواق المختلفة والأنشطة خلال الـ3 – 5 أعوام المقبلة؟

– أحمد السويدي: نأمل فى زيادة المبيعات والإيرادات خلال الـ 3 أعوام المقبلة بنسبة تصل إلى %50، إضافة إلى زيادة عدد العاملين بالشركة بكل الأسواق بنحو %25.

كما تسعى المجموعة لزيادة إيرادات الصناعات الأخرى مثل «العدادات» و«المحولات» لتسجل %40 من إجمالى إيرادات المجموعة، مقابل %30 لنشاط الكابلات، ومثلها لقطاع المقاولات.

فيما ستستحوذ مصر على %40 من إيرادات المجموعة، مقابل %60 لباقى دول العالم، وذلك فى ظل عملية التوسع التى تنفذها الحكومة المصرية فى البنية التحتية مثل الكبارى والطرق والتوجه نحو التحول الرقمى، وبناء المستشفيات ومحطات الكهرباء والمياه والصناعة، التى تعد عملية تنمية لم تحدث فى تاريخ مصر، بغض النظر عن التوسعات التى تمت فى عهدى محمد على باشا والخديو إسماعيل.

ويكمن الفارق بين عهدى محمد على وإسماعيل باشا، والفترة الحالية، أن الجيش فى عهد محمد على هو الذى كان يقوم بتنفيذ التوسعات بأكملها لعدم تواجد قطاع خاص حينها، أما الفترة الراهنة فإن الجيش يقوم بدور المنسق والمشرف، فيما تقوم شركات القطاع الخاص بتنفيذ الأعمال.

● حازم شريف: هل أستطيع القول بأن «السويدى إليكتريك» تسعى إلى التوسع فى الصناعات التى تعتمد على التكنولوجيا مثل «العدادات الذكية» و«المحولات»؟

– أحمد السويدي: بالطبع، نسعى إلى الصناعات التى ستعتمد على التكنولوجيا خلال الفترة المقبلة، ومن ثم فإن النسبة الأكبر فى زيادة الإيرادات ستكون من قطاع الصناعات الأخرى مثل العدادات والمحولات.

نستحوذ على %50 من سوق العدادات الذكية فى ألمانيا

● حازم شريف: قمت بالإشارة إلى أن المجموعة تسعى لرفع كفاءة الاستثمارات القائمة، فما أكثر الأسواق التى قد تحقق إيرادات كبيرة خلال الفترة المقبلة؟

– أحمد السويدي: يجب الإشارة إلى أن «السويدى إليكتريك» تتوسع فى أوروبا بشكل حذر؛ نظرًا لوجود منافسة شديدة بجانب وجود شبه اكتفاء من المنتجات والصناعات المثيلة للمجموعة، ومع ذلك نتوسع فى مجال العدادات الذكية، فدولة مثل ألمانيا مثلا تتجاوز حصتنا السوقية بها %50، إلى جانب كل من سويسرا والنرويج.

وتتوسع المجموعة فى صناعة الكابلات، وتقوم بتصديرها من السوق المصرية، نظرًا لكونها قاعدة صناعية لا يوجد منافس لها فى المنطقة بأكملها، إذ تتميز بتوافر الكهرباء والطرق اللوجيستية المتنوعة، والموانئ، إضافة إلى الموقع الجغرافى المتميز والعمالة المدربة، إلى جانب تركيز كبير على المدارس الفنية التى أنشأتها على النظام الأوروبى، وتقوم بتخريج طلبة على مستوى هندسى مرتفع خلال الفترة الماضية.

● حازم شريف: كم عدد خريجى المدارس الفنية التابعة للمجموعة فى العام؟

– أحمد السويدي: يتم تخريج نحو 500 طالب سنويا، وهناك نحو 1500 طالب يتلقون تعليمهم فى المدارس الفنية، ونستهدف نحو 10 آلاف آخرين سنويًا، لإحداث طفرة صناعية فى مصر، إذ يقضى الطالب نصف وقته فى المدرسة، والنصف الآخر يتم تدريبه فى المصنع، ما يسهم فى تكوين خبرات كبيرة.

● حازم شريف: هل النشاط التعليمى خدمة مجتمعية أم نشاط تجاري؟ وهل تتم الاستعانة بخريجى المدارس فى مجموعة «السويدى إليكتريك»؟

– أحمد السويدي: المدارس الفنية هى خدمة مجتمعية، وليست نشاطًا تجاريًا، وتتم الاستعانة بنحو %5 فقط من خريجى المدرسة فى مجموعة «السويدى إليكتريك»، فيما يتم تعيين الباقى فى شركات أخرى خلال 24 ساعة، برواتب جيدة للغاية تبدأ من 3000 جنيه.

ويتم اختيار المنضمين للمدارس الفنية لمجموعة «السويدى إليكتريك» عبر آلية إلكترونية بحتة، وقد بلغ عدد المتقدمين للمدرسة نحو 14 ألف طالب فى العام الدراسى الماضى، تم اختيار 400 فقط.

