استعرضت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، دور الوزارة في تعزيز الشراكات الدولية ودفع أجندة التمويل الإنمائي، من خلال الجهود المشتركة مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، لدعم تنفيذ برنامج الحكومة “مصر تنطلق 2018/ 2022″، وتحقيق رؤية الدولة التنموية 2030، كما تطرقت إلى تأثير التطورات الاقتصادية العالمية على التمويلات الإنمائية.
جاء ذلك خلال اجتماع وزيرة التعاون الدولي، مع لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، وذلك بحضور أحمد سمير، رئيس اللجنة، والدكتور محمد علي عبد الحميد، وكيل اللجنة، وأعضاء اللجنة؛ لمناقشة دور وزارة التعاون الدولي في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تسببت فيها جائحة كورونا، والأولويات الوطنية من التمويل الإنمائي ودورها في عملية الإصلاح والتنمية، والمبادئ التي تقوم عليها الدبلوماسية الاقتصادية، وملامح خريطة مشروعات التمويل التنموي.
وأكدت وزيرة التعاون الدولي أن كل المشروعات التي يتم تمويلها من خلال شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، تمس بشكل مباشر المواطن في العديد من القطاعات الحيوية مثل النقل،
حيث أسهمت الشراكات الدولية في تمويل مشروعات مترو الأنفاق وغيرها، وكذلك الكهرباء وتوصيل الغاز الطبيعي للمنازل، والصحة والتعليم والتعليم العالي،
موضحة أن دور وزارة التعاون الدولي وفقًا للقرار الجمهوري رقم 303 لعام 2004 هي أولًا: تنمية وتدعيم علاقات التعاون الاقتصادي بين جمهورية مصر العربية والدول والمنظمات الدولية والإقليمية، ثانيًا اقتراح معايير وضوابط الاقتراض الخارجي والحصول على المنح الأجنبية؛ ثالثًا متابعة الجهات المحلية المقترضة في الاستخدام والسداد، ومتابعة الجهات المستفيدة من المنح الأجنبية في الاستخدام؛ رابعًا إدارة العلاقات الاقتصادية لجمهورية مصر العربية مع المنظمات وهيئات ومؤسسات التعاون الاقتصادي والمؤسسات المالية الدولية والوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة.
وأوضحت رانيا المشاط أن الوزارة قامت بتلخيص دور وزارة التعاون الدولي، في “الدبلوماسية الاقتصادية”، حيث تتعاون الوزارة مع كل شركاء التنمية متعددي الأطراف مثل البنك الدولي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وبنك الاستثمار الأوروبي، وكذلك الثنائيين مثل أمريكا والصين واليابان وكوريا والمملكة المتحدة وغيرها من الدول العربية والأجنبية،
منوهة بأن الوزارة تقوم بتوفير التمويلات الإنمائية من الشركاء الدوليين ومؤسسات التمويل الدولية، التي تتيح تمويلات إنمائية ميسرة باعتبارها مؤسسات غير هادفة للربح.
وقالت د. رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، إنه رغم زيادة الطلب على التمويلات الإنمائية فإن مصر دائمًا ما تجذب الكثير من هذه التمويلات الميسّرة بسبب قوة اقتصادها والصياغة الدقيقة للمشروعات المموَّلة من شركاء التنمية، والخبرات المتراكمة من النجاحات في الشراكات الدولية، والسداد في الوقت المناسب،
موضحة أن التمويلات الإنمائية للوزارة تشكل 25% من الدَّين الخارجي لمصر، مشيرة إلى أنه من أهم أدوار وزارة التعاون الدولي هو متابعة الجهات المحلية في الاستخدامات والسداد، وهو دور حيوي للوزارة،
حيث يتم عقد اجتماعات دورية مع المستفيدين من الوزارات المختلفة لمتابعة تنفيذ المشروعات والتأكد من مطابقة التنفيذ للخطة الموضوعة لتحقيق الاستفادة القصوى.
وشددت وزيرة التعاون الدولي على أنه لا يوجد دولار أو يورو يدخل مصر من خلال شركاء التنمية إلا بعد المرور بالعديد من مراحل الموافقات من كل جهات الدولة بما يعكس الحوكمة الشديدة التي تطبقها الدولة على هذه التمويلات، كما أن اختيار المشروعات المموَّلة من خلال شركاء التنمية يتم بعناية فائقة وتنسيق تام من كل الجهات الحكومية؛ للتأكد من توجيه المِنح والتمويلات للمشروعات الأكثر أهمية التي تحقق أثرًا مباشرًا وكبيرًا على المواطن.
