يحيى راشد: السياحة تتعافى خلال الموسم الشتوى.. وربنا هيكرمنا

استئناف العمل بمبادرة «مصر فى قلوبنا» التى تستهدف تنشيط السياحة الداخلية

يحيى راشد: السياحة تتعافى خلال الموسم الشتوى.. وربنا هيكرمنا
جريدة المال

أحمد عاشور

آية رمزي

10:50 ص, الأثنين, 19 سبتمبر 16

توقع يحيى راشد وزير السياحة، أن يشهد الموسم الشتوى بوادر لتعافى القطاع، بعد الإجراءات التحفيزية التى اتخذتها الوزارة ومن بينها برامج تحفيز الطيران المنتظم، والاتفاقيات الجديدة التى تم توقيعها مع شركات الطيران منخفض التكاليف، بالاضافة إلى امتداد تحفيز الطيران العارض، بعد مراجعة الضوابط بما يتناسب مع الظروف الراهنة فى مصر.

وأكد الوزير – فى حواره مع «المال» – أن الوزارة تنفذ الخطة التى أعلنت عنها بكفاءة وفاعلية قائلاً: “ربنا هيكرمنا جدا فنحن نعمل بنظام وخطة مدروسة”.

وكشف عن استئناف العمل بمبادرة «مصر فى قلوبنا» التى تستهدف تنشيط السياحة الداخلية، اعتبارًا من منتصف أكتوبر المقبل بعد توقفها فى مايو الماضى.

وأعلن “راشد” منذ توليه منصبه عن خطة من 6 محاور تتضمن التسويق السياحى والترويج، إلى جانب استعادة الحركة وتطوير البنية التحتية وتنشيط حركة الطيران ..

«المال»: ما هى الإجراءات التى اتخذتها الوزارة منذ أن توليتم المنصب الوزارى لتنشيط الحركة السياحية، وما هو مردودها على مؤشرات القطاع؟

يحيى راشد: اتخذنا عددا من الإجراءات خلال الفترة الماضية للعمل على استعادة الحركة السياحية، ومن أهمها البدء فى إطلاق حملات ترويجية فى عدد من الأسواق سواء التقليدية أو المستهدفة والواعدة، إلى جانب إطلاق المرحلة الأولى من الموقع الإلكترونى الجديد، والذى سيعمل بـ 14 لغة ويتضمن عرض 250 منطقة جذب سياحى فى مصر، وسيتم توصيله بمواقع أخرى ذات صلة وتحديثه باستمرار لمواكبة أحدث التطورات التقنية فى مجال الترويج السياحى، لإظهار الصورة الحقيقية لمجريات الأمور فى مصر، وتضمينه فعاليات كثيرة من شأنها تحسين الصورة الذهنية والترويج السياحى لمصر.

«المال»: حدثنا عن الخطط والحملات التسويقية التى ستطلقها الوزارة خلال الفترة القادمة؟

حملات تسويقية فى ألمانيا وإيطاليا الشهر الجاري

يحيى راشد: نضع نصب أعيننا حاليا، تغيير الصورة الذهنية للمقصد السياحى المصرى لدى السائح، وهو ما يستلزم إطلاق حملات ترويجية فى مختلف الأسواق السياحية وهو ما تقوم به الوزارة الآن فى عدد من الأسواق، منها السوق الألمانية، والتى من المقرر أن تبدأ الحملات الترويجية فيها الشهر الجارى، بالإضافة إلى أنه تم إطلاق حملة «Digital» فى السوق الإيطالية، إلى جانب عدد من الحملات «Outdoors» و«Digital» فى بلجيكا والتشيك، وبالنسبة للأسواق المستهدفة خلال الفترة المقبلة، سيتم إطلاق حملات فى السوق البولندية والسوق الأوكرانية فى أكتوبر المقبل.

«المال»: ما هى توقعاتكم لعودة السياحة الروسية والبريطانية؟

بوادر عودة الحركة البريطانية والروسية

يحيى راشد: أتوقع أن تكون فى القريب وهناك بوادر ومؤشرات إيجابية لذلك، خاصة فى ظل التحركات والجهود المبذولة من القيادة السياسية وجميع الجهات المعنية.