● حازم شريف: هل يُعد افتتاح المرحلة الأولى من جامعة المعرفة الدولية باكورة التوسع فى نشاط التعليم؟

– أحمد السويدي: يجب الإشارة إلى أن مجموعة «السويدى إليكتريك القابضة» بعيدة عن الاستثمار فى النشاط التعليمى، ولكن استثماراتنا الأخيرة فى جامعة المعرفة الدولية، تُعد استثمارًا عائليًا بحتًا، ليست له علاقة بالمجموعة، وذلك عبر مؤسسة «السويدى إيديوكيشن».

وقمنا ببناء الجامعة منذ عامين على مساحة 50 فدانًا، وأطلقنا عليها مركز المعرفة الدولية، بعد أن سعينا إلى جلب أفضل الجامعات فى كل نشاط على حدة، إذ نتفق على افتتاح فروع لأفضل جامعات عالمية فى المجالات المختلفة، على أن تكون فى مربع جغرافى واحد، ويتم منح الطالب شهادة عالمية.

2.5 مليار جنيه استثمارات المرحلة الأولى من جامعة المعرفة الدولية بالعاصمة الجديدة

● حازم شريف: كم يبلغ حجم استثمارات المؤسسة فى المرحلة الأولى من جامعة المعرفة الدولية؟

– أحمد السويدي: بلغت نحو 2.5 مليار جنيه حتى الآن، ومن المتوقع مضاعفة عدد الطلاب وضخ استثمارات جديدة فى عام 2023، كما تعتزم «مؤسسة السويدى إيديوكشن» إنشاء فرع جديد لجامعة المعرفة الدولية فى مدينة الشيخ زايد بنهاية عام 2022 المقبل، على أن يكون حجم استثماراتها أقل من نظيرتها الأولى.

افتتاح فرع جديد لجامعات المعرفة الدولية فى الشيخ زايد عام 2022

● حازم شريف: نتحدث عن مجموعة كبيرة من حيث الحجم وجودة الإدارة، ولكن من منظور المستثمر الذى يُقارن بين الشركات المقيدة فى البورصة، سنجد أن المقارنة بين «فورى» و«السويدي» تُشير إلى زيادة القيمة السوقية للأولى مقارنة بالثانية بنسبة كبيرة رغم ضخامة رأسمال السويدى وحجم أصولها مقارنة بفورى هل يعنى ذلك حاجة الشركة لإضافة أنشطة أخرى حتى يعبر سعر السهم عن رؤية أفضل للمستثمرين تجاهها؟

– أحمد السويدي: رؤيتك صحيحة لحد ما، ولكن التوجه العالمى فى الوقت الراهن يُفضل الاستثمار فى شركات التكنولوجيا والأنشطة الرقمية، إذ تمتلك تلك الشركات توقعات نمو بمعدلات أكبر من نظيرتها الصناعية.

ومن ثم تسعى «السويدى إليكتريك» فى الوقت الحالى نحو تطبيق الأنشطة الرقمية والسُبل التكنولوجية فى أنشطة المجموعة المختلفة.

● حازم شريف: هل أنت رجل أعمال متخصص أم مستثمر متعدد الأنشطة، على غرار رجال الأعمال الذين يصطادون الفرص الاستثمارية المتنوعة دون التخصص بمجال محدد؟

– أحمد السويدي: أنا رجل أعمال متخصص منذ أول يوم عمل لى فى المجموعة، وتحديدًا فى قطاع البنية الأساسية، عبر إقامة مشروعات فى الطرق والكبارى ومستشفيات وحلول المياه والكهرباء وقطاع الاتصالات.

على المستوى الشخصى، أمتلك استثمارات خاصة فى مجال التطوير العقارى عبر شركة «واتر واي» والتعليم عبر مؤسسة «السويدى إيديوكيشن».

● حازم شريف: ماذا عن معدلات العائد على الاستثمار فى الأسواق المختلفة التى توجد فيها «السويدى إليكتريك»؟

– أحمد السويدي: تُعد السوق المصرية هى الأعلى عائد من بين الأسواق، تليها قطر ثم الجزائر، والسودان، وأثيوبيا، والكويت، أما السوق السعودية فى العائد الاستثمارى فمنخفضة، وكذلك الإماراتية بسبب المنافسة الشديدة.

أما على صعيد السوق الجزائرية، فقد شهدت تراجعًا فى معدل العائد الاستثمارى خلال العامين الماضيين، رغم أنها كانت من الأسواق المميزة.

