بعد عشرة دقائق ليس إلاَّ ، عاود حكمدار القاهرة أحمد طلعت ـ الاتصال بوزير الداخلية مرتضى المراغى ، ليخبره بما وصفه بأنه مسألة خطيرة ، هى حضور القائمقام أحمد شوقى قائد حامية القاهرة إلى مكتبه.
وإذ قال له المراغى أنه يعرفه ، ويظنه ابن خالته ، أجاب بالإيجاب ، ولكنه أضاف أنه يطلب منه أن يسلم البوليس سلاحه للجيش.
فطلب إليه المراغى أن يجيبه بأن طلبه مرفوض ، وأن يصدر أوامره فورًا إلى البوليس بالاستعداد ، وبأن عليه أن يقاوم إذا استخدم الجيش القوة.
إلاَّ أن القائم قام أحمد شوقى بادر بطلب مكالمة الوزير ، حيث أخبره بحدوث سوء تفاهم ، وأن ما يريده هو فقط ألا ينبرى البوليس لمقاومة الجيش ، فظن أحمد طلعت أنه يريد من البوليس تسليم سلاحه ، وأنه لم يقصد ذلك ، فطمأنه المراغى بأنه لم يصدر ولن يصدر أمرًا للبوليس بمقاومة الجيش.
أين كان حيدر ؟!
يروى مرتضى المراغى فى شهادته أو كتابه ، أن إسماعيل شرين وزير الحربية عاود الاتصال بحيدر عدة مرات فأخبروه أنه نائم ولا يريد أن يوقظه أحد.
فقاطعه المراغى سائلاً إياه ما الذى يريد أن يعلمه ؟ واستأنف يقول له إن الجيش قد استولى على مقر القيادة ، وعلى محطة الإذاعة ، والملك جالس يرتعش فى قصره يحزم حقائبه ليفر.
قال إسماعيل شرين : ومن أين علمت ؟
قال المراغى : قومندان ميناء الإسكندرية أبلغنى الساعة العاشرة بصدور الأمر لليخت المحروسة بالإبحار.
قال إسماعيل شرين : لقد فعلها ابن الحرام ، وسيتركنا للعذاب.
قال له المراغى : بالعكس ، أعتقد أن الجيش سيكافئك أنت وحيدر.
دعوة مجلس الوزراء إلى الاجتماع
كان الوقت يحسب بالدقائق فيما يضيف المراغى ، وأنه اتصل برئيس الوزراء وكان نائمًا فطلب بإلحاح إيقاظه وأخبره بما حدث فسأله : وماذا نصنع ؟ خلاص كل شىء انتهى.
قال له المراغى : من غير المعقول أن يحدث كل هذا ولا يجتمع مجلس الوزراء ليدرس الوضع ، هل نحن فى الأدغال ؟!
فطلب إليه نجيب الهلالى أن يكلف سكرتيره بدعوة الوزراء للإجتماع ولكن فى منزله ، لأنه متعب وبالبيجامة والطاقية على رأسه ، وأضاف ضاحكًا أنه لا يستطيع الخروج.
وبالفعل انعقد مجلس الوزراء فى بيت الهلالى الذى ترأسه وهو يرتدى البيجامة والطاقية ويرتدى شبشبًا ، وبدأ الجلسة بالتعبير عن أنه ما كان يريد أن يزعج الوزراء بالحضور ، لولا إلحاح زميلهم مرتضى المراغى ، والتفت إليه قائلاً : أنا قرفان والله قرفان ما يروح فاروق فى داهية !
www. ragai2009.com