استعرضت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، التطورات التي يشهدها قطاع السياحة في مصر، مؤكدة على التحسن الملحوظ في اعداد السياحة الوافدة الى مصر، مشيرة الى تقرير مجلس السياحة والسفر العالمي، الذي جاء فيه أن السياحة في مصر شهدت طفرة في عام 2018، حيث أصبحت أسرع الدول نمواً في شمال إفريقيا بنسبة نمو 16.5٪ وهذا أعلى بكثير من متوسط النمو العالمي البالغ 3.9 ٪.
واستهلت وزيرة السياحة أمس زيارتها لچنيڤ بسويسرا، بالمشاركة في دائرة مستديرة حضرها توشيوكى ناكامورا المدير العام لهيئة التعاون الدولى اليابانية (الچايكا)، وكوراما أكيهيكو نائب مدير الچايكا، زيولين تشاى مديرة قطاع تجارة الخدمات والاستثمار بمنظمة التجارة العالمية، دورثى تيمبو نائب المدير التنفيذي للمركز العالمى للتجارة، زوريتسا يوروسيفيك مديرة العلاقات المؤسسية والشراكة والمندوب الخاص بالأمم المتحدة، وكلوديا ليسبوا المنسق ومسئول العلاقات المؤسسية والشراكة بمنظمة السياحة العالمية.
جاء ذلك خلال حفل العشاء الذي أقامه السفير علاء يوسف مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة بچنيڤ على شرف زيارة الوزيرة لسويسرا للمشاركة كمتحدث رئيسي في الجلسة الحوارية المزمع عقدها اليوم تحت عنوان: “تمويل قطاع السياحة من المؤسسات الدولية من اجل التنمية لتحقيق اجندة ٢٠٣٠” “Tourism financing for the 2030 Agenda”، وذلك في إطار فعاليات الاستعراض العالمي لمبادرة “المعونة من أجل التجارة” لعام 2019 التي تعقدها منظمة التجارة العالمية WTO بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية خلال الفتـرة من 3 إلى 5 يوليو الحالى بمدينة جنيف بدولة سويسرا.
وتم خلال اللقاء مناقشة عدة موضوعات مهمة منها أهمية التغييرات التشريعية التي سيقوم بها المركز العالمى للتجارة ITC فيما يخص تجارة الخدمات دوليا، كما تم مناقشة مجالات التعاون المختلفة بين مصر وهيئة التعاون الدولى اليابانية (جايكا)، بالاضافة الى سبل تعزيز التعاون بين وزارة السياحة ومنظمة السياحة العالمية خلال الفترة المقبلة.
وتناول اللقاء مناقشة دور وزارة السياحة كمنظم لقطاع السياحة في مصر وذلك في ظل المستجدات التي طرأت على تجارة الخدمات حول العالم.
وتحدثت الوزيرة عن برنامج الإصلاح الهيكلى لتطوير قطاع السياحة لرفع تنافسية القطاع ليتماشى مع الاتجاهات العالمية الحديثة، موضحة أن رؤية برنامج الإصلاح الهيكلي ترتكز على النهوض بقطاع السياحة المصرى من خلال تحقيق تنمية سياحية مستدامة بما يتماشى مع الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة للأمم المتحدة .
وأكدت على أهمية تحديث التشريعات السياحية المنظمة لعمل قطاع السياحة، لتواكب متغيرات صناعة السياحة عالميا مثل التحول الرقمي والحجز الإلكتروني، وغيرهما، لافتة إلى أن محور الإصلاح التشريعي يعتبر أحد المحاور الرئيسية الخمس ببرنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة.
وخلال اللقاء تم الاتفاق على أن تقوم هذه المؤسسات الدولية بالتعاون مع وزارة السياحة المصرية لوضع الأسس العامة لتحديث التشريعات السياحية المنظمة لعمل قطاع السياحة في مصر لتتماشى مع مثيلاتها العالمية، حيث إن هذه المؤسسات هي أكبر المؤسسات الدولية التي لها باع في هذا المجال.
وأشارت المشاط الى حرص الوزارة على الاستعانة بالخبرات العالمية وتبني أحدث الاتجاهات الدولية في تطوير قطاع السياحة في مصر.
وأكدت الوزيرة على حرص الوزارة على التعاون التام والتنسيق الدائم مع القطاع الخاص الممثل في الاتحاد المصرى للغرف السياحية وغرفه السياحية إيمانا منها بأنه لا نجاح لمنظومة السياحة إلا من خلال هذا التعاون، مشيرة إلى أنه يوجد الآن اتحاد منتخب يعبر عن القطاع الخاص وحريص على الارتقاء بصناعة السياحة.
ولفتت الي أهمية الدور الذى تقوم به منظمة السياحة العالمية لدعم ومساندة صناعة السياحة عالميا، مشيرة إلى التعاون والتنسيق المستمر والقائم بين وزارة السياحة المصرية ومنظمة السياحة العالمية، ولافتة إلى قيام الوزارة بالاستعانة بخبراء متخصصين من منظمة السياحة العالمية لتحديث منظومة معايير تصنيف الفنادق المصرية لتتواكب مع المعايير الدولية.
وقالت إنه جار الانتهاء من المعايير الجديدة لتصنيف الفنادق والإعلان عنها قريبا، مشيرة الى أن الوزارة نظمت دورة تدريبية لمفتشي قطاع الرقابة علي المنشآت الفندقية بالوزارة لتعريفهم علي المعايير الجديدة لتصنيف الفنادق المصرية، و تدريبهم على استخدامTabletsمصنعة خصيصاً لهذا الهدف، وذلك لإدخال التكنولوجيا الحديثة علي نظام التفتيش والرقابة علي المنشآت الفندقية.
كما أكدت أهمية التدريب والاستثمار في العنصر البشري ورفع كفاءة العاملين بقطاع السياحة للنهوض بمستوى الخدمة المقدمة وتوفير عمالة مدربة لمقابلة احتياجات سوق العمل.
وتناول اللقاء الإشارة الى المشروعات الكبيرة التي تتعاون فيها مصر مع هيئة التعاون الدولى اليابانية (الچايكا) ومنها المتحف المصري الكبير، حيث أشارت الوزيرة الى أن الترويج لافتتاح المتحف العام المقبل هو أحد ركائز الحملة الترويجية لمصر في الخارج GEM2020.
وقالت إن وزارة السياحة تعمل على تحديث آليات الترويج السياحي والاستعانة بالتقنيات والمنصات الالكترونية الهامة التي أصبحت لغة العصر وذلك مواكبة للتغييرات المتلاحقة عالميا في هذا المجال.
واشارت الى أن تنويع منصات الترويج وتحديث آليات التسويق لمصر في الخارج أحد أهم المحاور التي يعتمد عليها برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة، وذلك لتقديم صورة معاصرة وغير نمطية للمقاصد السياحية.
وأشارت الى أن الوزارة وضعت مفهوم السياحة المستدامة بمحاورها الثلاثة البيئية والاجتماعية والاقتصادية كركيزة أساسية في برنامج الاصلاح الهيكلي لتطوير القطاع، مشيرة إلى أنه تم تكوين وحدة للسياحة المستدامة داخل الوزارة لمتابعة كل الأنشطة ذات الصلة بذلك.
واختتمت المشاط حديثها بالتأكيد على أن السياحة المصرية تسير بخطى ثابتة نحو مواكبة المتغيرات العالمية، وأن قطاع السياحة الآن على رأس أولويات الدولة المصرية.