وتجدر الإشارة إلى أن وزير الطيران، كان قد استقبل وفدا أمنيا من روسيا للوقوف على الوضع الحالى للمطارات المصرية، تمهيدًا لاستئناف الرحلات السياحية.

«المال»: ما هو تقييمكم لعمل شركة «جى دبليو تى» المسئولة عن حملات الترويج؟

أداء «جى دبليو تى» جيد.. وتقييم أعمالها يوميا

يحيى راشد: أداء الشركة جيد، وأود أن أؤكد على أنه يتم مراجعة أعمالها بصفة شبه يومية، كما سيتم مراجعة أنشطتها وتقييمها من خلال فريق عمل متخصص فى هذا المجال من منظمة السياحة العالمية، ولكن فى الوقت نفسه يجب الأخذ فى الاعتبار أن هناك العديد من الأسواق المهمة لم تبدأ الشركة حملاتها فيها، نظرا لظروف هذه الأسواق كما أنه لا يمكن تقييم عمل أية شركة للدعاية والإعلان قبل مراجعة أعمالها وهو ما نقوم به أولا بأول.

وكانت الحكومة قد تعاقد مع “جى دبليو تى” قبل حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء فى أكتوبر الماضى، بعد فوزها بمناقصة عالمية، وتعتبر الحملة التى تقوم بها الشركة، هى الأولى منذ ثورة 25 يناير.

«المال»: تم الإعلان عن وضع برنامج جديد لتنشيط السياحة الداخلية ماهى ملامحه، ومتى يرى النور وما هو دور القطاع الخاص فيه؟

يحيى راشد: نحن مهتمون جدا بتنشيط السياحة الداخلية،فهى تسهم فى تعزيز الانتماء وتعريف المواطن بالمقومات السياحية التى تتميز بها بلاده، كما تعزز صناعة السياحة خاصة فى الوقت الحالى الذى تشهد فيه حركة السياحة الدولية تراجعا ملحوظا، ومن هذا المنطلق سيتم استئناف مبادرة “مصر فى قلوبنا” منتصف أكتوبر المقبل، والتى حققت نجاحا كبيرا على مدار أربع سنوات، بالإضافة إلى وضع الوزارة لأجندة فعاليات متنوعة (فنية ورياضية) سيتم تنفيذها فى مختلف المقاصد السياحيةن وتشارك فيها هيئة تنشيط السياحة مثل بطولة الأهرام الدولية للاسكواش، والتى تم الإعلان عنها هذا الأسبوع، ومهرجان القاهرة السينمائى وغيرها.

«المال»: جرى الإعلان مؤخرا عن إجراءات لتخفيف المعاناة على القطاع السياحى، من بينها تأجيل المديونيات الخاصة بالكهرباء والتأمينات.. هل توجد برامج تحفيزية أخرى تتم بالتعاون مع البنك المركزى؟

برامج تحفيزية من «المركزى» حتى نهاية ديسمبر

يحيى راشد: نحن نسعى قلبا وقالبا إلى تخفيف معاناة القطاع، خاصة جراء التحديات التى يشهدها، فقد وافق البنك المركزى المصرى مؤخرا على مد فترة العمل بمبادرة قروض التجزئة للعاملين بقطاع السياحة حتى نهاية ديسمبر من العام الجارى، والتى يتم من خلالها تأجيل استحقاقاتهم للبنوك لمدة 6 أشهر، باعتبار أن التأخير فى السداد جاء لظروف طارئة خارجة عن العملاء، كما أن “المركزى” وافق على تعديل بعض بنود مبادرة دعم القطاع السياحة، والتى تهدف إلى تأجيل سداد مديونياته طرف البنوك والسماح بترحيل جميع الاستحقاقات القائمة، وعدم حساب فوائد تأخير على الأقساط المؤجلة لمدة 3 سنوات بحد أقصى.

«المال»: وماذا عن موقف مستحقات شركات الطيران الأجنبية فى الوقت الحالى؟

يحيى راشد: جارٍ حاليا رد كل المبالغ المعلقة، ونؤكد أن مصر تفى بوعودها كاملة، وأن التأخير كان نتيجة لتغيير إدارات الاتحاد والغرف وما نتج عنه من إعادة تشكيل اللجان أكثر من مرة.