● حازم شريف: هل المنافسة الشديدة وانخفاض العائد الاستثمارى فى بعض الأسواق، لا يُمثل دافعًا للمجموعة نحو التخارج من تلك الدول والتركيز على تلك التى تمتلك عوائد مرتفعة؟

– أحمد السويدي: نوجد فى أسواق ودول سياستها وأنظمة الحكم بها أصبحت متغيرة بنسبة كبيرة، فمثلًا تشير خريطة الاستثمارات فى دول الجزائر والكويت والإمارات والسعودية، إلى أن عوائدها فى حالة تذبذب بين الصعود والانخفاض فى آخر 20 عامًا.

ومن ثم استفادت «السويدى إليكتريك» من توسعاتها المتنوعة فى الـ20 عامًا الماضية فى الأسواق المختلفة، سواء فى قطاعات الكابلات، الصناعة، المقاولات، المناطق الصناعية، وتوليد الكهرباء فى أفريقيا والخليج، إذ انخفضت عوائد قطاع وارتفعت نظيرتها الخاصة بقطاع آخر، ومن ثم لا تتأثر المجموعة سلبًا بدرجة كبيرة، وعلى سبيل المثال لم يكن أحد يتخيل خطة التوسعات فى مصر والعوائد الاستثمارية الناتجة عنها.

● حازم شريف: هل هناك نية لزيادة حصص المجموعة فى الشركات الخارجية؟ أم هناك أى نوايا لتوسعات جديدة عبر إقامة مصانع جديدة أو إضافة خطوط إنتاجية؟

– أحمد السويدي: نعتزم إقامة 3 مصانع جديدة فى تنزانيا بقطاعات المحولات والكابلات والصناعات البلاستيكية، إذ يتيح لنا الوجود فى تنزانيا للشحن البرى لـ6 أسواق بجانب استغلال ميناء دار السلام بتنزانيا.

● حازم شريف: ماذا عن تطورات السد التنزاني؟ وحجم أعماله؟

– أحمد السويدي: السد التنزانى يُعد من أكبر 3 – 4 سدود فى أفريقيا، وتقريبًا حجمه يعادل حجم السد العالى، ويتم تنفيذ المشروع بالشراكة مع شركة «المقاولون العرب»، ويبلغ حجم استثماراته نحو 3 مليارات دولار مناصفة بين الشركتين.

ويعمل فى مشروع السد التنزانى نحو «1000-500» عاملًا مصريًا، إضافة إلى «5-4» آلاف عامل تنزانى، وهناك إشادات كبيرة بالأعمال من قبل المسئولين، وعلى رأسهم رئيسة دولة تنزانيا.

● حازم شريف: هل تأثرت أعمال المجموعة فى دول أثيوبيا أو أى دول أخرى بالأحداث السياسية الأخيرة؟ وهل هناك مشروعات سدود أخرى خلال الفترة المقبلة داخل القارة السمراء؟

– أحمد السويدي: لم تتأثر أعمالنا فى أثيوبيا أو قطر، ولم نتعرض لمضايقات إطلاقًا، وندرس مشروعات سدود على أنهار داخل القارة الإفريقية خلال الفترة المقبلة، وذلك بالتعاون مع شركة المقاولون العرب.

● حازم شريف: أعلنت مسبقًا عن اعتزامكم الدخول فى تحالف مع الصندوق السيادى المصرى لتنفيذ مشروع الميناء الجاف بمدينة 6 أكتوبر، فماذا عن آخر تطورات ذلك الملف؟

– أحمد السويدي: أولًا، «السويدى إليكتريك» تنفذ المشروع حاليًا بالشراكة مع إحدى الشركات الألمانية، وسيتم الانتهاء منه قبل نهاية عام 2021 الحالى.

أما عن التحالف مع الصندوق السيادى، فهناك لبس وسوء فهم لحديثى السابق، إذ نرغب حاليًا فى الحديث والتفاوض مع الصندوق للدخول فى شراكة مع «السويدى إليكتريك» للتوسع فى مشروعات الموانئ الجافة خارجيًا ومحليًا.

● حازم شريف: ماذا عن آخر تطورات مذكرة التفاهم الموقعة مع شركة الكهرباء الروسية «روسيتي»؟ وهل ستتحول لمشروعات الشراكة مستقبلًا؟

– أحمد السويدي: الأمر ما زال تحت الدراسة فى الوقت الراهن، إذ سيتم بحث المشروعات المتاحة للشراكة بين الطرفين، وأبرزها مشروعات القطارات وإداراتها، وبعض الأعمال الفرعية فى المحطات النووية، ومنها محطة الضبعة النووية.

● حازم شريف: قبل ختام تلك الحلقة، هل هناك أى رسائل تود أن توجهها لمستثمرى مجموعة «السويدى إليكتريك»؟

– أحمد السويدي: أريد أن أطمئنهم على أداء المجموعة الإيجابى، فى ظل امتلاك كفاءات كبيرة، إضافة إلى استمرار عمليات تدريب العاملين، وأرغب فى نقل تفاؤلى لهم بالمرحلة المقبلة ونتائج الأعمال.