تتناول رواية «رجوع الشيخ » أحدث أعمال الروائى والمترجم محمد عبدالنبى، والتى وصلت للقائمة القصيرة فى جائزة البوكر للرواية العربية، حياة شاب نشأ فى بيئة جامدة، يحكى عن أبيه الذى قرر معاملته بشكل متعسف، لأنه ولد وحيداً مع ثلاث بنات يكبرنه .
الأب كان معلماً فى إحدى المدارس التى نشأ فيها ابنه ولهذا كان مطلوباً منه التفوق الدائم والأدب والاحترام إكراماً لأبيه، وتعلم على يد والده قراءة أمهات الكتب إلا أنه فى فترة المراهقة عرف الطريق للروايات والقصص الأدبية التى كان يحرم الأب دخولها إلى البيت، وحين صار فى أواخر الأربعين من عمره، يقرر كتابة رواية تتضمن ذكرياته من خلال حياة شاب آخر يرى فيه عمره الذى مضى .
«رجوع الشيخ » تشتبك مع أزمة الكتابة والتعسر التى تواجه الكاتب، حين يكتشف معضلة أن النص ليس كما كان يتوقعه هو نفسه، إذ يجد القارئ نفسه أمام الاضطراب والحيرة التى يظهر بها الراوى العاجز عن اتخاذ قرار بشأن الشكل الذى سيروى به حياته، وهذا ما أكده عبدالنبى تحت عنوان «تنبيه »- ليس ثمة مكان أفضل لحفظ السر من رواية غير مكتملة – حيث إن الرواية التى يحاول وضع حياته بها تظل قيد النص غير المكتمل .
وتظهر أزمة النص من خلال اختلاف شخصيات الرواية، فالعجوز الذى يحاول اختزال حياته فى دفترين اشتراهما خصيصاً لتلك الرواية، يجد الشاب الذى يشبهه مختلفاً تماماً فى روايته رغم تشابه حياتهما، فتظهر إشكالية أخرى بالإضافة لعدم اكتمال النص خاصة بـ «صراع الأجيال ».
الرواية تعرض أزمة الكاتب فى محاولته الوصول بنصه إلى بر الأمان، وتتناول كل ما يتعرض له الكاتب من ضغوط نفسية ليقدم فكرته ببساطة دون تعقيد ومحاولة لعرض مسيرة كتابة النص على القارئ ليتعرف قليلاً على كواليس عملية الكتابة بشكل أقرب للحكاية .