قال رامى فايز، عضو غرفة المنشآت الفندقية فى البحر الأحمر، إن مصر ستستفيد من أزمة التضخم والطاقة التى تشهدها الدول الأوروبية حاليًا، إذ سيُفضل مواطنوها قضاء الشتاء فى المقصد السياحى المصرى بحثًا عن التدفئة وانخفاض أسعار الإقامة مقارنة ببلدانهم.
وأضاف فايز لـ«المال»، أن نسب حجوزات الموسم الشتوى «واعدة» حتى الآن مقارنة بالموسم الماضي، منوها بأنه لا توجد أى إلغاءات فيها.
ويشهد قطاع الطاقة فى أوروبا أزمة غير مسبوقة، وسط مخاوف من شتاء قارص، إذ يرجع الارتفاع فى أسعار الطاقة بشكل رئيسى لتراجع شحنات الغاز الروسى إلى الدول الأوروبية منذ بداية الحرب فى أوكرانيا، كما تواجه أوروبا ارتفاعًا أيضًا فى أسعار المواد الغذائية وهى أحد أهم العوامل المساهمة فى التضخم القياسى الذى تشهده القارة، إذ يستمر التضخم فى منطقة اليورو بالارتفاع ليسجل رقما قياسيا يصل إلى %8.9.
من جانبه، قال الدكتور سعيد البطوطي، المستشار الاقتصادى لمنظمة السياحة العالمية، إن مصر ستكون من الوجهات السياحية الرابحة نتيجة أزمة السوق الأوروبية، فى ظل احتمالية هروب معظم الشرائح من المستهلكين إلى الوجهات الأقل سعرا والمناسبة لميزانياتهم المحملة بالعبء نتيجة لزيادة الأسعار.
وأضاف أن ضعف النمو الاقتصادى وارتفاع التضخم فى عدة دول أوروبية سيكون له تأثير سلبى على فرص سفر المواطنين، فى احتمالية اتجاههم نحو الميزانيات المخصصة لهذا الأمر، مما سيدفعهم لاختيار الوجهات السياحية التى تتميز بأسعار معقولة عن غيرها ومنها المقصد السياحى المصري.
ولفت البطوطي، إلى أنه بالرغم من التأثير الاقتصادى الحاد للحرب الروسية_الأوكرانية والذى طال معظم دول العالم تقريبا بنسب متفاوتة، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن تأثيرها على حركة السياحة العالمية سيكون غير متكافئ بالنسبة للوجهات السياحية المختلفة حول العالم.
وتابع أنه من تأثيرات تلك الحرب السلبية أيضا تعطيل السفر للخارج فى منطقة أوروبا الشرقية خاصة من السوقين الروسية والأوكرانية واللذان يمثلان معا حوالى %3 من الإنفاق السياحى العالمى إذ وصل إجمالى الإنفاق السياحى فى عام 2020 للسائحين الروس والأوكرانيين لنحو 14 مليار دولار .
ومن الجدير بالذكر، أن الإنفاق الروسى على السفر إلى الخارج بلغ 36 مليار دولار والأوكرانى 8.5 مليار فى عام 2019، وفى 2020 انخفضت هذه القيم إلى 9.1 مليار و4.7 مليار على التوالي.