وضربت رانيا المشاط مثالًا بالمشروعات المنفذة في قرية البغدادي بمحافظة الأقصر، والمموَّلة من خلال وزارة الزراعة، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، والتي تعتبر واحدة من القرى التي شهدت تنمية قدرات صغار المزارعين وضمّ الحيازات الصغيرة وتحويل نظم الري للعمل بالطاقة الشمسية، وتوفير قروض عينية لرائدات الأعمال، وهو ما أسهم في تحويل هذه القرية إلى نموذج يُحتذى به على المستوى الدولي،
منوهة بأن برنامج الأغذية العالمي حصل على جائزة نوبل للسلام نظرًا لجهوده في دعم القضاء على الجوع والقضاء على الفقر عالميًّا، وحصل الفيلم المُعدّ من قِبل الوزارة والبرنامج عن قرية البغدادي على فرص للعرض في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال العام الماضي.
ولفتت إلى أن وزارة التعاون الدولي كان لها دور في دعم جهود الحكومة لمكافحة جائحة كورونا من خلال الشراكات الدولية، فرغم ارتفاع الطلب على التمويلات الإنمائية، فإنها استطاعت إبرام اتفاقيات بقيمة 9.8 مليار دولار من شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، من بينها 6.7 مليار دولار للمشروعات المنفّذة في إطار خطة الدولة، و3.2 مليار دولار للقطاع الخاص في شكل مساهمات بشركات وتمويلات للبنوك التجارية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وذكرت المشاط أن وزارة التعاون الدولي عزّزت تنفيذ برنامج الحكومة “مصر تنطلق” على مستوى العديد من المحاور، ومن خلال عدد من المشروعات، من بينها على سبيل المثال لا الحصر، مشروعات البنية التحتية المستدامة في قطاع النقل والمواصلات، مثل مشروعات إعادة تأهيل مترو الأنفاق الخط الأول بالقاهرة الكبرى والذي يعد نموذجًا للتعاون متعدد الأطراف، بمشاركة بنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية،
ويخدم المشروع نحو مليونيْ راكب، فضلًا عن مشروعات أخرى مثل مشروعات الطرق بسيناء بتمويل الصندوق الكويتي للتنمية، تطوير ترام الرمل بأبوقير من خلال بنك الاستثمار الأوروبي.
كما أشارت إلى مشروعات البنية التحتية بقطاع الكهرباء والطاقة، حيث عزّزت الشراكات الدولية تنفيذ أكبر مشروع للطاقة الشمسية في المنطقة وأحد أكبر المشروعات في العالم؛ وهو مشروع بنبان بقدرة 50 جيجاوات، والذي يوفر الطاقة للمنازل وشبكة الدولة، ويقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 900 ألف طن سنويًّا، وقد أسهم في تمويل المشروع العديد من المؤسسات مثل مؤسسة التمويل الدولية والبنك الدولي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية وغيرها، كما تسعى الوزارة حاليًّا لتعزيز التمويلات الإنمائية للمشروعات الخضراء والطاقة المستدامة.
فضلًا عن مشروعات توصيل الغاز الطبيعي للمنازل، والذي استهدف توسيع نطاق شبكة الغاز الطبيعي للمنازل، وتوفير مصدر آمن ومنخفض التكلفة للطاقة للأُسر، ورفع كفاءة استهلاك الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى مشروعات قطاعات المياه والصرف الصحي مثل مشروع محطة الصرف الصحي ببحر البقر أكبر محطة معالجة في العالم بتمويل من الصناديق العربية، حيث وفّرت وزارة التعاون الدولي 754 مليون دولار من الصناديق العربية في 2020 فقط لدعم تنمية شبه جزيرة سيناء.
وتطرقت المشاط إلى دور الوزارة في انعقاد اللجان العربية المشتركة التي تعمل من خلالها على تعزيز العلاقات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة، حيث تم انعقاد اللجنة المصرية العراقية، خلال العام الماضي، ونتج عنها توقيع 15 مذكرة تفاهم،
كما انعقدت اللجنة المصرية الأردنية ونتج عنها 7 وثائق تعاون في العديد من القطاعات التنموية، كما تتولى وزارة التعاون الدولي التنسيق بشأن اللجنة الثلاثية بين مصر والأردن والعراق، في إطار توجيهات القيادة السياسية لتعزيز وتنمية العلاقات بين الدول الشقيقة، ومؤخرًا انعقدت اللجنة المصرية الليبية في أبريل 2021، وتم توقيع 11 وثيقة تعاون تمثل إطارًا شاملًا للتعاون مع ليبيا خلال الفترة المقبلة.