أوصى عدد من المشاركين فى اجتماع جمعية رجال الأعمال المصريين، والذى عقد أمس الأول للتباحث حول التعريفة الجمركية التى فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة %10 على الصادرات المصرية والفرص والتحديات، بضرورة تبسيط منظومة التجارة فى الصادرات والواردات وتشجيع الاستثمار الأجنبى من خلال العمل على خفض تكاليف الإنتاج وتشغيل الموانئ المصرية بنفس كفاءة ميناء القاهرة، فضلا عن استغلال الفرص.
جاء ذلك بمشاركة مجد الدين المنزلاوى رئيس لجنة الصناعة البحث العلمى بجمعية رجال الأعمال المصريين، ورؤساء لجان التصدير والاستيراد والجمارك والزراعة والرى والسياحة والطيران المدنى، بالإضافة إلى المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وقال “المنزلاوي” إنه من المستهدف الخروج بتوصيات من هذا الاجتماع وتقديمها للمسئولين من أجل الوصول إلى نتيجة تساند المفاوض المصرى ومعرفة الأسباب الحقيقية وما تحمله من فرص أو تحديات للاقتصاد المصرى من هذه الحرب العالمية التجارية.
وأكدت الدكتورة عبلة عبد اللطيف المدير التنفيذى ومدير البحوث بالمركز المصرى للدراسات الاقتصادية، إن هناك العديد من الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضافت أن مصر تصدر نحو 70 سلعة إلى السوق الأمريكية وعلى رأسها الملابس الجاهزة التى استحوذت على نسبة %45.6 من الصادرات المصرية إلى الولايات المتحدة فى عام 2024.
ولفتت إلى تفاصيل التعريفات الجمركية الجديدة التى فرضتها الولايات المتحدة على الصادرات المصرية، والتى تشمل رسوم %10 على الصادرات غير المدرجة فى برامج تفضيلية، وتعريفة %25 على صادرات الألومنيوم والحديد.
وأشارت إلى أن الاقتصاد العالمى بالكامل سيتأثر سلبًا بما فى ذلك الولايات المتحدة بسبب تلك التعريفات لأنها فى النهاية ستؤدى إلى رفع الأسعار خاصة على السلع الاستهلاكية لدى المواطن الأمريكى، منوهة بأن دولًا مثل المكسيك والتى يصل حجم صادراتها إلى أمريكا إلى %86 تليها كندا قد تواجهان أضرارًا أيضًا، فيما يصل نصيب أمريكا من صادرات الصين إلى %13.7 وبالتالى سيكون التأثير محدودا على السوق الصينية.
وأكدت أن هذه التعريفات قد تؤدى إلى تصاعد الحمائية التجارية عالميًا، مما قد يعطل سلاسل الإمداد ويؤثر بالسلب على قضايا عالمية أخرى مثل التغير المناخى والحروب، مضيفة أن جميع القطاعات ستتأثر فى حال اندلعت حروب تجارية.
وأوضحت أن مصر تمتلك إمكانات تصديرية غير مستغلة للولايات المتحدة فى قطاعات كثيرة منها الأسمدة، والآلات، والفواكه، والبلاستيك وغيرها إذ لا تزال الصادرات الفعلية ضئيلة مقارنة مع الإمكانات، مضيفة أنه تصل الفرص التصديرية غير المستغلة فى قطاع الأسمدة نسبة %81، وقطاع الآلات نحو %98.
وأكدت أن استغلال مصر للحرب التجارية العالمية المتوقعة فى التصدير والاستثمار مرهون باتخاذ الحكومة لعدة إصلاحات بشكل سليم لتغيير الإجراءات وتبسيط منظومة التجارة فى الصادرات والواردات وتشجيع الاستثمار الأجنبى من خلال العمل على خفض تكاليف الإنتاج وتشغيل الموانئ المصرية بنفس كفاءة ميناء القاهرة.
وأضافت أن هناك عدة سيناريوهات محتملة تتعلق بالتعريفات الجمركية الأمريكية، من بينها تطبيق فورى لها، أو تراجع أمريكى عنها، أو حدوث ردود أفعال وهو ما شهدناه من الصين.
من جانبه، قال محمد قاسم رئيس جمعية المصدرين المصريين “إكسبولينك”، إن الرسوم الجمركية التى فرضها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مؤخرا تستحوذ على اهتمام عالمى، مشيرا إلى أنه يجب ألا تأخذنا هذه الضوضاء بعيدًا عن أن النظام التجارى العالمى يعانى من التفكك منذ فترة.
وأضاف “قاسم” أن منظمة التجارة العالمية والتى تُعد حجر الزاوية فى المنظومة العالمية للتجارة بدأت تعانى من الضعف، لافتا إلى أن آخر جولة مفاوضات والتى أطلق عليها “جولة الدوحة” استمرت على مدار 11 عاما ولم تسفر عن شيء يذكر.
وأشار إلى أن ما صدر عن الرئيس الأمريكى من تعريفات جمركية جديدة أحدث ارتباكا فى الأسواق، لافتا إلى أن الصين ليست فى موقف ضعف لأن صادراتها للولايات المتحدة الأمريكية أقل من %15.
وأكد أن الملابس الجاهزة من الصناعات المهاجرة لمصر من آسيا وتركيا ومن القطاعات سريعة العائد التصديرى خاصة للأسواق الأفريقية وتساهم فى تشغيل العمالة وبالتالى يجب أن تحظى بأولوية فى توفير الأراضى وتوطينها فى محافظات الصعيد إلى جانب الصناعات الغذائية.
فى سياق متصل، قال المهندس فاضل مرزوق، رئيس المجلس التصديرى للملابس الجاهزة، إن الحكومة خصصت لقطاع الملابس الجاهزة نحو 5.5 مليون متر مربع لإنشاء مدينة نسيج متكاملة فى محافظة المنيا تضم أكثر من 400 مصنع، مع وعد من نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل الفريق كامل الوزير بتوصيل كامل المرافق خلال 6 أشهر.
وأضاف “مرزوق” أن هذا المشروع من الممكن أن يرفع حجم صادرات القطاع إلى 12 مليار دولار سنويا، إذ ستصل صادراته إلى 8.5 مليار دولار، فضلاً عن 3.5 مليار صادرات حالية.
وأشار إلى أن هناك فرصا واعدة لنمو استثمارات وصادرات القطاع خلال المرحلة المقبلة، ولكن لابد من عدة إجراءات لضمان تنفيذ تلك الاستثمارات.
ولفت إلى أنه تقدم بمقترح لوزيرى الصناعة والاستثمار حول أهمية العمل على خفض زمن الافراج الجمركى لأقل من يوم، مضيفا أن إلغاء إجازات الجمعة والسبت ساهم فى توفير نحو 100 دولار رسوم على كل كونتينر كان يتم دفعها للتوكيل الملاحى.
بشار إلى أن “ترامب” أعلن مؤخرا عن فرض رسوم جمركية على بعض الدول، بدءا بكندا والمكسيك والصين، لتنضم إليها لاحقا بقية الدول، كاشفا عن رسوم جمركية عالمية جاء أقلها بنسبة %10، والتى كانت من نصيب المملكة المتحدة ومعظم الدول العربية.
وتأتى القرارات الأمريكية الأخيرة فى إطار مواجهة ما وصفه ترامب بالخلل التجارى غير العادل، فى إشارة إلى حجم الاستيراد والتصدير فى التجارة مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى مبدأ المعاملة بالمثل فى إشارة إلى أن الدول المفروضة عليها تفرض هى الأخرى ضرائب مماثلة على البضائع الأمريكية الواردة إليها.