لاقى قرار اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، بشأن تخصيص قطعة أرض بمساحة 3000 م2 لإنشاء منطقة حرفية متطورة متكاملة الخدمات بمنطقة الحرفيين أمام مشروع بشاير الخير (1) ترحيبا واسعا من رجال الصناعة فى الإسكندرية، فى ظل ما تضمه تلك الشريحة من عمالة غير رسمية أو مُقننة على الرغم من الاحتياج الدائم لها كخدمات لا يمكن الاستغناء عنها فى حياة أى مجتمع.
ووفقا للقرار جار البدء فى التطوير لإنشاء منطقة حرفية متطورة تستوعب المنشآت الصناعية والحرفية بالمناطق غير المخططة.
وقال هانى المنشاوى، رئيس اتحاد الصناعات الصغيرة والمتوسطة بمنطقة برج العرب الصناعية،إن أى قرار يؤدى إلى استمرار أعمال الشباب مُرحب به، مطالبا بضرورة استدامة المشروع لإنجاحه، لافتاً إلى أن متابعة تلك المشروعات من أهم عوامل نجاحها.
وأضاف لـ«المال» أنه على الشباب أن يدرك قيمة المشروع خاصة بتواجده داخل مدينة الإسكندرية، وليكون بديلاً عن المناطق النائية على غرار منطقة برج العرب الصناعية التى تبعد حوالى 60 كيلومترا عن المحافظة، فضلا عن أهميته فى تحقيق تجمع صناعى يقدم خدمات بمختلف الحرف والصناعات، ويستهدف عملاء دائمين وبشكل رسمى مُقنن تحت مظلة الدولة.
وأشار إلى أن القرار يستهدف الشريحة التى تعمل داخل الكتلة السكانية بشكل مخالف فى المناطق غير المُخططة وخارج مظلة القانون فى أعمال الحرف والمصانع الصغيرة، مؤكدا أن المؤسسات الصناعية الصغيرة التى تعمل فى نطاق برج العرب الصناعية غير مشمولة بالقرار، لكونها تتواجد فى منطقة معترف بها دون مخالفات.
ولفت «المنشاوى» – باعتباره صاحب دراسة الجدوى لمركز التدريب المهنى المُقرر أن يؤهل الحرفيين بالتنسيق مع جمعية رجال الأعمال – إلى أنه تم إنفاق 30 مليون جنيه للخروج بمشروع المركز، لافتا إلى أن المتابعة تعتبر أهم عوامل النجاح، كما أن الحفاظ على الصيانة تضمن استمرارية جميع الأنشطة.
من جانبه، قال المهندس محمد فرج عامر، رئيس جمعية مُستثمرى برج العرب الصناعية، إن قرار إنشاء منطقة صناعية إيجابى، ويخدم شريحة عريضة من المجتمع كان لابد من النظر إليها مُسبقاً، مشيرا إلى أن قرار المحافظ يصب فى مصلحة العامل الذى يعمل بالمناطق غير المُخططة صناعيا وداخل الكتلة السكانية، من خلال تخصيص منطقة للحرف والمهن غير المُستغلة لتبقى مُنظمة، فضلاً عن تمتعهم بميزات حكومية من خلال توفر عوامل النظافة والأمن وخدمات المطافئ والتأمينات الاجتماعية.
وأكد أن القرار يضمن تقديم الدولة التدريب لتلك العمالة من خلال مركز التدريب المهنى المتواجد بمنطقة بشاير الخير، لتساعدهم على تطوير آدائهم وصولاً لإحساسهم بكونهم أفراد مؤثرين ومنتجين فى المجتمع تحت مظلة قانونية، مشيرا إلى أن التدريب يكسبهم مزيد من الثقة وبالتالى مزيد من الأعمال باعتبارها منطقة متكاملة صناعيا يستهدفها المواطنون لتلبية احتياجهم من الخدمات.
كان محافظ الإسكندرية علق على قرار إنشاء منطقة الحرفيين بأن هناك اهتماما رئاسيا بقطاع المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر بشكل عام والصناعات الحرفية واليدوية بشكل خاص، مؤكدًا على الدور المهم للمناطق الصناعية والحرفية والتى تحقق أهداف الدولة نحو التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
وأضاف – فى تصريحات صحفية سابقة – أن الأعمال الحرفية تعد من الأمور ذات الأهمية الكبرى فى حياة أى مجتمع، كما أنها تضم الكثير من الأعمال المختلفة التى تعتمد بشكل أساسى على القوى البشرية فى تنفيذها، وبالتالى فإن إقامة مثل تلك المناطق الحرفية المتطورة يساهم فى زيادة فرص العمل للشباب وتوفير حياة كريمة لهم.
وأوضح المهندس ياسر الفولى، رئيس جهاز حماية أملاك الدولة بالإسكندرية – فى تصريحات سابقة – أنه جار الانتهاء من جميع الإجراءات القانونية اللازمة للبدء فى إنشاء منطقة حرفية متكاملة تستهدف حل جميع مشكلات أصحاب الورش، مشيرا إلى أن الجهاز قام بالتنسيق مع جميع الجهات المتخصصة بترشيح الموقع المحدد لإقامة المنطقة الحرفية وصدرت توصيات مجلس الوزراء بالموافقة عليه والبدء فى الإجراءات التنفيذية فورًا.
تجدر الإشارة إلى أن مركز التدريب والتشغيل المهنى بمنطقة بشاير الخير، يقوم بتدريب غير العاملين والعاملين الحاليين على المهارات الحرفية ومهارات التوظيف، ويعزز فرص العمل من خلال الشراكات مع القطاعات الصناعية المتعددة، وتقليل الفجوة فى سوق العمل لزيادة الإنتاجية والقدرة التنافسية والنمو الاقتصادى.