وتجدر الاشارة إلى أن شركات الطيران الأجنبية، كانت تعانى من تأخر مستحقاتها نتيجة أزمة الدولار بالسوق المحلية، وهددت بعض الشركات بوقف تعاملاتها فى مصر.

«المال»: ما هى مؤشرات القطاع السياحى خلال الـ6 أشهر الأولى من العام الحالى، من حيث الأعداد والإيرادات والليالى، وما أهم الأسواق التى حققت نموا؟

يحيى راشد: لا تزال الفترة الحالية تشهد انحسارا فى الأعداد الوافدة، نظرا للتحديات الراهنة والمتمثلة فى حظر السفر من روسيا وإنجلترا اللتين تمثلان أكثر من 30% من حجم حركة السياحة الوافدة إلى مصر، ولكن بالرغم من ذلك فإن هناك مؤشرات وبوادر إيجابية، ونتوقع تحسنا ملحوظا فى موسم الشتاء القادم، نتيجة لبرامج تحفيز الطيران المنتظم، إلى جانب مجموعة من الاتفاقات مع شركات الطيران المنخفض التكاليف، إضافة إلى امتداد برنامج تحفيز الطيران العارض ولكن بعد مراجعة الضوابط بما يتناسب مع الظروف الراهنة فى مصر، أما بالنسبة للأسواق التى حققت نموا فنذكر منها السوق العربية والسوق الأوكرانية والسوق الصينية.

«المال»: أين بلغت معدلات الإشغالات الفندقية فى جميع المناطق السياحية، وكيف سيتم إنقاذ السياحة الثقافية فى الأقصر وأسوان؟

%25 متوسط الإشغال الفندقى.. و47.8% فى القاهرة.. و54.7% فى الإسكندرية

يحيى راشد: رغم أن متوسط نسب إشغال الفنادق على مستوى الجمهورية بلغ 25% خلال الفترة يناير/ يوليو 2016 فإن بعض المقاصد السياحية شهدت ارتفاعا فى نسب الإشغال مثل القاهرة 47.8% والإسكندرية 54.7% والتى يمكن أن نشير إلى أن نسب الإشغال فيهما تميزت بالاستقرار طوال النصف الأول من العام الجارى.

أما بالنسبة للسياحة الثقافية فى الأقصر وأسوان، فأود أن أؤكد أنها على رأس اهتمامات الوزارة وسيتم تكثيف الترويج لها حتى يتسنى استعادة الطلب عليها مرة أخرى.

«المال»: ما هى البرامج السياحية لتنشيط السياحة الوافدة من دول شرق آسيا، خاصة بعد الزيارة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى للصين؟

يحيى راشد: السوق الصينية من الأسواق الواعدة بالنسبة للسياحة المصرية، والتى توليها الوزارة اهتماما خاصا وقد تم بالفعل تنفيذ عدد من الخطوات لتنشيط السياحة الوافدة من هذه السوق، والتى من بينها تنظيم رحلتين تعريفيتين لإعلاميين وشركات سياحية صينية، وعقد ورشة عمل مع الجانب الصينى، إلى جانب إقامة مهرجان الأفروصينى للفنون الفلكلورية، وبالطبع فإن زيارة الرئيس إلى الصين سيكون لها بالغ الأثر فى تعزيز العلاقات السياحية، وجذب حركة أكبر من هذه السوق ومن جانبنا فنحن مستمرون فى هذه الإجراءات وبشكل مكثف.

وأود أن أضيف أننا أيضا نهتم بالأسواق السياحية الآسيوية الأخرى الواعدة، مثل الهند إذ تم عقد ورشة عمل مع الجانب الهندى، وتنظيم رحلات تعريفية لإعلاميين وشركات سياحة هندية، إلى جانب عمل إعلانات ترويجية “Digital”.

«المال»: توجد مطالبات بتأجيل تطبيق قانون القيمة المضافة على القطاع السياحى، ما رأى الوزارة وتحركاتها فى هذا الأمر؟

بندرس أثر ضريبة القيمة المضافة على القطاع

يحيى راشد: يتم حاليا بالتعاون مع غرفة المنشآت الفندقية دراسة أثر ضريبة القيمة المضافة على السياحة، وفى هذا الشأن يمكن دراسة إعفاء المنشآت الفندقية منها، لفترة محدودة كما حدث فى عدد من الدول لعدم حدوث ارتفاع مفاجئ يؤثر على التعاقدات طويلة الأجل مع منظمى الرحلات.

«المال»: متى سيتم تفعيل الحجز الإلكترونى عبر موقع وزارة السياحة الجديد؟ وكيف سيتم التعامل مع اعتراضات بعض الشركات السياحية على إتاحة الحجز مباشرة عبر الموقع، مما قد يفقدها بعض مكاسبها؟

يحيى راشد: بالنسبة لتفعيل الحجز الإلكترونى عبر الموقع الجديدن سيكون ذلك ضمن أعمال المرحلة الثانية لتطوير الموقع الإلكترونى لهيئة تنشيط السياحة.

كما سيتم الإعلان عن كيفية مشاركة جميع الشركات السياحية فيها حتى يستفيد الجميع من هذا الموقع، ولا يقتصر على كونه مجرد موقع دعائى فقط.

«المال»: ما هى فرص الاستثمار التى طرحتها هيئة التنمية السياحية خلال الفترة الماضية؟

يحيى راشد: قامت هيئة التنمية السياحية خلال الفترة الماضية، بطرح فرص استثمارية جديدة لإقامة عدد من المشروعات السياحية والخدمية، فقد تم طرح عدد من المواقع بمساحة 480781 مليون بينهم 28 موقعا بالبحر الأحمر و12 موقعا برأس سدر و5 مواقع بخليج العقبة و5 آخرين بالأقصر، إضافة لمنتجع سياحى بالساحل الشمالى.

تجدر الإشارة إلى أن لجنة البت فى طلبات الحصول على أراضى هيئة التنمية السياحية، أجلت القرعة العلنية التى كانت مقررة أمس الأول إلى 25 سبتمبر الجارى، لاختيار الشركات الفائزة بـ 6 مواقع بالساحل الشمالى، لتخلف الشركات المتنافسة عن الحضور.

وكان من المقرر إجراء القرعة بين 18 مستثمرًا تأهلوا فنيًا وماليًا على مواقع الهيئة، البالغة 6.9 مليون متر مربع بالساحل الشمالى.

يعانى القطاع من أزمات مالية كبيرة خاصة بعد حادث الطائرة الروسية

ويعانى القطاع السياحى من أزمات مالية كبيرة، بعد انحسار الحركة السياحية، خاصة بعد حادث سقوط الطائرة الروسية فى أكتوبر 2015، وكانت وزارة السياحة قد أعلنت أن الخسائر الشهرية للقطاع تتراوح بين 3 إلى 4 مليارات جنيه.

وسحبت أكثر من 112 شركة كراسة شروط 73 قطعة أرض طرحتها «التنمية السياحية»، عبر بوابة الهيئة العامة للاستثمار فى مايو الماضى، وهى أولى المساحات التى يتم طرحها منذ تعديل قانون الاستثمار، بموجب القرار 17 لسنة 2015، وكان رئيس هيئة التنمية السياحية قد قال وقتها، إن معدل الطلب على أراضى الهيئة مقبول، فى ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية.

وأعادت «التنمية السياحية» طرح 41 قطعة، بينها مساحات بمحافظة الأقصر، ولم تشهد إقبالًا من المستثمرين.

وفى المقابل فازت 8 شركات بـ2.532 مليون متر مربع برأس سدر، من إجمالى 68 مستثمرًا تنافسوا على تلك المساحات، وأن الشركات الفائزة سددت 27% من قيمة الأرض، بواقع 25 مليون جنيه.

وتبعًا لتصريحات سابقة لمسئولى «التنمية السياحية» استحوذت رأس سدر على 65% من حجم الطلب على أراضى «السياحة»، ويترواح سعر المتر بالمنطقة بين 8 و10 دولارات، فى حين يتراوح بين 10 و53 دولارًا بالساحل الشمالى، والبحر الأحمر، وجنوب سيناء.